السبت 20 يوليو 2024

«العربي للطفولة»: ظاهرة عمل الأطفال تتنامى مع الأزمات الاقتصادية ولابد من مواجهتها

عمل الأطفال

أخبار9-7-2024 | 12:31

دار الهلال

قال الأمير عبدالعزيز بن طلال رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، إن ظاهرة عمل الأطفال تتنامى مع الأزمات الاقتصادية، ولابد من دراسة تأثيرات تلك الأزمة من حيث أبعادها الاجتماعية والتربوية والصحية والتشريعية لكونها تمثل انتهاكا لحقوق الأطفال وتعبيرا صارخا عن التراجع عن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

جاء ذلك في كلمة الأمير عبدالعزيز بن طلال، التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام للمجلس العربية للطفولة والتنمية الدكتور حسن الببلاوي، خلال ورشة العمل العربية بعنوان "تأثير الأوضاع الاقتصادية الراهنة على عمل الأطفال في البلدان العربية"، التي ينظمها المجلس بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية.

وأضاف الأمير عبدالعزيز بن طلال، أن قضية عمل الأطفال قضية مركبة تحتاج إلى دراسة ونقاش للوصول إلى حزمة من المعالجات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية طويلة وقصيرة الأجل.

وتابع: "على الرغم من وجود تحديات عدة كانت سببا في ارتفاع أعداد الأطفال العاملين خلال العقدين الأخيرين مثل تداعيات جائحة كورونا، وتأثيرات التغيرات المناخية، وحالات النزاع والصراع.. إلا أن كل هذه التحديات انعكست بدرجات متفاوتة على تدهور الوضع الاقتصادي العالمي، لذا فلا نبالغ إذا أشرنا بشكل صريح بأن الأزمة الاقتصادية كانت وما زالت تعد الأوسع والأعمق تأثيرا لأنها تطال أعدادا كبيرة من البشر، خاصة على الأطفال، حيث تدفعهم الظروف الاقتصادية إلى العمل قسرا وجبرا لكسب قوتهم ومساعدة أسرهم".

وأردف: "تشير أحدث التقديرات العالمية إلى وجود تباطؤ في النشاط الاقتصادي، وتراجع في معدلات النمو الاقتصادي، مع وجود معاناة بسبب التضخم والركود والبطالة وزيادة أعباء الديون، ويبين تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) عام 2022 بعنوان (تحديات التنمية في العالم: نحو رؤية أشمل لقضايا التنمية) إلى ارتفاع معدلات الفقر في العالم، وأن عدد الذين يعيشون بأقل من 1.90 دولار أمريكي في اليوم حاليا ارتفع بنحو 97 مليون فرد، وهو ما يعني ارتفاع نسب الفقر وبالتالي ارتفاع نسب عمل الأطفال. لذا اقترح التقرير ضرورة بناء اقتصادات قائمة على المعرفة ذات أنظمة متكاملة خاصة في قطاعي التعليم وسوق العمل، وهو أمر يمس الأطفال بالدرجة الأولى".

وأوضح أن في منطقتنا العربية يشير "التقرير العربي الثاني حول الفقر المتعدد الأبعاد" الذي صدر في العام 2023 إلى أن نسب الفقر المتعدد الأبعاد لا تزال مرتفعة في المنطقة العربية، وإلى معاناة عدد كبير من الأطفال الذين يعيشون في الدول العربية متوسطة الدخل من هذا النوع من الفقر، فهم محرومون من أبعاد الرفاه، خاصة في مجالات التغذية والتعليم والصحة. 

واستطرد: "ونحن في مؤسساتنا أولينا اهتماما كبيرا بالفئات الهشة والضعيفة، ففي برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) ركزنا على قضايا الشمول المالي وتمكين الفقراء خاصة النساء منهم بهدف استدامة التنمية البشرية وتخفيف حدة الفقر، وتحسين حياة الجميع خاصة الفئات الضعيفة مثل الأطفال والنساء. كما كان الاهتمام بقضية عمل الأطفال توجها استراتيجيا في المجلس العربي للطفولة والتنمية منذ بدايات تأسيسه انطلاقا من رؤية تقوم على تنمية ورعاية الطفل العربي وصون حقوقه".

وأعرب الأمير عبدالعزيز بن طلال، عن أمله بأن تكون هذه الورشة امتدادا وتواصلا لما سبق من جهود في المجال بين الشركاء، ولكن في ذات الوقت تكون نقطة تحول جديدة في دراسة ومناقشة واقتراح تدخلات جديدة تتناسب مع تداعيات تلك الأزمات وتأثيراتها في ظل ظروف غير مسبوقة أثرت تأثيرا بالغا على الأطفال وصل إلى حد تهديد مستقبلهم.