الثلاثاء 16 يوليو 2024

حتى لا ننسى جرائمها .. جماعة الإخوان تاريخ من الدم والإرهاب

إرهاب الإخوان

تحقيقات15-7-2024 | 23:54

محمود غانم

لم تتوان جماعة الإخوان الإرهابية عن إحداث الدمار والقتل وافتعال الفتن في جميع أنحاء الدولة المصرية منذ نشأتها وحتى  بعد عزلها عن سدة الحكم في الثالث من يوليو 2013، فعقب تلك الفترة برزت فيها يدي الجماعة الإرهابية في أبشع صورها، تلك اليد الآثمة التي اعتادت على ارتكاب الجرائم منذ نشأتها على يد حسن البنا.

بداية من أربعينيات القرن الماضي

بداية من أربعينيات القرن الماضي حين حاول أحد أفراد الجماعة اغتيال أحمد ماهر رئيس الوزراء آنذاك، مرورًا باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في عام 1948، بعد يوم واحد من إقدامه على حل الجماعة، وصولًا إلى حادثة المنشية، حين حاولت الجماعة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، انتهاءً باستهداف موكب النائب العام المستشار هشام بركات بسيارة ملغومة، حيث لقط أنفاسه الأخيرة.

أضف إلى ذلك، عشرات الجرائم الأخرى التي ارتكبتها الجماعة الإرهابية، منذ تأسيسها، ضد أبناء الشعب المصري بجميع طوائفه، خصوصًا في الفترة التي تلت ثورة الـ30 يونيو 2013، حيث شهدت تلك الفترة موجة إرهابية ضخمة، قادتها خلايا عنقودية تضمنت كيانات وجماعات مسلحة انبثقت من رحم الجماعة بهدف نشر العنف والإرهاب في كافة أنحاء الدولة المصرية.

تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًا

وعلى إثر ذلك، صنفت الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين "تنظيمًا إرهابيًا" قبل أن يصدر قرار قضائي في العام 2014 بحل ذراعها السياسى حزب الحرية والعدالة، حتى أصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة حكما يقضى بحل "جمعية" الإخوان المسلمين وحظر نشاطها ومصادرة ممتلكاتها، بعد دعوى مستعجلة من حزب "التجمع" اليساري تم تحريكها ضد الجماعة، ليكون أول قرار تصدره محكمة يقضى بحل الجماعة.

وبرغم من ذلك، مضت الجماعة في غيها من خلال استهداف كمائن رجال الشرطة، والمنشآت الحيوية، فضلًا عن استهداف الكنائس والأقباط، مما تسبب في زهق عشرات الأنفس البريئة، ليس هذا فحسب، بل عملت على بث الشائعات من خلال منصاتها الإعلامية المختلفة، والتشكيك في المنجزات الوطنية، بغرض إثارة وتأليب الرأي العام.

جماعة الإخوان تاريخًا كبيرًا من الدمار

وفي هذا الإطار، يؤكد اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق وعضو مجلس الشيوخ، أن العصابة الإرهابية المسماة بـ"الإخوان"، لا يصح أن يطلق عليهم "الإخوان المسلمين"، فإنهم لا علاقة لهم بالدين الإسلامي، فهذه العصابة منذ أن نشأت على يدى حسن البنا، الذي تخرج من مدرسة العلوم في السنة الثالثة، ولم يكمل تعليمه، حيث عمل بالمؤهل المتوسط مدرس خط عربي، فكيف يتاح لهذا الرجل أن يكون داعية إسلامي وصاحب فكر.

وطالب "المقرحي" في حديثه لـ بوابة دار الهلال، جميع الإعلاميين بدراسة الـ25 رسالة، التي وضعها حسن البنا لأتباعه، ليعرفوا هوية هؤلاء، وهوية هذا الرجل.

ومنذ أن نشأت تلك العصابة الإرهابية، وعينها على الوصول إلى الحكم، حيث نشأت في قلب هذا الوطن بإرادة بريطانية في عام 1928، حسبما يذكر مساعد وزير الداخلية الأسبق، الذي أضاف، أن القوى السياسية، بالإضافة إلى القصر والإنجليز، تصارعوا بهدف ضم تلك "العصابة" لكي تقف بجواره، إلا أنها في الحقيقة كانت تقف بجوار نفسها فقط لا غير.

وحول جرائم الجماعة الإرهابية، يقول "المقرحي"، إن تلك العصابة فعلت بمصر الكثير، منذ أن نشأ "أفراد الكشافة" الخاصة بها في عام 1939، ثم أنشأت "التنظيم السري" الذي كان ينفذ تعليمات عبد الرحمن السندي، هذا التنظيم استشهد على يديه القاضي أحمد الخازندار الذي كان سيحكم عليهم في قضية "العربة الجيب"، ثم قتلوا محمود باشا النقراشي، رئيس وزراء مصر، الذي أدرك أن تلك "العصابة" تستهدف إدخال الوطن في فوضى، حتى يصلوا إلى حكم البلاد.

انضمام الإخوان للألمان 

ويشير إلى أن "الإخوان" انضموا إلى الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية، بعد حصولهم على مبلغ قدره 2000 جنيه، وهو مبلغ طائل آنذاك، من السفير الألماني في مصر، من أجل الوقوف بجواره، والمناداة للألمان، بل وصل الأمر إلى أنهم قالوا أن "هتلر" أسلم، وسوف يعلن إسلامه عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأسمى نفسه "محمد هتلر".

وتقربت تلك "العصابة" إلى الضباط الأحرار عقب ثورة 23 يوليو 1952، وللأسف الشديد وثقوا فيهم إلا أنهم كانوا يتأمرون على الضباط الأحرار، ليتم بعد ذلك تطهير البلاد منهم على يدى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حينما حالوا اغتياله في ميدان "المنشية" بالإسكندرية، في 26 أكتوبر 1954، كما يذكر "المقرحي".

ويضيف: أفرج عنهم الرئيس جمال عبد الناصر ظنًا منه انهم سيصبحون جزءً من الوطن، ولا يعملون ضده، إلا أنهم في عام 1965، أرادوا هدم القناطر الخيرية بالمتفجرات، لإغراق مصر، فضلًا عن استهداف السياسيين، الذي كانوا على الساحة في هذا الوقت، لكن الله سلم وتم ضبطهم".

ودخل "الإخوان" في هدنة مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة، وتم ضبطهم في قضية أخرى، لكنه أفرج عنهم على اعتبار أنهم سيسلكون سلوكًا حسننًا، إلى أن جاءت لهم الفرصة في 25 يناير 2011، ففعلوا فعلتهم التي نبهًا إليها، وأظهر أنيابهم في يوم 28 يناير 2011، حين هاجموا أقسام الشرطة وأخرجوا المسجونين، بحسب "المقرحي".

وصول الإخوان للحكم

ويعقب بأن تلك الجماعة الإرهابية نجحت في الوصول إلى رأس الحكم، واستمرت لمدة عام، رأينا فيها ما لا يرى، وعرفنا فيها ما لا يعرف، حيث شاهدنا الإعلان الدستوري الذي حصن محمد مرسي أمام الشعب في نوفمبر 2012، لكن الله أنقذنا بواسطة الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذا الرجل الذي تهاجمه قنوات العصابة بالخارج، مؤكدًا أن تلك العصابة الإرهابية سوف تصبح في ذمة التاريخ.

ويؤكد "المقرحي"، أن تلك العصابة ارتكبت جرائم لا تحصر عقب ثورة الـ30 يونيو 2013، حيث أحرقوا القاهرة، ونحو 97 قسم شرطة، بالإضافة إلى استهداف الكنائس، ومحاولة إحداث فتنة بين عنصري الأمة(المسلمين والمسيحيين)، لكن الشعب كان واعيًا لهذا، موضحًا أن الدولة عملت على مواجهة هذا الإرهاب قبل عزلهم بنحو 3 أشهر، حين عقد اجتماع في شهر مارس 2013، بـ"نادي شرطة" مدينة نصر، حضره 3000 ضباط من مختلف الرتب، قرروا أنهم لن ينصاعوا إلى التعليمات، وسينضموا إلى الجماهير في ثورة الـ30 بهدف حمايتهم، مشددًا على أن عملت على مكافحتهم طوال السنوات الأربع اللاحقة للثورة في الداخل والخارج وسيناء.

من جهته، يقول المستشار خالد فؤاد حافظ، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، إن جماعة الإخوان "الإرهابية" تعمدت استخدام العنف والإرهاب ضد الوطن وأفراده منذ جمعة "قندهار" في يوليو 2011، وصولًا إلى ما حصل في ميدان "رابعة العدوية" وتهديدات القتل التي خرجت منه، موضحًا أن "الجماعة" تعمل على تعزيز الفوارق بين المواطنين وبعضهم البعض، وهذا يؤكد مدى إرهاب الجماعة التي حكمت مصر لمدة عام، عملت في غضونها على تعزيز الفرقة بين أفراد الوطن الواحد.

الإعلان الدستوري المنفرد

ويشير في حديثه لـ"دار الهلال"، إلى الإعلان الدستوري المنفرد الذي أقدم عليه محمد مرسي، ضاربًا عرض الحائط بالمبادئ الدستورية، مضيفًا: "إن مرشد الجماعة هو من كان يحكم البلاد، أما خيرت الشاطر فكان مقيمًا إقامة كاملة في القصر الجمهوري، حيث كان يتنازع مع مرسي في صلاحياته"، مما خلق ذعرًا لدى المواطنين من تلك الجماعة الإرهابية، وبالتالي كانت ثورة الـ30 من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، وتقضي على الإرهاب ومنابعه.

ويضيف "فؤاد"، إن الدولة المصرية بجميع عناصرها بما في ذلك الشرطة والجيش نجحت في مواجهة إرهاب الجماعة، التي أرادت إثارة القلق في كافة ربوع الوطن، لصالح كيان آخر كانت تريد إنشائه، قد ذكرته هيلاري كلينتون في كتابها، حيث كانت الجماعة تخطط، لأن تعلن في يوم 7 يوليو 2013 عن قيام ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية" اعتمادًا على ما ترتكز عليه من قوة خارجية.