الأربعاء 17 يوليو 2024

شيم الكرام.. وصفات اللئام

مقالات17-7-2024 | 15:07

الهوس بالنجوم ليس بجديد ولا ببدعة، فهناك مصابون بمرض هيستريا ملاحقة النجوم لدرجة الجنون، وهناك نوعان من الفانزات الأول معجب ولهان بفنان بعينه يتابع عن كسب أعماله وحفلاته ويتسابق على حضور عروض أفلامه الخاصة بالسينمات، يحتفظ بجميع أخباره عبر لينكات الانترنت أو بشكلها الورقي، وربما يدفعه الحب والتعلق المرضي بأن ينشيء له صفحة خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك، ويتولى إدارتها ويقوم بإضافة كل معجبي نفس الفنان، ويُطلق عليهم "الفان أو الألتراس"،  ومسميات أخرى كثيرة، وهناك نجوم كبار يحرصون على التواصل بمالكي تلك الصفحات خاصة إذا ضمت عدد كبير من المتابعين لإبلاغهم بأخبارهم الفنية أو بمواعيد حفلاتهم يتعاملون معهم  كمتحدث رسمي باسمهم "وأهو إعلان ببلاش".

أما النوع الثاني هو حقا الممرض  للفنان، والذي يورط كل من سطع نجمه في فخ التكبر أو العصبية، لا يرتبط بمطرب أو فنان محدد مقرب لقلبه، بل كل ما يبحث عنه "اللقطة"، هدفه تجميع أرشيف  صور عديدة مع نجوم كُثر للتباهي بها في جلسات الأصدقاء، وللحق هذه النوعية مستفزة وأنانية  تنتهك خصوصية الفنان وتتسبب في وضعه في مواقف حرجه "وياسلام لو الفنان أتعصب، وأهو يهبش كام مليون تعويض أونطه ويبقى مليونير".

الأدهى والأخطر هو ظهور نوع جديد وهو مستجد على فئة الفانزات فهو أخطر من المراهق، مريض بداء حضور الأفراح  الخاصة وعزاء الفنانين دون صفة أو دعوة  لينتهز الفرص لحصد ألبوم صور عنوة مع الجميع، وللأسف بعد موجات غضب التريندات وهوجة التعويضات و"كف" الهضبة وصفعة رمضان وعزومة الفنان لضحية الكشري، قلق الجميع وأصبح فرض عين على الفنان  التصوير والموافقة بانتهاك حياته الخاصة.

أين كرامتكم؟! هل اختفت عزة النفس من قاموس حياتكم؟! من حقكم  الإعجاب ولكن دون أن تتعرضا  للحرج من أجل لقطة، عبروا عن محبتكم ولكن "بعزة نفس"، فإذا وافق نجمك المفضل التقاط الصور معك فهو يستحق مكانته، وإذا رفض بطريقة ما أثارت استفزازك فهو لا يستحق وأن ينال إعجابك، أعلم أنك سبب ارتفاع أسهم نجوميته وأنك فقط من يملك استمرارية وجوده بالقمة، ولكن أيضا لا تتربص به و التمس له ألف عذر فهو إنسان من لحم ودم مثلك تمامًا يتوتر  من الزحام الشديد في  المناسبات، فلا تستغل قلقه من التكدس لخلق أزمة من دون "لازمة"  فالتدافع دومًا بوابة للمهالك والمهازل.

مهاويس محبي النجوم ومقالبهم  ليست جديدة، فمنذ الأربعينات وهم يلاحقون الست أم كلثوم  والعندليب ولكن بأدب ومحبة حقيقة فلم يتعمد أي منهم إيذاء أحد منهم أو "نتش تعويض" ووضعهم بمواقف حرجه، ما يحدث الآن استغلال مشين  مواقف مصطنعة مخططة لخلق الترند لتحقيق منافع مادية إما عن طريق الابتزاز أو المشاهدات، ومن حق الفنان التذمر من اختراق خصوصيته علنًا، وتأكد أنك إذا صادفته في موقف أخر وفي ظل ظروف  هادئه دون زحام واختناق سيلقط  الصورة معك" وهيضحك والصورة هتطلع حلوة"  وقتها قف بكرامة محب بجانب نجمك المفضل لأنك المعجب الذي يبقى استمرار بورصة تسعيرته.
  
مقصدي ليس الدفاع عن أهل الفن فلست من هواة المنظرة، ولم أتصيد أيضا التهم لمحبي الفنان ولكنها معادلة بسيطة وعادلة  "من حق الفنان مساحة من الخصوصية سواء كان بمفرده أومع أسرته في تنزه ما، ومن حق المعجب طلب اللقطة  بحياء خالي من الترند والترصد، " ويا دار ما دخلك شر" فمن شيم الكرام  السماح ومن صفات اللئام الرصد والغدر.