تعد قصة سندريلا أحد أشهر القصص التعليمة في العالم والتي تهدف إلى تثبيت بعض الأفكار الروحية والأخلاقية في الإنسان منذ نعومه أظافره، ولا تخلو ثقافة أمة في العالم القديم ألا وتذكر فكرة قصة سندريلا، فقد رويت في العديد من الأساطير والقصص الشعبية القديمة.
رودوبيس المصرية
تعود أقدم النسخة المعروفة عن سندريلا إلى مصر القديمة، فرودوبيس كانت فتاة يونانية اختطفت وأصبحت عبدة في مصر، وذات يوم أثناء استحمامها، أخذ نسر حذائها وألقاه عند فرعون مصر، أعجب فرعون بالحذاء وبدأ في البحث عن صاحبته، عندما وجد رودوبيس، تزوجها وأصبحت ملكة.
وترسل قصة رودوبيبس رسائل إلى الإنسان في تلك الحقبة، فتلك القصة استخدمت لأهداف ثقافية فهي تعكس تداخل الثقافتين المصرية واليونانية وأن أي إنسان يمكنه أن يحقق مكانة اجتماعية كبيرة في بلد غير الذي نشأ فيه بل ويتحكم في مقاليد الأمور.
ينه شان الصينية
ترجع النسخة الحالية المتداولة إلى القرن التاسع الميلادي، فبطلة القصة هي الفتاة الصغيرة ينه شان والتي كانت تعيش مع زوجه أبيها الشريرة، بالرغم من فقرها الشديد إلا أن سمكة سحرية تمكنت من مساعدتها في الذهاب إلى مهرجان أقامه الأمير بثياب جديدة، وعندما ذهبت إلى ذلك المهرجان، أعجب بها الأمير كثيرا، وبعدها أختفت تلك الفتاة وتركت حذائها.
قرر الأمير البحث عنها في كامل أرجاء المملكة حتى وجدها وتزوجها، وهذه القصة توصل إلينا فكرة جوهرية وهي أن الشر ملازم لحدوث الخير، أي أنها ليس لتعطيله عن الوصول إلى هدفه، ولكن لمساعدته بشكل غير ظاهر، مثلما وجدنا في القصة، فلولا فقر ينه شان، لم تكن لتساعدها سمكة سحرية بثياب جديدة لأجل الذهاب إلى المهرجان.
زيرزولا الإيطالية
كتبها جيوفاني باتيستا بازيل في القرن السابع عشر، من مجموعة "Pentamerone"، وكانت بطلة هذه الحكاية هي زيزولا التي تعيش مع زوجة أبيها الشريرة بعد وفاة والدتها، وذات يوم زرعت زيزولا شجرة تمر هندية التي تنمو بسرعة ومنحتها قوة سحرية ذهبت إلى حفلة حيث أعجب بها الأمير، فقدت حذاءها الزجاجي الذي وجده الأمير، ثم بحث عنها وتزوجها.
وترمز شجرة التمر الهندية والتي تنمو بسرعة إلى قوة الطبيعة والعلاقة الروحية بين الإنسان والطبيعة التي من حوله، وأنه يجب عليه استغلالها من كافة النواحي، فهي التي تمده بالمعرفة الروحية، فعن طريقها يتصل بالخالق ويفهم الأحداث من حوله من كافة النواحي.
أشانبوتل الألمانية
من مجموعة "الأخوان جريم" التي نشرت في القرن التاسع عشر، تعيش أشانبوتل مع زوجة أبيها الشريرة وبناتها، وتتلقى المساعدة من شجرة سحرية زرعتها على قبر والدتها، وتمدها بعد ذلك بالقوة السحرية التي تريدها لأجل الوصول إلى هدفها وهو الإتحاد الروحي مع محبوبها.
فأمدتها بالثوب الجميل وحضرت به الحفلة الملكية، ولحسن حظها تركت حذائها الذهبي وعثر عليه الأمير وتزوجها، ورمزت الشجرة التي زرعتها على قبر والدتها إلى اقتفاء هذه الفتاة لأثر والدتها وأثر أفعال الأجداد في الأحفاد وأثر التربية الروحية السليمة على الأحفاد، بحيث تعكس القصة أيضا أهمية الارتباط بالجذور والأجداد في تحقيق النجاح والراحة النفسية.
سندريلا النسخة الفرنسية
جائت النسخة المعروفة في عصرنا الحديث من النسخة الأكثر شهرة تأتي من الكاتب الفرنسي شارل بيرو في عام 1697، فسندريلا تعيش مع زوجة أبيها الشريرة وابنتيها، وتحصل على مساعدة من الجنية العرابة، تحضر الحفلة في قصر الأمير وتفقد حذاءها الزجاجي. وبحث الأمير عن صاحبة الحذاء ويتزوج سندريلا بعد أن وجدها.