الأحد 7 يوليو 2024

في ذكرى معركة حطين.. استراتيجية صلاح الدين في تحرير بيت المقدس

معركة حطين

ثقافة4-7-2024 | 17:59

أبانوب أنور

تُعد معركة حطين هي إحدى المعارك الحاسمة في تاريخ الحروب الصليبية، وقد وقعت في مثل هذا اليوم 4 يوليو 1187م بين المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

تمكن صلاح الدين الأيوبي من تحرير بيت المقدس بعد معركة حطين عبر سلسلة من الخطوات والاستراتيجيات التي أظهر فيها براعة عسكرية وسياسية.

قبل معركة حطين، عمل صلاح الدين على توحيد المسلمين في مصر والشام والحجاز واليمن تحت قيادته، هذا التوحيد ساعده على جمع جيش قوي ومتماسك.

اختار صلاح الدين بحكمة مكان المعركة في حطين، حيث كانت المنطقة حارة وجافة، مما أثقل كاهل الجيش الصليبي وأدى إلى عطش جنوده.

نجح صلاح الدين في استدراج الجيش الصليبي إلى حطين، بعيدًا عن مصادر الماء، عبر مناوشات تكتيكية وحصار خفيف أدى إلى إجبار الصليبيين على التوجه إلى المنطقة التي اختارها للمعركة.

في 4 يوليو 1187، بدأ القتال في حطين، وتمكن جيش صلاح الدين من تحقيق انتصار ساحق بعد يومين من المعارك الضارية، وكان الصليبيون منهكين وعطشى، مما ساعد المسلمين على السيطرة على الوضع.

بعد النصر في حطين، توجه صلاح الدين بسرعة لاستعادة المدن والقلاع الصليبية في فلسطين، وبدأ بالاستيلاء على عكا، نابلس، يافا، وحيفا، ما فتح الطريق نحو القدس.

في سبتمبر 1187، بدأ صلاح الدين حصار القدس، التي كانت تحت حكم الصليبيين منذ 1099، بعد حصار دام حوالي 12 يومًا، وافق المدافعون الصليبيون على الاستسلام في 2 أكتوبر 1187، بشرط أن يتمكنوا من مغادرة المدينة بسلام.

وافق صلاح الدين على هذا الشرط، وأظهر تسامحًا كبيرًا، حيث سمح للصليبيين بالمغادرة دون إلحاق الأذى بهم، كما قدم الأمان لسكان القدس من المسيحيين واليهود والمسلمين.

كان تحرير بيت المقدس نتيجةً لاستراتيجية صلاح الدين المتكاملة وتفوقه العسكري والسياسي، والذي أثبت من خلاله أنه قائد فذ يتمتع بالحكمة والشجاعة.