الإثنين 8 يوليو 2024

صالون بوابة «دار الهلال».. مفتي الجمهورية: 30 يونيو أنقذتنا من الوقوع في الهاوية.. والإسلام يمقت التشدد

جانب من ندوة مفتي الجمهورية شوقي علام في صالون بوابة دار الهلال الثقافي

تحقيقات5-7-2024 | 14:19

ناقش فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في صالون «بوابة دار الهلال» الثقافي، جوانب متعددة وهامة تتعلق بالثقافة والدين والسياسة في مصر.

ويأتي ذلك بعد إطلاق بوابة" دار الهلال" صالونها الثقافي الأول حيث استضافت الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية وسط حضور نخبة من الأساتذة، ويعدّ هذا الحدث انطلاقة فكرية وثقافية مهمة في المشهد الثقافي المصري، إذ يهدف إلى إيجاد منصة للحوار والنقاش الفكري، وتقديم رؤى جديدة في شتى المجالات الثقافية والفكرية.

وشارك في الصالون نخبة من الأساتذة في مقدمتهم الأستاذ عمر سامي رئيس مجلس إدارة دار الهلال والكاتب الصحفي  حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق والكاتب الصحفي والإعلامي حمدي رزق والدكتورة شهيرة خليل رئيس تحرير مجلة سمير، والدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وأدار اللقاء الكاتب الصحفي طه فرغلي رئيس تحرير مجلة الهلال ورئيس تحرير بوابة دار الهلال الإلكترونية.    

وتعكس هذه المناسبة أهمية الحوار الثقافي في بناء وتعزيز الهوية الوطنية، وفي مواجهة التحديات الفكرية والسياسية التي تواجه الدولة المصرية في فترة ما بعد الثورة ، وذلك ضمن الاحتفال بالذكرى الـ11 لثورة 30 يونيو، والتي شهدتها مصر عام 2013، والتي كان لها دور كبير في إعادة بناء الهوية المصرية وتصحيح المسار السياسي للبلاد.

كما سلط صالون بوابة "دار الهلال" الضوء على دور فضيلة الدكتور شوقي علام في توجيه الرؤية الدينية لمواجهة التطرف والأفكار المتطرفة التي تهدد استقرار المجتمع.

ثورة 30 يونيو

في هذا الصدد قال علام،  إن ثورة 30 يونيو هي ثورة إنقاذ لمصر في ملفات شائكة كانت تكاد أن تأخذ المجتمع المصري إلى الهاوية، مشيرًا إلى أنه منذ وقوع ثورة 30 يونيو في 2013 حتى الآن نحن في مرحلة بناء، والدولة تسير على محاور البناء المادي بالبنية التحتية والمشروعات المختلفة وكذا بناء الإنسان.

وأوضح، أن مناهج التعليم بدأ ينظر إليها لتطويرها وكذلك في الأزهر الشريف، حيث تمت مراجعة مناهج تعليمية بناءًا على نظرة جلية.

وأكد أننا الآن أمام مرحلة تاريخية في بناء الإنسان في عهد 30 يونيو.

تلون جماعة الإخوان

وعن نهج جماعة الإخوان في  محاولات التغلغل في المجتمع .. قال فضيلته ، إن جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم المنصات والمواقع الإلكترونية في التلون، مضيفًا أن المنصات في الفضاء الإلكتروني هي منصات مختلفة، ووجدنا تغلغلا في الفكر ليس معهودًا، والذي من الصعوبة اكتشاف لونه الحقيقي.

وأوضح، أن هذا الأمر حدث في الاستثمار والاقتصاد، فلاحظنا تشكل شركات الاقتصادية تحت فكر الإخوان، مؤكدًا أن الفكر المتطرف لم يقضى عليه بعد، ففكر الإخوان ما زال موجودًا ويجب مواجهته بالفكر العلمي.

وأشار إلى أن الفكر المتطرف موجود، ومن العسير محوه، ويجب الاستمرار في مكافحته وبناء الفكر المستنير المبني على أسس علمية وكذلك مجابهة الفكر المتطرف بأساليبنا.

وأكد أن دار الإفتاء خاضت تجربة قوية من بداية ٢٠١٤ بإنشاء مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، وكان أول مرصد في العالم يقوم بالرصد والتحليل وكتابة التقارير ونتعاون الآن مع مركز سلام.

ولفت إلى أن المركز أودع تقريرًا عن العنف لدى الإخوان في مجلس العموم البريطاني، حتى أن القيادي بالجماعة  إبراهيم منير رد علينا، وهذا العنف في الرد لا يهمنا بقدر ما يؤكد أهمية هذه الخطوة.

وأكد أن العالم كان يلتف حول فكر العقاد وطه حسين قديمًا، ونريد أن نعيد نماذج فكرية جديدة، لأن مصر ولادة ويجب أن يكون التحرك مدروسًا وان نتحرك جميعا على قلب رجل واحد.

مجلة ميكي 

كما تحدث فضيلته عن أهمية القراءة  ، وعلق على القراءة في مرحلة الطفولة قائلا : "حرصت على قراءة مجلة ميكي  في صغري".

وأوضح: " الأن يحمل كل واحد من الأطفال هاتفًا، وهذه ظاهرة تحتاج إلى دراسة، القراءة مهمة جدًا لهذه الفئة العمرية."

كيف واجهت دار الإفتاء الإلحاد؟

وأوضح علام، أن دار الإفتاء منذ ٢٠١٣ وجدت أسئلة غايتها إثارة الشبهات حول الدين والإلحاد، وكان ذاك نتيجة فشل حكم الإخوان، ونتيجة غياب الخطاب المعتدل، مضيفًا أن الشاب كان محملًا بفكرة أن الإسلام هو الذي فشل في الحكم وليس أن الجماعة هي من فشلت، لذلك كان الشباب لا يريدون هذا الدين وبدأت أسئلة غايتها إثارة الشبهات حول الدين من قبل المواقع التي تنشر الإلحاد.

وأضاف، أن دار الإفتاء رصدت ٥ مواقع باللغة العربية تدعو إلى الإلحاد والتشكيك في الدين، وقامت بتدريب كوادر من الإفتاء على مواجهة هذه الأفكار وأنشأننا وحدة حوار التي تعمل على مدار اليوم لترتقي بفكر الشباب.

وأكد أن دار الإفتاء وجدت أن أفكار الإلحاد تنقسم ٣ أقسام، الأول قسم عنده تشويش حول بعض الأفكار وشبهة حول بعض المصطلحات في الدين والأحكام، وبمجرد الحوار معه من الشيخ المفتي تنتهي المسألة، والثاني أن بعضهم عنده مرض نفسي، وحينها يتم نصحه بالذهاب إلى طبيب نفسي.

وأشار إلى أن القسم الثالث من الشباب أن بعضهم يميل للإلحاد جذريًا، فهو دارس لفكره ويعتنقه، وهذا التعامل معه يحتاج لشهور وسنوات، مشيرًا إلى أن الإفتاء نجحت في إرجاع الكثير من هؤلاء في القسمين الأول والثاني إلى جادة الصواب، وفي الملف الأخير نجحت دار الإفتاء في التعامل مع نحو 30%..

مسلسل ضمير أبلة حكمت

وعن فكرة "الإلحاد" الذي يواجه بعض الشباب .. أكد الدكتور "شوقي علام" مفتي الجمهورية ، أن الإلحاد هو جانب ثقافي وفكري، ومواجهته من خلال الجانب الديني فقط غير كاف، فالأمر يحتاج أيضا إلى دور الدراما.

وأوضح، أن هناك مسلسلات مصرية عرضت قيم مهمة، ومنها مسلسل ضمير أبلة حكمت الذي قدم العديد من القيم العميقة منها دور المعلم واحترامه وغيرها، وكذلك مسلسل المال والبنون، وحاليًا مسلسل الاختيار 1 و2.

وأضاف مفتي أن هناك حاجة لاستمرار هذه الأعمال الدرامية، وكذلك التعاون بين مؤسسات الدولة لأن بعض الأطروحات الفكرية تحتاج للتكامل في الرد بما يدفع الشبهة.

اهتمام دار الإفتاء بالأطفال

وعن اهتمام  دار الإفتاء بالأطفال، قال فضيلة المفتي: "نعمل في دار الإفتاء مع الأطفال وأنتجنا ضمن برامج راديو مصر،  برنامج "حكايات أنس"، حيث يدور حوار بين طفل صغير وجده، الطفل لديه أسئلة كثيرة تتعلق بالدين والسيرة النبوية، والجد يجيب عليها من خلال ما يعرفه".

وأضاف: "قال لي الدكتور محمود صقر، رئيس جمعية البحث العلمي السابق، في أحد الاحتفالات مع الرئيس إنه يستمع إلى "حكايات أنس"، وتحدثنا عن سبل تطوير هذا البرنامج، وسيكون هناك برنامج كرتوني يشمل كافة الاتجاهات الدينية والحياتية.. درسنا هذه الأمور في إعداد المادة العلمية، واتفقنا مع الشركة المنفذة لهذا المشروع من أكاديمية البحث العلمي".

محاولات شق الصف بين المسلمين والمسيحيين

وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إنه كان هناك محاولات مستميتة لشق الصف بين المسلمين والمسيحيين في مصر، في عهد الإخوان وكذلك اتضح في ثورة 30 يونيو، حيث تم حرق نحو 80 كنيسة في هذا الوقت، مضيفًا أن بداية محاولات إحداث شرخ في المجتمع المصري حينها، تمثلت في تحريم التهنئة بأعياد المسيحيين، وكذلك تحريم زيارة الكنيسة من أجل التهنئة واعتبار ذلك خروجًا من الدين وحرمة الاحتفال بميلاد السيد المسيح، وحرمة الاحتفال بشم النسيم وأي احتفال فيما عدا عيدي الفطر والأضحى، واعتبار ما دونهما بدعة مثل أيام الاحتفال بعيد الأم ويوم اليتيم وغيرهما.

وأضاف، أن هناك فتاوى إخوانية حاولت أن تزعزع البناء الاقتصادي واحد أعمدته البنوك، من خلال القول بأن التعامل معها حرام، موضحًا أنه سمع فتوى لأحد شيوخ، ردا على تساؤل بشأن التعامل مع البنوك حتى من أجل حفظ المال، أن ذلك حرام ويمثل إعانة للبنوك على زيادة رأس مالها وهو أسلوب ربوي.

وأكد أن دار الإفتاء تصدت لهذه المسألة بفهم علمي، وأكد أن البنوك أحد مؤسسات دولة وأنها تتيح التعامل بطريقة معينة في إطار منظومة قانونية معينة وأن هذا ليس من قبيل الربا، مضيفًا أن دار الإفتاء وجدنا ما يثبت ذلك ويؤيد هذا الرأي في تراث الفقه.

وأضاف أن استقرار المجتمع في كافة مفرداته ملفات يجب أن تؤدي الفتوى للبناء فيها وأن تكافح ضد من يهدد هذا البناء.

علماء سلطان

وأكد مفتي الجمهورية، إن علماء دار الإفتاء والأزهر الشريف لا يعبؤون بما يقوله أفراد جماعة الإخوان الإرهابية بأن علماء الأزهر هم علماء سلطان، مؤكدًا: "نحن علماء نحافظ على بناء المجتمع".

وأضاف، أن بناء الدولة وتعميق حدودها واختصاصاتها واستقرارها هو رسالتهم، مضيفًا: "إن كنا بذلك علماء سلطان، فنحن نفخر بذلك، لأننا نكون مع الدولة واستقرارها وفي صفها وفي خدمة قضاياها."

هل سرقة الكهرباء حلال أم لا؟

وطرح الكاتب الصحفي طه فرغلي رئيس تحرير بوابة دار الهلال، سؤالًا على الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، قال فيه: "ما رأي فضيلتكم في قضايا ترشيد الاستهلاك والمبادرات المتعلقة به؟ وما رأيكم في سرقة الكهرباء، هل حلال أم لا؟".

أجاب "علام" قائلا: "لا يجوز الاستيلاء على ما يخص الآخرين سواء كان للدولة أو لأي إنسان عادي، بل المال العام أشد حرمة من المال الخاص.. يمكن لصاحب المال الخاص أن يدافع عن ماله، لكن المال العام معرض للاستيلاء عليه بشكل أكبر".

وأضاف: "لا أستطيع إلا أن أؤكد أن من يسرق الكهرباء أو الماء أو أي من مقدرات الدولة يرتكب جريمة كبيرة في حق دينه ووطنه، هذه منطقة خطرة لأنها مرتبطة بالمال العام، وهي مناطق تحتاج إلى حماية، وأن السمة الأساسية للإنسان المؤمن هي أن لا يدخل جوفه إلا من مال حلال، وأن ينفقه في أوجه الخير، مراعاة الترشيد في الإنفاق وعدم التبذير مطلوبة في كل الأحوال، والإسراف مُحَرَّم في الشريعة الإسلامية".

الحكومة الجديدة

كما هنأ مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، مصر وأبناء الشعب المصري باختيار وتشكيل الحكومة الجديدة، ونستبشر بها خير مع مطلع العام الهجري الجديد، مؤكدًا أن السير الذاتية لأعضاء الحكومة يوضح أن الاختيار تم بعناية من قبل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.

وأوضح، أنه طوال المدة منذ تكليف الرئاسي للدكتور مصطفى مدبولي وحتى اختيار الأفراد، نجد أن هناك تدقيقًا كبيرًا في اختيار الأعضاء، موضحًا أن ذلك لم يحدث في تاريخ مصر إلا في تشكيل الوزارة الحالية.

وأكد أن الأمر ينطبق على المحافظين، فهناك تغيير شامل لبدء مرحلة جديدة تمر بها مصر إلى المستقبل.

كتابات جرجي زيدان

وحول حديثه عن مؤسسة "دار الهلال" ووصف ه لها بأنها "صرح عريق ذو تاريخ طويل ومرموق " ..قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية: لقد قرأت كثيرًا للأديب الكبير جرجي زيدان، خاصة ما كتبه حول تاريخ العصر الفاطمي، إنها قصص رائعة بصفة خاصة، موضحا أنه قرأ له أيضًا الكتب الموسوعية.

وأضاف "علام": أذكر أن خالي، الذي كان عالمًا أزهريًا كبيرًا، كان مغرمًا بجرجي زيدان، وهو من حببني في أعماله حقًا."

الاكثر قراءة