الخميس 23 يناير 2025

ثقافة

حضارات عبر العصور| حضارة الإنكا ملوك الأعاجيب الهندسية

  • 6-7-2024 | 02:03

بلاد الإنكا

طباعة
  • أبانوب أنور

في عالم ملئ بضجيج التكنولوجيا وضوضاء المدن، الرحلات السريعة عبر التاريخ تعتبر مصدرًا للإلهام والحكمة، فإن النظر إلى الوراء لاستكشاف وفهم الحضارات القديمة يعتبر أمرًا ضروريًا ومهمًا في عالمنا الحديث المتقدم تكنولوجيًا، حيث قدمت لنا هذه الحضارات مساهمات هائلة في مجالات متعددة مثل الفن، والعمارة، والعلوم، والفلسفة، والأدب، والتقنيات الهندسية، والقانون، وغيرها.

 

تعتبر حضارة الإنكا واحدة من أبرز الحضارات في أمريكا الجنوبية قبل الاستعمار الأوروبي، حيث إنتشرت في منطقة الأنديز بأمريكا الجنوبية، وتحديدًا في مناطق البيرو والإكوادور وجزء من تشيلي وكولومبيا، من حوالي القرن الـ 13 حتى القرن الـ 16 ميلادي.

 

اعتمدت الإنكا على نظام سياسي مركزي، حيث كان الملك (السابا) هو السلطة الرئيسية، وكانت الإدارة مركزية، وكان اقتصادهم يعتمد على الزراعة، وكانوا متقدمين في تقنيات الري والزراعة الجبلية.

شيدت الإنكا مدنًا ومعابد ومنشآت هندسية مذهلة، مثل مدينة ماكو بيتشو التي تُعد من عجائب العالم السبعة القديمة.

 

 

وكان لديهم نظام ديني معقد يعتمد على عبادة الأسرة المالكة والآلهة الطبيعية مثل الشمس والقمر. كانت لديهم أيضاً ممارسات دينية تتعلق بالتضحيات البشرية والحيوانية.

 

وكان للإنكا تقاليد قوية في الفنون والحرف اليدوية، مع تطوير النسيج والخزف والمجوهرات بمهارة عالية، كما أظهروا براعتهم في الهندسة المدنية، مع استخدامهم للحجارة الكبيرة في بناء منشآتهم.

نمت الإنكا من إمبراطورية صغيرة في بداية الأمر إلى إمبراطورية واسعة تشمل مناطق مختلفة من الأنديز، وكانوا يستخدمون الحروب والتحالفات لتوسيع نفوذهم.

 

 كانت حضارة الإنكا إحدى الحضارات العظيمة التي تأثرت بشدة بالاستعمار الإسباني فيما بعد، حيث تم تدمير كثير من تراثهم الث انهارت حضارة الإنكا العظيمة في القرن السادس عشر نتيجة لمزيج من العوامل الداخلية والخارجية؛ فبعد وفاة الإمبراطور هواسكار عام 1532، اندلعت حرب أهلية دامية بين ابنيه أتاوالبا ومانكو إنكا. أدت هذه الحرب إلى إضعاف الإمبراطورية بشكل كبير، وسهّلت على الغزاة الإسبان غزوها.

 

جلب المستكشفون الإسبان معهم أمراضًا لم تكن موجودة في أمريكا الجنوبية من قبل، مثل الجدري والإنفلونزا، انتشرت هذه الأمراض بسرعة بين شعب الإنكا، مما أدى إلى موت الملايين منهم.

أدى الغزو الإسباني إلى تفكك النظام الاجتماعي للإنكا، مما أدى إلى الفوضى والاضطرابات، حيث وصل المستكشف الإسباني فرانسيسكو بيزارو إلى إمبراطورية الإنكا عام 1532، استغل بيزارو الصراعات الداخلية في الإمبراطورية، بالإضافة إلى تفوق الأسلحة الإسبانية، لهزيمة الإنكا واحتلال أراضيهم.

 

كان لدى الإسبان أسلحة متقدمة بكثير من أسلحة الإنكا، مثل المدافع والبنادق، أعطى هذا التفوق التكنولوجي للإسبان ميزة كبيرة في المعركة، ولم يكن لدى شعب الإنكا خيول، مما أعطى الإسبان ميزة كبيرة في التنقل والقتال، تحالف بيزارو مع بعض قبائل الشعوب الأصلية التي كانت معادية للإنكا، مما ساعده على هزيمتهم.

 

وعلى الرغم من سقوط حضارتهم، إلا أن إرث الإنكا لا يزال حياً حتى اليوم، تُعدّ لغة الكيتشوا، التي كانت لغة الإنكا، من أكثر اللغات انتشارًا في أمريكا الجنوبية، كما لا تزال العديد من المواقع الأثرية للإنكا، مثل ماتشو بيتشو، من أهمّ الوجهات السياحية في العالم.قافي والمعماري، لكن بعض العناصر الثقافية للإنكا ما زالت موجودة ومحفوظة حتى اليوم.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة