الخميس 1 اغسطس 2024

حسين السيد وأغاني ثورة يوليو

مقالات11-7-2024 | 19:06

بدأ  الشاعر حسين السيد  مسيرته الفنية في عام ١٩٣٩ وهو بعده شاب في الثالثة والعشرين ( هو من مواليد ١٩١٦) …. وحين قامت الثورة كان عمره ستة وثلاثون سنة …. فهو إذاً من شباب الشعراء الذين واكبوا انطلاق ثورة يوليو وأسهمت كلماته في تدعيمها و الاحتفال بها منذ البدايات.

إنتاجه الوطني ثري وشديد التنوع و بعيد التأثير وقد لا يعلم الكثيرون أن له عملا مهما جدا قبل الثورة ( في ١٩٥٠ ) اسمه الصبر والإيمان للأستاذ عبد الوهاب …. قيل إنه مُنع من الإذاعة لما كان به من إسقاط سياسي لم تتقبله السرايا:

الصبر والإيمان دول جنة المظلوم

والظلم والحرمان ويلهم من المحروم

والحُر في الأوطان حاكم ولو محكوم

لو صام سنة عطشان عمر العطش ما يصوم

أما سجل أغانيه الوطنية فزاخر بالكثير من الأغنيات التي تغنت بها أصوات مصر العظيمة وعلي رأسها الموسيقار محمد عبد الوهاب مثل دقت ساعة العمل / والله وعرفنا الحب / كل أخ عربي أخي 
أما مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فقد شارك  العندليب في اثنين من أهم الأعمال الجماعية التي جمعت مطربي ذاك الزمن الجميل وكان اللحن فيهما لمحمد عبد الوهاب 

الأول هو " صوت الجماهير " والذي شاركت فيه شادية ونجاة ووردة وفايزة وفايدة كامل والأوبريت الجماعي الثاني كان " الجيل الصاعد" مع مجموعة الفنانين  والذي تناول  فيها  الشاعر دور  كل مواطن في شعب مصر كالجندي والعامل والفلاح وكانت الأبيات  الخاصة بدور الفنان من نصيب  عبد الحليم:

عاش الفن حضارة لأمة يبنيها الفنان

يروي حياتها في غنوة في كلمة

في صورة بروح وإيمان

وســمعناه بيقولها قوية  مجد بلادي عهد علي

قلبي وروحي ملك لفني والاتنين لبلادي هدية

حيوا معاي  قولوا معاي 

عاش الفن رسالة عاش

كما غني عبد الحليم حافظ منفرداً أغنية يا حبايب بالسلامة( ألحان عبد الوهاب ) في استقبال  جنود الجيش المصري بعد عودتهم من مساندة اليمن الشقيق ومن أبياتها الرائعة

وكان من أجمل أبياتها ما كتبه الشاعر حسين السيد عن الشهيد اعترافاً بفضله  وتكريماً لدوره رغم غيابه :
‎اللى غايب منكم .. مش هيغيب يوم عنكم
‎شايفينه فى خطوتكم سامعينه فى بطولتكم

وهكذا كان الشاعر حسين السيد كما عهدناه دائما مصاحباً لكل أحداث بلاده متفاعلاً مع أحلام وآمال وطنه مهموماً بها ومعبراً عنها  بكلماته الخالدة إلي يومنا هذا لما كان فيها من رسالة وطنية صادقة.