كشفت الدكتورة أسماء عبد المحسن رمضان الباحث بقسم التغذية وعلوم الأطعمة معهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث عن أنواع الميكروبات وأماكن تواجدها في البيئة وطرق مهاجمتها لجسم الإنسان.
جاء ذلك خلال فعاليات الصالون العلمي "ابن الهيثم" الذي يستضيفه المركز تحت عنوان "رحلة ميكروب"، والذي يعقد في إطار التعاون المشترك مع المركز القومي لثقافة الطفل لنشر الثقافة العلمية وتبسيط العلوم، بمشاركة عدد كبير من الأطفال وبحضور الدكتور أحمد عبد السلام عميد المعهد،والدكتورة ماجدة سليمان رئيس القسم،والدكتورة ضحى عبده رئيس القسم السابق.
وقالت الدكتورة أسماء عبد المحسن إن الميكروبات تنتشر في البيئة من حولنا، فنجدها تنتقل في الهواء المحيط بنا وفي الماء وكذلك في التربة، كما تنتقل إلى طعامنا وتشغل أماكن كثيرة من جسم الإنسان أيضا.
وأضافت أنه يمكن تقسيم الميكروبات إلى 3 أنواع رئيسية وهي الفطريات (كعيش الغراب وعفن الخبز) – الفيروسات (كفيروس كورونا وفيروس الأنفلونزا) – البكتريا (كالبكتريا المسببة لالتهاب الحلق وبكتريا اللبن) ،لافتة الى ان بعض أنواع البكتريا تكون مسببة للأمراض بينما توجد أنواع أخرى نافعة ومفيدة لصحة الإنسان.
وأوضحت أن البكتريا الممرضة تنتقل إلى أجسامنا عن طريق تلوث الطعام أو أدوات تحضيره، وكذلك عن طريق العادات الغذائية الخاطئة وتناول الطعام من مصادر ملوثة بالبكتريا.
وكشفت عن مهاجمة البكتريا لجسم الإنسان وجهاز المناعة بطريقتين أساسيتين بحسب نوعها وهي إما إفراز سموم بكتيرية لها القدرة على تعطيل بعض الوظائف في الجسم أو تكاثر خلايا البكتريا بشكل كبير لإرباك جهاز المناعة وإحداث المرض.
وأكدت أن قدرة الجسم على مواجهة العدوى البكتيرية تتوقف على كفاءة جهاز المناعة ، فالتغذية السليمة وعادات النوم وأسلوب الحياة الصحي يدعم جهاز المناعة في الأطفال والكبار.
ونوهت إلى أن جسم الإنسان يحتوي على عدد كبير من البكتريا في أماكن مختلفة أشهرها الأمعاء ،إذ تحتوي الأمعاء على عدد هائل من الخلايا البكتيرية تفوق عدد خلايا جسم الإنسان نفسها،موضحة أن قسما كبيرًا منها هي بكتريا نافعة تدخل في كثير من العمليات الحيوية وعمليات الهضم في الأمعاء وتساعد في حماية الجسم من البكتريا الممرضة بطرق مختلفة.
وأكدت أن التغذية السليمة وتناول الخضروات والفواكه وكذلك منتجات الألبان والأغذية المتخمرة يساهم في تعزيز بكتريا الأمعاء النافعة وبالتالي تحسين الصحة العامة ومقاومة الأمراض.
وقالت الدكتورة أسماء إنه يمكن الكشف عن أنواع البكتريا من حولنا والتعرف عليها معمليا بطرق عديدة منها الزراعة على البيئات المختلفة المغذية للبكتريا – الكشف بالميكروسكوب باستخدام الصبغات – التفاعلات الكيميائية التأكيدية – الكشف عن تتابعات المادة الوراثية.
وعقب المحاضرة ،زار الأطفال معمل قسم التغذية وعلوم الأطعمة حيث قامت الدكتورة أسماء بتجربة عملية باستخدام الميكروسكوب للتعرف على الميكروبات وأشكال البكتيريا بشكل عملي مما كان له أكبر الأثر عند الأطفال للربط بين المعلومات النظرية والعملية.
وشهد الصالون تفاعلا كبيرًا بين الأطفال و المحاضرين، و قامت الدكتورة مروه عادل مدير إدارة بحوث ودراسات ثقافة الطفل بالمركز القومي لثقافة الطفل بتقديم شهادة تقدير للدكتورة أسماء محسن تقديرًا لمجهودها العلمي في إلقاء الصالون العلمي.
وكان علماء وباحثو المركز القومي للبحوث قد بدؤوا المشاركة في سلسلة من فعاليات صالون "ابن الهيثم" العلمي الشهري الذي ينظمه المركز القومي لثقافة الطفل لغرس قيم العلم والتفكير العلمي في وعي الأطفال وتنمية المعارف والمهارات العلمية لديهم، وذلك في إطار التعاون المشترك مع المركز القومي لثقافة الطفل، لنشر ثقافة البحث العلمي؛ ما يسهم في النهوض بمستقبل المجتمع، حيث يعد العلم هو الرافد الأساسي لبناء المجتمعات.