الأربعاء 17 يوليو 2024

الوثائق المنسية.. لإنجاز العلمين

مقالات14-7-2024 | 23:11

ليست بالوثائق المتعارف عليها ولكنها صورا ولقطات التقطت ضمن شريط سينمائي تكشف ما كانت عليه و كيف أثرت المعارك على أرضها وغيرت وجه تاريخ العالم، وثائق كشفت كم الإهمال طوال عقود على رمال تتصدرها أسلاك شائكة ولافتات ممنوع الاقتراب مرسوم عليها جماجم بكم الجماجم التى دفنت فيها، إنها السينما التى رصدت وأرخت شكل مدينة العلمين والصحراء الغربية قبل بضع سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة وكيف وصلها قطار التنمية لتكون واحدة من أهم مدن الجذب للاستثمار و السياحة فى العالم.


فبعد أن كانت مدينة العلمين مجرد كُثبانًا رملية بها العشرات من حقول الألغام تفتك بكل من يحاول الاقتراب مجرد صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء أصبحت واجهة للسياحة العلمية بها مدن على أعلى مستوى وصل إليه العالم و شواطئ و فنادق ومتنزهات تجمع كل سبل الراحة والاسترخاء و الرفاهية.


مدينة العلمين ظهرت فى عدة أفلام قليلة بالسينما المصرية وعشرات من الأفلام الوثائقية العالمية التى رصدت الحرب العالمية الثانية و كيف تقدم ثعلب الصحراء روميل بجيوشه ليجتاح شمال أفريقيا ولم تصمد أمامه أي مدن أو قلاع حتى وصل للعلمين والتي زرع بها مئات من الألغام  ليقف أمام القائد برنارد مونتجومى ويسبب له أول هزيمة للجيش الألماني و تكون بداية النهاية للحرب العالمية، هذه الحرب سجلتها عشرات من الأفلام الوثائقية عن المعارك وقادتها وتكتيكاتهم العسكرية ومع تسجيل هذه اللقطات رصد الشريط السينمائي شكل الحياة في مدينة العلمين قبل وبعد الحرب.


أما الأفلام الروائية المصرية قليلة جدًا ربما لم يتعدوا أصابع اليد الواحدة، وهنا لا أتحدث عن أفلام رصدت تداعيات هذه الحرب مثل أفلام "لعبة الست، خان الخليلي، الباب المفتوح، السوق السودة، حكمت فهمى وإسكندرية كمان وكمان و غيرها"، ولكن الأفلام التى دارت على ارض العلمين و تناولتها وكان بدايتها فيلم "العلمين" الذى عرض عام 1965 بطولة يوسف شعبان وصلاح قابيل و مديحة سالم وحورية حسن وأمينة رزق للمخرج عبد العليم خطاب والذي يدور حول قصة حب أشبه بروميو وجوليت فى العلمين كل من قبيلة تتربص للأخرى ليحكم على هذا الحب بالموت ورغم انه لا يوجد أى مراجع تؤكد تصوير الفيلم فى العلمين، إلا أن الأحداث واسم الفيلم تدل على ذلك، على عكس فيلم " الأشرار " الذى عرض عام 1970 بطولة رشدي أباظة وناهد شريف وعادل ادهم وإبراهيم خان و صلاح نظمى وإخراج حسام الدين مصطفى حيث ذهب الفيلم الى مدينة العلمين في مطاردة مثيرة بين الخير والشرو خلال الفيلم يستعرض المعالم السياحية التى خلفتها الحرب العالمية و مقابر الحلفاء والمحور وشكل المدينة من رمال لا يوجد بها حياة و شكل القبائل التى تسكنها مع قطاع الطرق و كيف كانت نهاية أحد الأشرار على يد لغم من ألغامها، وفى العصر الحالي قدمت السينما المصرية من خلال الزعيم عادل إمام وسوسن بدر ومحمود الجندي وأحمد ماهر فيلم "شمس الزناتى" والذي يدور فى إحدى واحات مصر الغربية صحيح كان معظمها ديكور لكنها تعبر عن نمط الحياة هناك و كيف كان المكان متروكا للهليبة، ومن الأفلام التى ناقشت مشكلة الألغام فى الصحراء الغربية فيلم "جحيم تحت الأرض" بطولة كمال الشناوي وسمير صبري ورغده وأحمد بدير من إخراج نادر جلال والذي يدور حول تاجر يهودي يتاجر فى أسلحة الحرب العالمية الثانية بالعلمين بمساعدة كولونيل إنجليزي لتهريب السلاح لإسرائيل ويتصدى له أهل العلمين بكل بساله و ربما يكون هذا الفيلم المصري الوحيد الذي تناول قضية الألغام بشكل جاد، وأن كان فيلم "عبود على الحدود" مر عليها مرور الكرام فى احد المشاهد أثناء تواجد عبود فى الجيش و يجد لافته عليها حقل ألغام فيقف لساعات حتى يمر أعرابي ويؤكد انه صاحب هذه اللافتة.


هذه الأفلام والمتابع لها يجد شكل المدينة قبل عدة سنوات و المتابع لها الآن يرى كيف تحولت من حال إلى حال آخر يقام بها للعام التالي مهرجان "العالم علمين" الذى يجمع بين الفن و السياحة والرياضة لتصدح المدينة بالغناء بعد أن كانت تعوي بأصوات القنابل والدمار، أصبحت مكانًا ترتسم فيه الضحكات بعد أن كانت مصدر للعويل والصراخ 
هكذا فعلت الجمهرية الثالثة والشاشة لا تكذب بل سردت الشكل الحقيقي قبل وبعد ليفتكر كل مصري بهذا الإنجاز.