ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه مع انعقاد قمة حلف شمال الأطلنطي "ناتو" في واشنطن، يشعر قادة التكتل بالقلق حيال حالة عدم اليقين بشأن مستقبل القيادة السياسية في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، في مقال تحليلي نشرته اليوم الثلاثاء، إن القمة التي تهدف إلى إظهار الثقة في التحالف الموسع حديثا باتت تواجه الآن حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، والاحتمال الذي يلوح في الأفق لعودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الحكم.
وبحسب الصحيفة، عندما خطط بايدن ومساعدوه لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء حلف الناتو من خلال القمة التي تبدأ اليوم في واشنطن، كان الهدف من ذلك توفير أجواء من الثقة وتوجيه رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من الخصوم المحتملين أن مجموعة أكبر وأقوى من الحلفاء الغربيين قد ظهرت، بعد أكثر من عامين من الحرب في أوكرانيا، وهي أكثر تصميما من أي وقت مضى على إنهاء الحرب.
غير أنه مع بدء وصول 38 من زعماء العالم إلى واشنطن، تبدو هذه الثقة في خطر. وحتى قبل أن تبدأ القمة رسميا، فقد طغت عليها حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كان بايدن سيبقى في السباق الرئاسي لولاية ثانية، والاحتمال الذي يلوح في الأفق لعودة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقد هاجم ترامب ذات مرة حلف الناتو ووصفه بأنه"عفا عليه الزمن"، وهدد بالخروج من التحالف، وقال مؤخرا إنه سيسمح للروس أن يفعلوا "ما يريدون" بأي دولة عضو يرى أنها لا تساهم بشكل كافٍ في التحالف.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأيام الأخيرة، مع تقدم ترامب في استطلاعات الرأي التي أعقبت المناظرة الأخيرة، بدأ الحلفاء الأوروبيون الرئيسيون في مناقشة ما قد تعنيه ولاية ثانية لترامب بالنسبة للحلف - وما إذا كان بإمكان الناتو مواجهة روسيا دون وجود الأسلحة والأموال وجمع المعلومات الاستخبارية الأمريكية في مركزه.
وقالت الصحيفة إن بايدن ربما يكون المدافع الأعلى صوتا في واشنطن عن الحلف الذي توسع من 12 عضوا في عام 1949 إلى 32 عضوا اليوم مع عودة عصر صراع القوى العظمى. لكن بينما يجتمع زعماء الناتو مساء اليوم، سيراقبون كل خطوة يقوم بها بايدن ويستمعون إلى كل كلمة منه بحثا عن نفس الإشارات التي يركز عليها الأمريكيون – ما إذا كان بإمكانه الاستمرار أربع سنوات أخرى في منصبه.
ومع وصولهم إلى واشنطن، أقر زعماء الناتو بأن الحلف يواجه اختبارا لم يتوقعوه هو ما إذا كان قادرا على الحفاظ على الزخم الذي بناه في دعم أوكرانيا عندما أصبحت الثقة في أهم لاعب في الحلف أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
وقبل أشهر من القمة، بدأ حلف الناتو بالتحوط في رهاناته في حال فوز ترامب بولاية ثانية، وهو يقوم بإنشاء قيادة جديدة له لضمان إمدادات طويلة الأجل من الأسلحة والمساعدات العسكرية لأوكرانيا حتى لو انسحبت الولايات المتحدة في عهد ترامب.
ولكن في المحادثات مع قادة الناتو، من الواضح أن خططهم لتحديث قواتهم والاستعداد لعصر يمكن أن يتسم بعقود من المواجهة مع روسيا لا تقابلها زيادات متناسبة في ميزانياتهم العسكرية.
ولفتت النيويورك تايمز إلى أن المشكلة الأكثر إلحاحا بالنسبة لبايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز هي تجنب حدوث خلاف علني آخر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن كيفية وصف انضمام بلاده في نهاية المطاف إلى الناتو.
وقالت إن مفاوضات جرت بين دول الناتو حول اللغة التي من شأنها أن تحل هذه المشكلة، دون السماح بضم أوكرانيا بينما لا تزال في حالة حرب.
وفي الأسابيع الأخيرة، بدأ المفاوضون في الاستقرار على نهج جديد: فمن المتوقع أن يعلن الحلف أن انضمام أوكرانيا في نهاية المطاف إلى الناتو "لا رجعة فيه"، حسبما قال دبلوماسيون مشاركون في المحادثات.