السبت 5 اكتوبر 2024

رجال من ذهب| من "صديقتي لـ زوجتي".. النور الذي أضاء حياة عميد الأدب العربي طه حسين

طه حسين وزوجته سوزان

ثقافة6-7-2024 | 11:17

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.

"بدونك أشعر أني أعمى حقا، أما وأنا معك، فإني أتوصل إلى الشعور بكل شيء"، في تلك السطور الشعرية عبر عميد الأدب العربي طه حسين عن حبه وامتنانه لزوجته الفرنسية سوزان، تلك السيدة التي قدمت الكثير لزوجها فكانت كبصره والنور الذي أضاء حياته، وأدخل على قلبه الحياة والسرور، كان يناديها بـ "صديقتي" حتى تحول ذلك اللقب لـ "زوجتي وحبيبتي".

ولد طه حسين في 14 نوفمبر 1889م، في قرية كيلو القريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا، أصيب بالرمد في طفولته وبسبب الجهل السائد وقتها فقد الصغير بصره، ولكن لم يكن يعلم أن لفقدانه لبصره وتحديه لإعاقته سيحدث تغيرًا في مجرى حياته، ليصبح عميد الأدب العربي ويتزوج من حبيبته الفرنسية "سوزان".

تلقى تعليمه في كتاب قريته وأتم فيه حفظ القرآن الكريم وبعض العلوم الأخرى، ثم انتقل إلى القاهرة وأستكمل دراسته في الأزهر رفقة أخيه الأكبر، ولكن لم يستمر هناك، والتحق بالجامعة المصرية، وحصل منها على شهادة  الدكتوراة  في عام 1914، ثم سافر إلى فرنسا في بعثة تعليمية لتحضيره للدراسات العليا في عام 1915م، وقابل هناك زوجته الفرنسية "سوزان بريسو".

تعرف طه حسين على سوزان، أثناء بعثته إلى فرنسا، ولكن أثناء دراسته واجهه حسين معوقات أمامه فكان بحاجه لأحد يقرأ له الكتب والمراجع، فرأته سوزان وساعدته فكانت تقرأ له ما يريد، تطورت العلاقة بينهم فجمعت بينهم صداقة قوية فكان يناديها بـ "صديقتي"، ثم أعجب بها وأخبرها بحبه لها، ولكنها قابلت حبه بالرفض وقالت له ولكنني لا أحبك.

على الرغم من رفض سوزان لحب حسين إلا أنها أعادت التفكير والنظر في مسأله ارتباطهم فكانت تبادله مشاعر الإعجاب حتى وافقت على الزواج، ولكن لم يكن الطريق باليسير أمامها فعارضت أسرتها الزواج منه لكثير من الأسباب ومنها أنه نشأ في بيئه مختلفه عنهما بالإضافة أنه كفيف البصر وأيضا لتمسك عائلتها بعقيدتهم الكاثوليكية، ولكن لم تيأس سوزان وظلت تقنعهم حتى قابل عمها "القس" حسين وجلس معه أعجب بتفكيره وأثنى عليه وأقنع العائلة حتى وافقوا وتم الزواج، وظلت قصة حبهم مستمرة وقوية مثل الشجرة لا تتزعزع، حتى توفي طه حسين عام 1973م، وكان رحيله كالطامة الكبرى على زوجته سوزان، فأبكته وحزنت عليه بشده، وراثته في كتابها "معك"، وتحدثت فيه عن قصه حبهما ويعتبر ذلك الكتاب إحياء لذكرى زوجها عميد الأدب العربي طه حسين.