تتجهز شركة" نيورالينك"، التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، لإجراء ثاني عملية تجريبية لزراعة شريحة في دماغ متطوع بشري، في إطار جهود الشركة لتحسين تقنية "واجهة التواصل بين الدماغ والحاسوب".

وكان الملياردير الأمريكي أعلن في يناير الماضي، نجاح أول تجربة لزراعة الشريحة الدماغية ضمن التجارب السريرية، وبعدها أكد أن هذا المريض أصبح قادرًا على التحكم في فأرة الحاسوب عن طريق الفكر.

وقامت الشركة في مارس الماضي، بنشر مقطع فيديو يظهر فيه رجل مصاب بالشلل الرباعي يلعب الشطرنج على الحاسوب متحكمًا باللعبة بعقله بواسطة الشريحة الدماغية.

وفي مقطع الفديو، قال "نولاند أربو" الذي خضع لعملية الزراعة، والبالغ من العمر 29 عامًا، والمصاب بالشلل الرباعي جراء تعرضه لحادث سيارة، أن بإمكانه أن يلعب الشطرنج ولعبة الفيديو "سيفيلايزيشن"، أو يتلقى دروسًا في اللغتين اليابانية والفرنسية بفضل الشريحة الدماغية التي تتيح له التحكم بمفرده في فأرة الحاسوب.

وفي البداية، سًرعان ما أصبح تحكمه في المؤشر مرنًا جدًا لدرجة أنه تمكن من تحدي زوج والدته في ماريو كارت ولعب لعبة فيديو لبناء الإمبراطورية في وقت متأخر من الليل، بحسب تصريحات أدلى بها لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في مايو الماضي.

ويوضح أربو، أنه لكن مع مرور الأسابيع، انزلق حوالي 85 في المائة من شفرات الجهاز من دماغه، وكان على موظفي "نيورالينك" إعادة تجهيز النظام للسماح له باستعادة السيطرة على المؤشر، على الرغم من أنه يحتاج إلى تعلم طريقة جديدة للنقر، إلا أنه لا يزال بإمكانه تمرير المؤشر عبر الشاشة، مضيفًا:"أن الشركة نصحته بعدم إجراء عملية جراحية لاستبدال الخيوط؛ لأن الوضع استقر".

وتابع:"أريد فقط أن أصطحب الجميع معي في هذه الرحلة، وأريد أن أظهر للجميع مدى روعة هذا، لقد كان الأمر مجزيًا جدًا لذلك أنا متحمس حقًا للاستمرار".

 تجربة أخرى

ومع إعلان الشركة في مايو الماضي، أنها حصلت على إذن من إدارة الغذاء والدواء؛ لمواصلة اختبار الشرائح على مرضى إضافيين، باتت تتجهز الآن لزراعة شريحة في دماغ متطوع بشري.

ليس هذا فحسب، بل تسعى الشركة إلى زرع الجهاز في أدمغة عدة مشاركين آخرين هذا العام، مع احتمال وصولها إلى "عدد فردي مرتفع" من المشاركين في الدراسة، بحسب ما أوضح المسؤولون.

وتزعم الشركة التي نجحت في جمع ملايين الدولارات من المستثمرين، أنها تريد جعل المرضى المصابين بالشلل يمشون من جديد، أو إعادة البصر للمكفوفين، أو حتى علاج الأشخاص الذين يعانون أمراضًا نفسية، مثل الاكتئاب.