السبت 20 يوليو 2024

سهير القلماوي.. صاحبة القلم الحُر

سهير القلماوي

ثقافة20-7-2024 | 02:43

فاطمة الزهراء حمدي

أيقونة تولدت في زمن عصيب، في وقت لم يسمح للفتيات وقتها أن يتلقين تعليمهن بالكامل، ولكنها لم تستسلم واجتازت العقبات التي كانت توضع للمرأة في ذلك الوقت، لتصبح أول أمرأة تحصل على الدكتوراة من جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليا"، ويسطر اسمها من حروف من نور بين الأوساط الأدبية، فكانت رمزًا للحياة الأدبية والسياسية في مصر،  وتُعد إحدى رائدات الحركة النسائية في مصر،إنها الإعلامية والكاتبة سهير القلماوي، والتي تحل اليوم ذكرى ميلادها اليوم.

 


ولدت سهير القلماوي في 20 يوليو عام 1911م في محافظة القاهرة، تنتمي والدتها لأصول شركسية، وكانت تتحدث  اللغات المختلفة، أما والدها كان كرديًا ويعمل طبيبًا في مدينة طنطا ويمتلك مكتبة كبيرة تزخر بكثير من الأعمال المتنوعة التي ساهمت في تفتيح عقليتها وتطوير ذاتها. 


تعد أول فتاة تلتحق بجامعة القاهرة بكلية الآداب قسم اللغة العربية، وسط تشجيع من أبيها، واستطاعت إثبات نفسها في تفوقها بين 14 زميل لها في القسم، عوضًا عن ما تعرضت له من رفض في دراسة الطب لتكون مثل والدها بعد تخرجها من كلية الأمريكية للفتيات عام1928.


يعتبر طه حسين هو ملهمها ومشجعها فكان متولي رئيس قسم اللغة العربية وعميد الكلية، ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة، فجعل سهير القلماوي مساعدة رئيس التحرير في مجل الجامعة عام 1932، فأصبحت أول امرأة تمتلك رخصة الصحافة في مصر، وعملت مذيعة لخدمة البث الإذاعي المصري. 


حصلت القلماوي على الماجستير في الآداب عن رسالة موضوعها "أدب الخوارج في العصر الأموي" عام 1937م، وتلقت منحة لإجراء البحوث في باريس لشهادة الدكتوراه، واستمرت في رسالتها حتى نالت الدكتوراة من جامعة القاهرة عن موضوعها "ألف ليلة وليلة" عام 1941، لتكون بذلك أول فتاة تحصل على الماجستير والدكتوراة من جامعة القاهرة.


شغلت سهير القلماوي عدة مناصب منها: منصب أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، ثم رئيس قسم اللغة العربية وأشرفت على "دار الكتاب العربي"، وعلى "مؤسسة التأليف والنشر"، وعملت كرئيسة الاتحاد النسوي المصري،  وكان لها دور في اقامة أول معرض دولي للكتاب بالقاهرة عام 1969 والذي يضم جناحًا خاص بالأطفال، وكانت رئيسة الإدارة التابعة للهيئة المصرية للنشر والتوزيع، وأنضمت لتكون عضواً بمجلس الشعب عن دائرة حلوان.


كان لسهير القلماوي الكثير من المؤلفات الأدبية المعروفة منها:" أحاديث جدتي، ألف ليلة وليلة، أدب الخوارج، في النقد الأدبي، الشياطين تلهو، ثم غربت الشمس، المحاكاة في الأدب، العالم بين دفتي كتاب، وذكرى طه حسين".


لم يقتصر ذلك على مؤلفاتها الأدبية بل ترجمت العديد من الكتب والقصص مثل قصص صينية لبيرل بك، عزيزتي اللويتا، رسالة أبون لأفلاطون، وعشر مسرحيات لشكسبير، ولها من الأبحاث المرأة عند الطهطاوي، أزمة الشعر.


حازت القلماوي على العديد من الجوائز والأسمة التقديرية فمنها: جائزة الدولة التقديرية في أدب الشباب، وكانت أول امرأة تحصل عليها عام 1955م، جائزة الدولة التشجيعية، جائزة الدولة التقديرية للآداب، الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987م، وغيرها، كما تم تكريمها في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1993م للقيام برئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1955م، وكرمتها محافظة القاهرة في يوم المرأة.

رحلت سهير القلماوي في 4 مايو 1997م، بعد سلسلة من الإنجازات، فكانت أيقونة إبداعية، ونموذج مشرف للمرأة.