تمثل الأساطير التاريخية جزءًا هامًا من التراث الثقافي للشعوب، حيث تروي قصصًا غالبًا ما تكون مليئة بالعجائب والأحداث الخارقة التي تمزج بين الحقائق التاريخية والعناصر الخرافية والروحانية، هذه الأساطير قد تكون مأخوذة من أحداث حقيقية قديمة، وقد تمتد لتشمل الشخصيات الأسطورية والأحداث الخيالية التي تتناول الأمور الإلهية، أو تصور الكون، وتشرح منهج حياة قديمة.

تعود أسطورة التيتان إلى الأساطير الإغريقية القديمة، حيث تمثل فئة من الآلهة القديمة التي حكمت الكون قبل ظهور آلهة الأولمب، مثل زيوس وهيرا وبوسيدون، ويرجع أصل هذه الأسطورة إلى الشعوب التي عاشت في اليونان القديمة، وكانت تؤمن بآلهة متعددة تتحكم في الأجواء والطبيعة وحيواناتها .

يقال عن التيتان أنهم أطفال أورانوس (السماء) وجايا (الأرض) في الأساطير اليونانية القديمة.

تمثل هذه الكيانات الأسطورية القوى الكونية العميقة التي حكمت الكون قبل ظهور الآلهة الأولمبية.

يروى أن التيتان دخلوا في صراعات شرسة مع آلهة الأولمب، بقيادة زيوس، الذين تمكنوا في النهاية من هزيمتهم وإسقاطهم عن العرش السماوي، هذه الصراعات تمثل الصراع بين القوى القديمة والجديدة، وبين النظام القديم والحديث.

رغم هزيمتهم، تظل التيتان مهمة في الأساطير اليونانية كرموز وأصول للقوى الطبيعية والكونية الكبرى، تمثل قدرتهم وشراسة صراعهم جزءًا من التناقضات الكونية التي تميز الأساطير القديمة.

من بين التيتان المعروفين: كرونوس (والد زيوس وزعيم التيتان الأساسي)، ريا (زوجة كرونوس وأم الآلهة الأولمبية)، والعديد من الآخرين مثل أوكينوس، تيثيس، هايا، وبروميثيوس.

يظل تأثير التيتان واضحًا في الأدب والفن والفلسفة الغربية، تعبر شخصياتهم والصراعات التي مروا بها عن مفاهيم القوى الكونية والصراعات الدائمة بين السلطة والحرية.

أسطورة التيتان هي جزء مهم من التراث الأسطوري اليوناني، وتعكس توجهات الفكر الإنساني في تفسير العالم والكون والصراعات الدائمة بين القوى المختلفة.