الأحد 6 اكتوبر 2024

غسان كنفاني .. قلم فلسطين الصارخ

غسان كنفاني

ثقافة8-7-2024 | 10:26

أبانوب أنور

لم يكن مجرد كاتب وروائي، بل كان أيضاً مثالًا حيًا للمثقف الملتزم بقضيته وشعبه، رمزًا للنضال الفلسطيني، استخدم قلمه كسلاح للمقاومة، فهو قلم فلسطين الصارخ، كان يعتقد أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتعبير عن الظلم والاحتلال ولتعزيز الوعي السياسي، ساهمت أعماله في تعزيز القضية الفلسطينية على المستوى الأدبي والثقافي، ويُدرس أدبه في العديد من الجامعات حول العالم، ترك بصمة عميقة في الأدب العربي، وأعماله تُرجمت إلى العديد من اللغات الأجنبية، إنه المناضل غسان كنفاني .

يُعتبرغسان كنفاني أحد أبرز الشخصيات الأدبية والنضالية في تاريخ فلسطين المعاصر، ولد في 9 أبريل 1936 في عكا، ونشأ في عائلة فلسطينية ميسورة. بعد نكبة 1948، هاجر مع عائلته إلى لبنان ثم إلى سوريا، حيث أكمل دراسته الثانوية.

بدأ كنفاني عمله في الصحافة في سن مبكرة، حيث عمل في جريدة "الحرية" اللبنانية ثم انتقل للعمل في مجلة "الهدف" التي أسسها لاحقًا وأصبحت منصة رئيسية للتعبير عن أفكاره السياسية والثقافية.

يعتقد غسان أن النضال من أجل الحرية يتطلب تضحيات كبيرة، حياته ونشاطه السياسي يعكسان إلتزامه العميق بهذه الفكرة، وقد دفع حياته ثمنَا لمواقفه ونضاله.

كان كنفاني مدافعًا عن العدالة الاجتماعية ومناصرًا لحقوق الفقراء والمهمشين، هذه القيم تظهر في أعماله الأدبية التي تتناول قضايا الظلم والفقر والاستغلال.

سعى كنفاني لتجديد الأدب العربي من خلال استخدام أساليب سردية جديدة ودمج الأدب بالتاريخ والسياسة، كان يرى أن الأدب يجب أن يعكس الواقع بكل تعقيداته وأن يكون جزءًا من الحركة التحررية.

كان كنفاني يؤمن بأهمية التواصل بين الثقافات المختلفة ونقل الصورة الحقيقية لمعاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم، رغم كل المآسي التي تناولها في أعماله، كان كنفاني دائمًا يؤكد على الأمل والإيمان بمستقبل أفضل، وهذا يظهر في قصصه التي تدعو للصمود والتفاؤل رغم كل التحديات.

تعد "رجال في الشمس" -روايته الأولى- والتي من أهم الأعمال الأدبية العربية التي تناولت القضية الفلسطينية، تتناول الرواية موضوع الهجرة واللجوء بطريقة رمزية، وتناولت روايته "عائد إلى حيفا" موضوع العودة إلى الوطن والذاكرة والنكبة، و"أرض البرتقال الحزين" مجموعة قصصية تتناول معاناة الشعب الفلسطيني.

انضم كنفاني إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967، وأصبح ناطقاً رسميًا باسمها، استخدم أدبه وصحافته كأدوات للمقاومة، مما جعله هدفًا للإغتيال.

في 8 يوليو 1972، اغتيل غسان كنفاني في بيروت بواسطة سيارة مفخخة، مما أدى إلى استشهاده هو وابنة أخته" لميس".

الاكثر قراءة