الأربعاء 17 يوليو 2024

«حاضر الذهن وبليغ العبارة».. تعرف على أوصاف الشيخ محمد عبده في عيون مجلة الهلال

الشيخ محمد عبده

كنوزنا11-7-2024 | 08:27

بيمن خليل

على مدار تاريخها، تظل "مجلة الهلال" شاهدة دائمة على لحظات مهمة من تاريخنا العربي، حاملة لصورة تفصيلية ودقيقة عن حياة وأفعال رموز النهضة والإصلاح في هذا العالم، من بين هذه الشخصيات، تأتي شخصية الشيخ محمد عبده، الذي كان له دور بارز في تحريك عجلة التجديد الفكري والديني في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.

في عددها الصادر في أول أغسطس عام 1905، وبعد شهر واحد من وفاته، وصفت "الهلال" الشيخ محمد عبده أنه كان ربع القامة، أسمر اللون، قوي البنية، حاد النظر، فصيح اللسان، قوي العارضة، متوقد الفؤاد، بليغ العبارة، حاضر الذهن، سريع الخاطر، قوي المحافظة.

وأوضحت "الهلال" أن ذلك قد ساعد محمد عبده على إحراز ما أحرزه من العلوم الكثيرة الدينية والعقلية والفلسفية والمنطقية والطبيعية وتلقى اللغة الفرنساوية وهو في حدود الكهولة في بضعة أشهر، وكان شديد الغيرة على وطنه حريصا على رفع شأن ملته وذاع ذلك عنه في العالم الإسلامي فكاتبه المسلمون من أربِعة أقطار المسكونة يستفتونه ويستفيدون من علمه وهو لا يرد طالبا ولا يقصر في واجب ناهيك بما عهد إليه من المشروعات الوطنية فقد كان القوم لا يقدمون على عمل كبير إلا رأسوه عليه أو استشاروه فيه .

وأضافت "الهلال" أن الشيخ محمد عبده رأس الجمعية الخيرية الإسلامية وألّف شركة طبع الكتب العربية وشارك مجلس شورى القوانين في مباحثه، وآخر ما عهد إليه تنظيم مدرسة يتخرج فيها قضاة الشريعة ومحاموها، فضلاً عما اشتغل فيه من التأليف والتصنيف وما كان يستشار فيه من الأمور الهامة في القضاء أو الادارة بالمصالح العامة والخاصة، وبالجملة فقد كان كنز فوائد للقريب والبعيد بين إفتاء ومشورة، وإحسان وكتابة ومداولة ووعظ وخطابة ومباحثة ومناظرة واستنهاض وتحريض وتنشيط وغير ذلك.