الجمعة 19 يوليو 2024

خبراء أردنيون: مباحثات وزيري خارجيتي مصر والأردن تعكس موقف القاهرة وعمان الداعم للسلام

جانب من اللقاء

عرب وعالم19-7-2024 | 18:20

أكد خبراء ومحللون أردنيون أن مباحثات وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردنى أيمن الصفدى أمس بعمان، كانت إيجابية وممثرة للغاية، وبخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن الوزيرين عبرا عن موقف قيادتي البلدين فيما يتعلق بالقضية المركزية والمحورية لمصر والأردن والعالم العربي وهى القضية الفلسطينية.

وقال الخبراء الأردنيون - في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان اليوم /الجمعة/ - إن أول زيارة عمل رسمية خارجية لوزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، إلى الأردن؛ تعني أن القاهرة وعمان على تواصل مستمر من أجل وقف العدوان على قطاع غزة وإنفاذ المساعدات، مؤكدين أن نتائج مباحثات الوزيرين تؤكد موقف مصر والأردن الداعم والمؤيد والسعي للسلام في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمة ذلك إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الأردني الدكتور صلاح العبادي، إن أول زيارة يقوم بها وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين إلى المملكة الأردنية الهاشمية؛ تأتي نظرا لأهمية دور المملكة باعتبارها شريك استراتيجي لمصر، ونظرا لتطابق المواقف السياسية المشتركة تجاه القضية الفلسطينية بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أن الزيارة حملت الرفض القاطع لقرار الكنيست الإسرائيلي، وموقف البلدين المشترك تجاه ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية، وكذلك وقف الحرب على قطاع غزة وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة.

وأضاف العبادي أن التطابق في المواقف السياسية بين القاهرة وعمان يأتي في إطار عمق العلاقات المتميزة التي تجمع الأردن ومصر، والتي تحظى برعاية واهتمام الملك عبدالله الثاني وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي والحرص على المضي قدما في تدعيم هذه العلاقات وتعزيزها؛ مما جعل منها نموذجا متميزا ومتفردا في إدارة أصعب الأزمات وهي الحرب الشعواء التي يشهدها قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ولفت إلى أن هناك تطابقا للرؤى ومواقف البلدين تجاه العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة من حيث الدعوة إلى وقف العدوان فورا وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكاف ومستدام، والسعي إلى إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة، إضافة إلى وضعهما خطوط حمراء أمام مخططات التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم بالضفة الغربية وقطاع غزة باتجاه الأردن ومصر، لكن الرد المصري والأردني كان حازماً وقويا في رفض التهجير القسرى للفلسطينيين، وهذا ما يؤكده الملك عبدالله والرئيس السيسي بشكل مستمر وكان حاضرا أمس في تصريحات الوزيرين.

بدوره، قال الدكتور قاسم عمرو أستاذ العلوم السياسية بجامعة البترا الأردنية، إن زيارة وزير الخارجية المصري إلى الأردن كأول زيارة خارجية رسمية هى انعكاس حقيقي وطبيعي لقوة العلاقات المصرية الأردنية قيادة وشعبا، مؤكدا أن التنسيق والتشاور المصري الأردني بشأن العدوان على غزة لم ينقطع منذ اليوم الأول للحرب ويعمل الجانبان بكل جهد وقوة من أجل وقفها.

وأشار عمرو إلى أن موقف مصر والأردن التاريخي بشأن القضية الفلسطينية؛ يظهر كل دقيقة أمام العالم بالجهد الرامي لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم والعمل سويا من أجل إنفاذ المزيد من المساعدات رغم التحديات والعراقيل التي يضعها العدو الإسرائيلي، مؤكدا أن القاهرة وعمان يعملان على مختلف المستويات العربية والإقليمية والدولية من أجل وقف هذه الحرب فورا.

ولفت إلى أن نتائج مباحثات وزيري الخارجية المصري والأردني أمس بعمان؛ تؤشر بشكل واضح وصريح أمام العالم بأن القاهرة وعمان لا يعملان إلا من أجل دعم ونشر السلام في المنطقة والعالم وأن العراقيل نحو وقف الحرب وإحلال السلام بالمنطقة هو الاحتلال الإسرائيلي نفسه ومن يقف في محرابه، مشددا على ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي الجهود المصرية والأردنية من أجل وقف العدوان على غزة وإنفاذ المساعدات وإحلال السلام.

واعتبر عمرو، ما يحدث حاليا في قطاع غزة من استهداف للمراكز الإيواء ومراكز تقديم المساعدات الإنسانية من قبل قوات الاحتلال؛ هي جريمة جديدة في سجل جرائم دولة الاحتلال التي لا تنتهي بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بأسرها، لافتا إلى أن المجتمع الدولي خزل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية جميعا.

من جانبه، قال الإعلامي الأردني سليمان السعايدة إن مصر والأردن يعتبران حجر الزاوية لتحقيق السلام في المنطقة والمباحثات المستمرة بين الجانبين هو تأكيد لهذا الدور المحوري والريادي للدولتين في المنطقة والعالم، مشددا على ضرورة أن يتعاطي المجتمع الدولي مع هذا الجهد المصري والأردني ويقف الحرب فورا ويعمل على إنفاذ المساعدات لأهالي غزة.

وأوضح السعايدة أن لقاء وزيري الخارجية المصري والأردني، خصوصا أنه جاء في وقت مهم للغاية؛ يمثل استمرار حلقة التشاور والتباحث من أجل مستقبل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن تأكيد الجانبين أنه لا بد من العمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ووقف الحرب وإنفاذ المساعدات وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني هو ترجمة حقيقية لما يحدث في الشارع المصري والأردني بشكل خاص والعربي بشكل عام.
وقد أكدت مصر والأردن استمرار العمل معاً وبالتنسيق والتشاور مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق وقف فورى ودائم لإطلاق النار، وتحقيق النفاذ الفوري للمساعدات الإنسانية لكل أنحاء غزة، وفتح جميع المعابر أمام إدخال مساعدات فورية وكافية وغير مشروطة إلى الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء قطاع غزة، وإطلاق خطة حقيقية فاعلة لتنفيذ حل الدولتين سبيلاً وحيداً لحل الصراع وتحقيق السلام العادل والدائم
جاء ذلك خلال استقبال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردنى أيمن الصفدي، أمس، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي.