الثلاثاء 16 يوليو 2024

يوم عاشوراء.. ذكرى نجاة نبي الله موسى من فرعون

نجاة سيدنا موسى من فرعون

تحقيقات16-7-2024 | 13:55

محمود غانم

مع وصول الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة وجد أن اليهود يصومون يوم عاشوراء.. فسألهم ما هذا؟..  قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه، وأمر بصيامه.

نجاة موسى من فرعون 

وجاء في كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير، أنه  لما تمادى قبط مصر على كفرهم، وعتوهم، وعنادهم، متابعة لملكهم فرعون، ومخالفة لنبي الله ورسوله وكليمه، موسى بن عمران -عليه السلام- أقام الله على أهل مصر الحجج العظيمة القاهرة وأراهم من خوارق العادات ما بهر الأبصار وحير العقول، وهم مع ذلك لا يرعوون، ولا ينتهون، ولا ينزعون، ولا يرجعون، ولم يؤمن منهم إلا القليل.

فما كان من سيدنا موسى -عليه السلام-: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ - قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [يونس: 88 - 89].

ذكر المفسرون، أن بني إسرائيل استأذنوا فرعون في الخروج، فأذن لهم وهو كاره، فخرجوا بليل قاصدين بلاد الشام، فلما علم بذهابهم فرعون، حنق عليهم كل الحنق، واشتد غضبه عليهم، وجمع جنوده ليلحقهم، ويمحقهم، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ - فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ - إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ - وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ - وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ - فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ - وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ - كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ - فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ - فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ - قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ - فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ - وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ - وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ - ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ - إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ - وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء: 52 - 68].

لما وصل بنو إسرائيل إلى البحر، أصبح بين أيديهم وفرعون من ورائهم، فأيقنوا بالهلاك، فتقدم موسى -عليه السلام- فضرب البحر بعصاه فانفلق،{فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63]، وصار فيه اثنا عشر طريقًا لكل سبط طريق، فقال كل سبط: قد هلك أصحابنا، فأمر الله الماء فصار كالشباك، فكان كل سبط يرى من عن يمينه وعن شماله حتى خرجوا، بحسب ما ورد في "الكامل في التاريخ" لابن الأثير.

فما كان من فرعون لما رأى الماء إلا أن قال:" ألا ترون البحر قد فرق مني وانفتح لي حتى أدرك أعدائي؟ فلما وقف فرعون على أفواه الطرق لم تقتحمه خيله، فتمثل جبريل على فرس أنثى وديق(مريدة للفحل تشهيه)، فشمت الحصن ريحها فاقتحمت في أثرها حتى إذا هم أولهم أن يخرج ودخل آخرهم أمر البحر أن يأخذهم فالتطم عليهم فأغرقهم، وبنو إسرائيل ينظرون إليهم.

فلما نجا بنو إسرائيل قالوا:" إن فرعون لم يغرق"، فدعا موسى فأخرج الله فرعون غريقًا، فأخذه بنو إسرائيل يتمثلون به، ثم ساروا فأتوا على قوم يعبدون الأصنام فقالوا{قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱجْعَل لَّنَآ إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138].