طالب رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز بتشكيل اتحاد اقتصادي بين الدول العربية سعيا لإيجاد مسار حقيقي للتنمية الاقتصادية المتكاملة بين الدول.
جاء ذلك في كلمة رئيس مجلس الأعيان الأردني خلال أعمال الجلسة العامة الخامسة من دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي، التي انطلقت اليوم /السبت/ بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة.
وقال الفايز إنه طالب خلال لقاء العديد من الزملاء رؤساء البرلمانات والمجالس التشريعية العربية بضروة العمل معا، والسعى من أجل عقد قمة اقتصادية عربية، تكون موازية للقمة السياسية التي يعقدها القادة العرب، يشارك فيها برلمانيون وخبراء اقتصاد ورجال اعمال، وغرف الصناعة والتجارة وممثلون عن الحكومات يكون الهدف منها بحث السبل الكفيلة لإقامة اتحاد اقتصادي عربي، يكون بعيدا عن التجاذبات السياسية ويقود بالنهاية الى الوحدة العربية المنشودة، أسوة بالاتحاد الأوروبي الذي تشكل كنواة اقتصادية، وأصبح اليوم قوة سياسية واقتصادية، وأسوة بالصين أيضا التي أصبحت القوة الاقتصادية الثانية.
وأشار إلى أن قيام هذا الاتحاد الاقتصادي من شأنه التصدي لمشكلتي الفقر والبطالة التي تزداد سنويا في العديد من بلداننا العربية، لافتا إلى أن هذه الظاهرة باتت تهدد نسيج أمتنا الاجتماعي، وتتسبب في انتشار تجارة المخدرات، واستغلال شبابنا من قبل المنظمات الارهابية والمتطرفة نتيجة البطالة التي يعانون منها، ومن شأنه ايضا الاسهام في الاستغلال الامثل للميزات النسبية التي تتمتع بها كل دولة عربية، من حيث الموارد الطبيعية والاقتصادية والقوى البشرية، بهدف تحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة تحديات التصحر والتغير المناخي، وشح المياه وارتفاع تكلفة الطاقة.
وثمن الفايز خلال كلمته الدور الكبير الذي يقوم به البرلمان العربي، وما حققه من إنجازات في ظل الرئاسة الحالية، خدمة لقضايا أمتنا وشعوبها، والنهوض بالعمل البرلماني العربي، وتعزيز العلاقات البرلمانية مع المؤسسات البرلمانيه الاقليمة والدولية، وتسخيرها لخدمة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة، والتخلص من الاحتلال الاسرائيلي الذي مضى عليه عدة عقود.
وقال رئيس مجلس الأعيان الأردني إن دولة الاحتلال الاسرائيلي تمارس غطرستها في المنطقة، وتواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وترتكب المجازر الوحشية وجرائم الحرب في قطاع غزه ، ضاربة عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية.
وأضاف: "نحن كبرلمانيين تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة ، ومن واجبنا العمل وبتشاركية مع السلطات التنفيذية والسياسية ، من أجل ايجاد المعالجات الحقيقية لواقع امتنا المؤسف ، وهذا يتطلب تعزيز العمل البرلماني العربي، وتوحيد جهود مجالسنا البرلمانية والشورية، لتجاوز الخلافات العربية ومعالجتها.
وتابع إننا "كبرلمانيين ومجالس تشريعية وشورية ، يجب ان يكون من اولويات عملنا، الحرص على تمثيل شعوبنا العربية وتطلعاتها، والسعي الجاد للتعاون مع كافة السلطات الدستورية في دولنا، من أجل إيجاد الحلول الواقعية والعملية للأزمات الراهنة التي تمر بها أمتنا، وتقديم مبادرات من شأنها معالجة الكثير من التحديات التي تواجهها.
وأكد أهمية تفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية من أجل إنهاء مختلف الأزمات التي تعاني منها العديد من دولنا العربية ، والعمل على خدمة مصالح شعوبنا ودولنا وقضايا التنمية فيها ، ويجب ان تكون أولويتنا في هذه المرحلة ايضا، الاشتباك والتواصل مع مختلف المؤسسات البرلمانية الاقليمية والدولية، لإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على شعبنا الفلسطيني، في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وكشف حقيقة هذا العدوان البربري الجبان، وما ترتكبه دولة الاحتلال من مجازر بشعة وجرائم حرب بحق شعبنا الفلسطيني المناضل، ومن أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.