الأربعاء 17 يوليو 2024

ثقافة الـ 140 حرفا... الفخ القاتل!


محمد عزام

مقالات12-7-2024 | 20:47

محمد عزام

في عالمنا المعاصر، وفي ظل وجود أكثر من 5 مليارات شخص على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وما نراه من فيضان معلوماتي لحظي من خلال تلك الشبكات، نحن أمام ظاهرة فريدة من الإنتاج المعرفي لم تحدث منذ بدء الخليقة. 
فكل دقيقة على شبكة الإنترنت يقوم البشر بنشر 360 ألف تغريدة على موقع إكس (تويتر سابقاً)، ويشاهدون ما يقارب من 43 عاماً من الفيديوهات على مختلف المنصات، ويرسلون 41.6 مليون رسالة على الواتس آب، ويشاركون 4 ملايين منشور على الفيسبوك، وينفقون 455 ألف دولار على أمازون، ويقومون بإجراء 6.3 مليون عميلة بحث على محرك البحث الخاص بجوجل، بالإضافة إلى إرسال 241 مليون رسالة بريد إلكتروني، كما يقومون بطرح حوالي 7 آلاف سؤال على منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي ChatGPT. وهذا كله في دقيقة واحدة، أي 60 ثانية، فما بالك ما هو حجم ما يتم نشره على الشبكة العنكبوتية في يوم أو في شهر أو في سنة. فاليوم به 1440 دقيقة والشهر به 43200 دقيقة والسنة بها 525600 دقيقة. 
بلا شك فيضان معلوماتي يؤدي إلى وجود بيئة خصبة لنشر أي معلومات، بدون تدقيق وبدون وجود لمرجعية وبدون محددات أو آلية تسمح للبشر بتميز الغث من السمين.

ومن هنا تذكرت ماذا لو كان "بول جوزيف جوبلز" يعيش في عصر منصات التواصل الاجتماعي؟ ولكن قبل التفكير في إجابة عن هذا التساؤل الافتراضي، دعونا نلقي نظرة سريعة عن هذه الشخصية التي أثرت في تاريخ ألمانيا، في النصف الأول من القرن الماضي، وبل في تاريخ ومصير العالم أجمع، هذا التأثير الذي أدي لمأساة كبري للبشرية وفقدان عشرات الملايين لحياتهم، وتدمير أجزاء كثيرة من العالم بالكامل، نتيجة للحرب العالمية الثانية. ولمن لا يعرف من هو جوبلز، فهو من مواليد 29 أكتوبر 1897، وحصل على درجة الدكتوراة من جامعة هايدلبرج في عام 1921. ومن ثم انضم إلى الحزب النازي الألماني في عام 1924، وكان المسؤول الأول عن الدعاية بالحزب حتى وصوله للحكم، ثم وزيراً للدعاية بالرايخ الثالث من عام 1933 إلى عام 1945. وكان جوبلز أحد أقرب أتباع أدولف هتلر وأكثرهم تفانيًا، ومعروفًا بمهاراته الفائقة في الخطابة العامة. وتم تعينه كمستشار لألمانيا خلفاً لهتلر، وذلك ليوم واحد فقط، من 30 أبريل 1945 وحتى 1 مايو 1945، بعد انتحار هتلر في مخبأه، في يوم 30 أبريل 1945، عندما أيقين هتلر أن الحرب قد انتهت، وأحلامه تحطمت للأبد، والهزيمة المخزية أصبحت واقعاً لا يمكن إنكاره. وهذا ما دفع جوبلز وزوجته "ماجدة جوبلز" أيضاً للانتحار في اليوم التالي، بعد أن قاما بقتل أطفالهما الستة بالسيانيد.
وكان جوبلز مدركاً لقيمة البروباجندا والدعاية الموجهة، الإيجابية والسلبية منها على حد سواء، لذا كانت البروباجندا من ضمن ترسانة أسلحة الحقبة الهتلرية، لنشر الفكر المتطرف والترويج للنازية وإنجازات الفوهرر. وعلى العموم فأن جوبلز لم يخترع مفهوم (البروباجندا)، التي ظهرت لأول مرة في القرن السابع عشر كوسيلة من الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الحين لمحاربة أفكار المذهب البروتسنتي، إلا أن جوبلز مازال أشهر شخص حتى الآن في التاريخ قام باستخدام البروباجندا لخدمة أغراض وأحلام النازية الجنونية. وقام جوبلز بتكييف آخر التطورات التكنولوجية في مجال الإعلانات التجارية لاستخدامها في الدعاية السياسية، بما في ذلك استخدام الشعارات الجذابة والرسومات ذات الدلالة. وتضمنت أفكاره الجديدة لتصميم الملصقات الدعائية استخدام أحرف كبيرة باللون الأحمر اللافت للانتباه وعناوين مبهمة، بغرض تشجيع القارئ على فحص تلك النوعية من المطبوعات الفاخرة لتحديد المعنى والمغزى من الملصق. كما أسس جريدة على أساس حديث، تسمي Der Angriff أي "الهجوم"، في منتصف عام 1927، لاستخدامها كمنصة للهجوم على أعداء الأيديولوجية النازية سواء من اليهود أو الشيوعيين، وتأجيج المشاعر تجاههم، والدعوة لممارسة العنف العشوائي ضدهم، وكذلك كوسيلة للضغط الممنهج على كبار الشخصيات الألمانية الذين كانوا يمثلون عائقاً ضد انتشار الفكر النازي، والتشهير بهم، ومنهم نائب رئيس شرطة برلين في ذلك التوقيت "برنارد فايس".  كما أدرك جوبلز أهمية تكنولوجيا البث الإذاعي في توجيه الرأي العام في ألمانيا، فسيطر على محطات الراديو في جميع أنحاء ألمانيا ووضعها تحت هيئة الإذاعة الوطنية الألمانية. ولضمان الوصول إلى أكثر عدد من الناس قام بحث الشركات المصنعة لأجهزة الاستقبال على إنتاج أجهزة استقبال منزلية رخيصة الثمن، تسمى Volksempfänger (جهاز راديو الشعب). وبحلول عام 1938 تم بيع ما يقرب من عشرة ملايين جهاز راديو، كما تم وضع مكبرات الصوت في الأماكن العامة والمصانع والمدارس، بحيث يمكن سماع البرامج الخاصة بالحزب النازي على الهواء مباشرة من قبل جميع الألمان تقريبًا. في 2 سبتمبر 1939 (اليوم التالي لبدء الحرب)، جرم مجلس الوزراء الألماني الاستماع إلى المحطات الإذاعية الأجنبية، وغلظ عقوبة هذا الفعل لتصل للإعدام.  كما استحوذت وزارة الدعاية في ألمانيا على مرافق البث الخاصة بالدول المحتلة فور الاستسلام، وبدأت في بث المواد الدعائية المعدة مسبقاً كوسيلة لكسب ثقة المواطنين الألمان أو مواطني الدول المحتلة، وكمصدر أساسي للمعلومات التي يريد النظام النازي نشرها داخلياً، أو خارجياً داخل البلاد التي أصبحت تحت حكم هتلر. وكذلك أدرك جوبلز أن الأفلام هي ثاني وسيلة لنشر الفكر النازي، بعد الراديو، لذا قام ببث الخطب في الراديو وعُرضت الأفلام الدعائية القصيرة باستخدام 1500 عربة أفلام متحركة.
لقد كان جوبلز مدركاً لأهمية التكنولوجيا، المتاحة حينذاك وأدواتها، في السيطرة على عقول أكثر من 80 مليون ألماني، وجعل تلك الأدوات التكنولوجية هي الوسيلة الأكثر فعالية لنشر البروباجندا النازية.
وهنا نرجع مرة أخري للسؤال الذي قمنا بطرحه في البداية وهو، ماذا لو كان "جوبلز" يعيش في عصر منصات التواصل الاجتماعي؟ بالـتأكيد سيكون لجوبلز وهتلر ووزارة الدعاية النازية حسابات على كافة المنصات، وكلها ممهورة بالعلامة الزرقاء، التي تؤكد ملكية الحساب وتوثيقه. وسوف يقوم عشرات الملايين من البشر بمتابعة تلك الحسابات بصفة لحظية وليس فقط يومية. وسيقوم جوبلز من خلال تلك الحسابات بنشر التغريدات ، التي تقل عن 140 حرف، وأفلام الفيديو القصيرة، التي لا تزيد عن 30 ثانية، وعمل الهاشتاجات ليكون متصدراً للترند، ليراها مئات الملايين من البشر حول العالم في نفس لحظة نشرها، ليقوموا بدورهم بإعادة نشرها بوعي أو دون وعي لمئات من الملايين الآخرين على تلك المنصات. لو كان جوبلز يعيش في عصر تويتر والتيك توك لأدرك أن تلك المنصات هي أخصب البيئات، بل البيئة الذهبية، التي اخترعها البشر لنشر البروباجندا بمنتهي اليسر وبدون أي عناء.
ولكن لماذا يحدث ذلك؟ هل البشر تسعي لهذا بقصد أو بدون قصد؟ هل الحسابات الوهمية هي أساس نشر المعلومات المضللة والكاذبة؟ هل لوغاريتمات الذكاء الاصطناعي لها دور مؤثر؟ أم عدم وعي البشر هو السبب الرئيس في ازدهار صناعة الكذب؟
أسئلة كثيرة، أتمنى أن أرد عليها خلال هذه المساحة.
فطبقاً لدراسة قام بها مجموعة من الباحثين اليابانيين من معهد نارا للعلوم والتكنولوجيا بجامعة طوكيو، ونشرت في أبريل 2021، فأن انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة يعتمد في الأساس على وجود المليارات من الهواتف الذكية المرتبطة بالإنترنت. ويتم نشر الخبر الكاذب أو المعلومة المضللة على مرحلتين. المرحلة الأولي هي نشر الخبر من أحد الحسابات الوهمية، كأنه خبر من الأخبار العادية، وموضوع داخل تصميم جرافيك، ليبدو من النظرة الأولي كأنه صادر عن وكالة أنباء أو مؤسسة عامة أو خاصة ذات مصداقية ومرجعية. ثم في المرحلة التالية يبدأ التعاطي مع هذا الخبر وإعادة نشره من خلال هاشتاج نشيط، لكي يراه الناس بسرعة خلال حوالي 20 ساعة من بداية نشره، وبالتالي يتم التعاطي معه بالتعليق وإعادة النشر، كأنه حقيقة دامغة. وهذا إلى أن يدرك البعض أنه خبر ملفق وغير صحيح خلال 20-40 ساعة من بداية النشر، ولكن هذا بعد فوات الأمر، لأن ذلك الخبر قد تحول إلى واقع داخل وجدان وعقل الكثير منا. ثم تعاد الكره مرة أخري بخبر كاذب جديد سواء كان مرتبطا بالخبر الأول أو في شكل موضوع آخر.
لقد مكنتنا وسائل التواصل الاجتماعي من مشاركة أنواع مختلفة من المعلومات ومناقشتها مع القراء الآخرين. ومع ذلك، يبدو أيضًا أنها أصبحت البؤرة الأكبر للأخبار المزيفة ذات التأثيرات السلبية المحتملة على المجتمعات والشعوب. فمثلاً صدر تقرير كاذب عن شركة يونايتد إيرلاينز تسبب إفلاس الشركة الأم في عام 2008، كونه ساهم بانخفاض سعر سهم الشركة بنسبة 76 بالمائة في بضع دقائق؛ وأغلق عند 11 بالمائة أقل من سعر إغلاق اليوم السابق، مع استمرار التأثير السلبي لأكثر من ستة أيام.
والحال في السياسة كالحال في الاقتصاد، فأن 25 بالمائة من الأخبار التي تمت إذاعتها ونشرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الحملة الانتخابية بالولايات المتحدة في عام 2016 كانت أما أخبار كاذبة وتضم معلومات مغلوطة أو أخبار كانت مخصصة لزيادة حالة الاستقطاب في المجتمع. وساعد أنصار طرفي الانتخابات الأمريكية في انتشار تلك الأخبار بسرعة الصاروخ. وهذا ما تكرر على نطاق أوسع خلال الانتخابات الأمريكية في عام 2020، ومن المتوقع أن يكون أكثر تأثيراً خلال انتخابات 2024.
وكذلك فإن الأخبار الكاذبة والمغلوطة حول الكوارث الطبيعية، أو انتشار الأمراض المعدية، أو حالات الجريمة والعنف، أو الأمور التي من السهل أن تسبب الاحتقان والاستقطاب داخل شرائح كثيرة من المجتمع، مثل الأمور المتعلقة بالرياضة أو السياسة، فهي أحد أهم أسباب نشر حالة من عدم الأمان والإحساس الدائم بالغصب داخل المجتمعات، تمهيداً لاستغلال تلك الحالة العامة لصالح مخططات معينة تستهدف استقرار السلم المجتمعي وضربه، وبالتالي كسر الدول وتحويلها لدول هشة أكثر قابلية للتحكم في مصائرها ومقدراتها. 
وأظن أن ما تتعرض له الكثير من الدول في المنطقة العربية منذ 2011 وحتى الآن خير دليل على ذلك. وهذا الأمر يتعرض له أيضاً الكثير من الدول، المتقدم منها قبل النامي. فعند حدوث الزلزال المدمر قبالة ساحل المحيط الهادئ في توهوكو باليابان في عام 2011 ظهرت العديد من الأخبار الكاذبة والمغلوطة مثل "مطلوب توفير الطاقة على نطاق واسع حتى في منطقة كانساي" و"وزارة الدفاع تقول للناس: عليكم الهروب فوراً من طوكيو" و"الأعشاب البحرية فعالة ضد الإشعاع" و"ترك المسؤولون في المستشفيات الناس خلفهم وفروا" و"مات طفل رضيع في إيباراكي من الجوع" و"رئيس الوزراء السابق هاتوياما يقول: لا يمكننا العيش في دائرة نصف قطرها 200 كيلومتر من محطة الطاقة النووية" وغيرها الكثير. نحن أمام معضلة ليست ببسيطة! فالأمر سيان سواء كان في طوكيو أو واشنطن أو باريس أو القاهرة أو بغداد أو الرياض.
والطبع فأن الذكاء الاصطناعي له دور كبير في نشر المعلومات المغلوطة، حيث تستخدم الجهات، التي تكون وراء نشر تلك المعلومات، الروبوتات لنشر الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتعمل هذه الروبوتات في شكل حسابات آلية يتم تصميمها لتبدو وكأنها أشخاص عاديين، وتتم برمجة الروبوت من خلال برمجيات الذكاء الاصطناعي لإرسال أنواع معينة من المعلومات ومشاركتها على نطاق واسع، وغالبًا ما تعطي خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي الأولوية للمحتوى استنادًا إلى تفضيلات المستخدمين، مما يؤدي إلى سرعة الانتشار، حيث يميل الأشخاص إلى التفاعل مع أفراد يشاركونهم نفس الآراء. وفي نفس الوقت قد تعمل الخوارزميات عن طريق الخطأ على تعزيز محتوى ضار أو معلومات مضللة، بما يساهم في ترسيخها في عقولنا!
وهذا بالطبع ما كان سيجعل جوبلز في قمة السعادة لو كان معاصراً لمارك زوكربيرج أو أيلون ماسك. 
وقدرت دراسة أجرتها جمعية النهوض بالذكاء الاصطناعي (The Association for the Advancement of Artificial Intelligence AAAI) عام 2017 أن حوالي 15-9 بالمائة من حسابات تويتر النشطة عبارة عن روبوتات. وكان هذا من الأسباب الرئيسية المعلنة التي جعلت أيلون ماسك في يوليو 2022 يفكر في التراجع عن الاستحواذ على منصة "تويتر" في صفقة قدرت بحوالي 44 مليار دولار.  ولكن باقي مستخدمي المنصة هو من يقومون بتصديق تلك الأخبار المغلوطة ويساهمون في نشرها. الروبوت فقط هو الشرارة، ولكن إضرام النار هو فعل البشر بأيديهم وبمحض إرادتهم.

ولكن هناك أيضاً الروبوتات الطيبة التي من الممكن أن تساهم في محاربة الروبوتات الشريرة. 

فطبقاً لدراسة أعلن عنها مركز الاتصالات الاستراتيجية بحلف الناتو في فبراير 2022، أنه في ظل تنامي استخدامات الروبوتات الخبيثة في نشر الأخبار الكاذبة والمغلوطة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ومدي خطورة ذلك على الأمن القومي للدول واستقرار مجتمعاتها، فأن أهمية اكتشاف المعلومات المضللة ومكافحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كونها أصبحت مصدرًا إخباريًا أساسياً لمعظم الناس، أصبح أمراً لا مفر منه. وأفادت الدراسة أن أساليب التعلم الآلي (Machine Learning ML) أثبتت قدرتها على اكتشاف المعلومات المضللة وتحليلها. وأن برمجيات الذكاء الاصطناعي الحالية والناشئة من الممكن أن تُستخدم لمواجهة انتشار وتوليد المعلومات المضللة. وهذا جنباً إلى جنب مع تطوير التشريعات الخاصة بمكافحة المعلومات المضللة.

كما يبدو لي أن التكنولوجيا تطورت بسرعة أكبر بكثير من استيعاب البشر، وأن السوشيال ميديا أصبحت الملاذ الآمن لكل باحث عن شهرة مزيفة ترضي غروره، أو تساعده في التعايش مع مشاكله النفسية، من خلال متابعين، يبحثون هم كذلك عن التنفيث عن إحباط شخصي ما، أو يسعون لوجود مساحة لهم تعوضهم عن نقص ما، كونهم في الغالب مجموعات من البشر لا أثر لهم أو تأثير في الواقع المادي، وبالتالي تواجدهم على منصات السوشيال ميديا والتفاعل مع الترند والهاشتاج ومتابعة الحسابات الوهمية المضللة، ونشر أفكارهم بدون عقل أو تفكير، يحقق لهم الأهمية المفقودة. وهذا يؤدي لتآكل هوية الثقافة لدى المجتمع، عندما يتم استخراج العناصر من المحتوي المنشور دون فهم، ليتم تكريس الصور النمطية والتصورات الخاطئة لدي الغالبية من مستخدمي المنصات. وبالطبع كان جوبلز والفوهرر هتلر سيكونان في منتهي السعادة باستغلال هؤلاء البشر للتبشير بعظمة الرايخ الثالث، وقيادة هذا القطيع إلى الكارثة بمحض إرادتهم وهم مبتسمون.

وفي الختام، فكما أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي تحولًا في التعبير عن آرائنا ومشاركتنا في الحوار العام، وعلى الرغم من فوائدها، فيجب علينا أن ندرس تعقيداتها بمنتهي الجدية، لنصل بالاستخدام إلى مرحلة المشاركة المسئولة على تلك الوسائل المستحدثة لضمان وجود تأثير متوازن على المجتمع، من خلال ال 140 حرفا أيضاً، وهذا معضلة ليست بالشيء الهين! ولكنها بدون شك هي مسؤولية الجميع، للحفاظ على أمن وسلامة المجتمعات والأفراد، وعدم الوقوع في هذا الفخ الجديد، الذي أظنه أنه فخ في طريقه للتحول لثقب أسود يأتي على الأخضر واليابس!