الثلاثاء 16 يوليو 2024

راديو كندا: محاولة اغتيال ترامب الفاشلة ستسهم في اضطراب المناخ السياسي الأمريكي

محاولة اغتيال ترامب

عرب وعالم16-7-2024 | 10:47

دار الهلال

قال راديو كندا الدولي إن الهجوم على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جاء في لحظة عدم استقرار قصوى للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا الحدث سيسهم في اضطراب المناخ السياسي المتوتر والمسمم في الأصل.. مرجحًا ألا يتحسن الوضع.

وأضاف الراديو -في تحليل بعنوان "بعد إطلاق النار على ترامب، هل سيستمر العنف السياسي؟"- أن ترامب يرى أن الحدث المرعب يأتي في وقت يحقق فيه بعض الانتصارات منذ عدة أسابيع بدءًا من ضعف قيادة منافسه جو بايدن منذ أدائه الضعيف خلال مناظرة 27 يونيو والتي شككت في قدرته على إدارة البلاد بسبب تقدمه في السن، مرورًا بقرار المحكمة العليا الذي أيد حصانة ترامب الرئاسية، حتى هجوم الأحد الماضي الذي منحه هالة من كناجٍ بطولي الذي لا يمكن أن يضاهيه شيء.

ويرى الراديو أن التسويق ورقة رابحة لترامب وأنصاره، مرجحًا أن يكون مقر مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي هذا الأسبوع مليئة بالمندوبين الذين يرتدون قبعات حمراء وعليها شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، ولكن أيضا بتلك السترات الشهيرة التي تحمل صورة محاولة الاغتيال.

وتابع الراديو: "على الناحية الأخرى.. فإن جو بايدن -في خضم الاضطرابات الشخصية بين مؤيديه الذين بدأ ينتابهم الشك أكثر فأكثر تجاهه، لديه فرصه لتعزيز دعمه في أوقات عدم الاستقرار هذه من أجل إسكات الدعوات المطالبة بانسحابه من السباق.. وبعد تعرضه لمعاملة سيئة بالفعل في استطلاعات الرأي، سيكون من المفاجئ أن ترتفع نسبه التصويتية بعد الهجوم ضد منافسه".

ورأى راديو كندا الدولي أنه حتى إذا الوضع بعيدا أن يكون أشبه بالوضع عام 1981 عندما أطلق معجب بالممثلة جودى فوستر النار على الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان -ما أعطاه دفعة في استطلاعات الرأي- فليس من المستغرب أن نرى احتمالات ارتفاع شعبية دونالد ترامب، قائلًا: " كل شيء يتوقف على الطريقة التي سيدير بها الخصمان بقية الأحداث حتى موعد الانتخابات".

ووفقًا لراديو كندا.. فعادة يميل العنف السياسي إلى توحيد الأمريكيين في اعتقادهم بأن شيئا ما يجب أن يتغير، وأن الوحدة هي الحل، ما ولد دعوات عديدة مؤخرًا لخفض حدة العواطف، ولكن إذا كان ماضي السياسة الأمريكية في السنوات الثماني الأخيرة يشكل أي دليل للمستقبل، فمن المؤكد أن تأثير هذه الدعوات لن يدوم طويلًا.

وتابع الراديو: "منذ الهجوم، أظهر اليمين استياءه وزاد من هجومه على بايدن والديمقراطيين الذي يعتبرهم مسؤولين عن هذا الحدث.. فبالنسبة له سيظل إطلاق النار يوم السبت رمزًا عنيفًا لما يعتقدون أنه اضطهاد لترامب من قبل خصومه".

وقال راديو كندا الدولي إنه منذ محاولة الاغتيال، كثف أنصار المرشحين الرئاسيين -الذين لا يهدفون إلا إلى زرع الفتنةـ جهودهم لتضخيم هذا الخطاب بالخطابات التحريضية. ولسوء الحظ، فإن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى تطرف خطير في الآراء.

واختتم راديو كندا تحليله بالقول: "يواصل جو بايدن بصوته الخافت الحديث عن العنف الذي لا مكان له في الولايات المتحدة.. ومن جانبه، لدى دونالد ترامب فرصة في الأيام المقبلة لإسماع صوته بشكل أكثر قوة. فهل سيختار طريق إعادة توحيد الأمريكيين، بخطاب هادئ وأقل حزبية؟".