يشارك المركز القومي للترجمة، غدا الإثنين 15 يوليو، في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، والذي سوف يستمر حتى 28 من نفس الشهر، ويشارك المركز بالعديد من الكتب المختلفة سواء في الناحية الفلسفية والتاريخية والصوفية، ويعد كتاب "القاهرة المتنازع عليها" من أهم تلك الكتب.
تحدث دايان سينجرمان في كتابه عن المشكلات التي واجهتها القاهرة في العقود الأخيرة، خاصة المشاكل التي واجهتها في نهايات القرن العشرين، تحديدا في فترة التسعينات، وهي ناتجة عن المشكلات المتراكمة عليها منذ عشرات السنوات السابقة على هذه الفترة، فضلا عن تناوله للتحولات الثقافية والفكرية للمصرين في نهاية القرن المنصرم، وتأثير العديد من وسائل الاتصالات على المزاج العام الاجتماعي.
وناقش أيضا التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على البيئة القاهرية مثل اختلاف أماكن المعيشة طبقا لاختلاف الطبقات التي تعيش فيها، اختلفت مواد البناء، فاختلفت الأماكن ما بين عشوائية وأماكن حديثة وراقية، وذلك ناتج عن السياسات الاقتصادية الخاطئة.
وفي نفس السياق الاقتصادي، وضح الكاتب تأثير العولمة وتدفق العمالة ورأس المال على سريان الحياة المالية في المدينة، ومال أكثر إلى مصطلح الليبرالية الجديدة والتي لعبت دورا في تقليص الخدمات العامة وخصخصة السلع، مما ترتب عليه بنتائج سلبية على السكان.
وتحدث عن ظاهرة انتشار الأحياء العشوائية في القاهرة بشكل خاص، والتي طفت فجأة على السطح، عن الأماكن الأثرية المنتشرة حولها، بالإضافة إلى تجاهل المسؤولين لهذه المشاكل، مما أدى تدخل الأهالي بأنفسهم لأجل حل مشكلاتهم بالموارد المحدودة المتوفرة لديهم.
وحدد الكاتب طبقا لإحصائيات رسمية، أن هناك 81 بالمئة من المساكن العشوائية غير الرسمية بنيت على أراضي زراعية وذلك من بداية الفترة 1982 إلى 2004، مما أدى إلى الضرر الكبير بهذه الأراضي الزراعية والتي تعتمد عليها الدولة في إطعام الملايين من الناس، وبلغ عدد سكان تلك المناطق 65 بالمئة من سكان القاهرة.
تناول الطرق الصوفية واحتفالات مولد السيدة نفيسة، حيث تلتقي الأنماط الاحتفالية الشعبية مع الهيمنة الرسمية في وسط الميدان، وناقش أيضا تحولات القاهرة من خلال الأدب، وكيف تناولت الروايات الأدبية التحولات الحضرية والاجتماعية في المدينة.
وفي إحدى فصول الكتاب، وضح أيضا الكاتب تطورات الوعي الديني في مصر منذ فترة التسعينات، وذلك إثر ظهور الدعاة الجدد، مركزا على الداعية المصري عمرو خالد.
درس الكتاب أحوال اللاجئين الأفارقة في القاهرة، خاصة السودانيين والصوماليين، مشيرا إلى أن الكثير منهم يعودون للاستقرار في القاهرة بعد الهجرة إلى الغرب وتكوين ثروات.