الأحد 21 يوليو 2024

ثورات بركانية وتغيرات مناخية.. تاريخ الانقراضات الجماعية على كوكب الأرض

جانب من البيئات البحريات المعرضة للإنقراض

ثقافة20-7-2024 | 22:15

إسلام علي

تعد أولى الكوارث الطبيعية التي حدثت على الأرض ترجع إلى حوالي 445 مليون سنة، وذلك بسبب انتشار الجليد، وذلك بعد أن كان المناخ دافئا، حيث وجدت كائنات مثل ثلاثيات الفصوص والشعاب المرجانية وذراعيات الأرجل لملء المياه الساحلية الضحلة، وترتب على تغير مناخ الأرض المفاجيء في تجمد مياه الأنهار الضخمة واستنزاف المياه الضحلة المليئة بالكائنات، مما أدى إلى انقراض العديد منها. 

ووفقا لمجلة سميثسونيان، عاد المناخ الدافيء مرة أخرى إلى الأرض، وذلك بعد مرور مليون سنة أخرى، مما نتج عن ذلك غمر مياه البحر مرة أخرى للموائل المتضررة، مما وضع الأنواع التي نجت من التغيير الأول تحت ضغط جديد، أدت هذه الضربة المزدوجة من تغير المناخ مرتين إلى اختفاء 85% من الأنواع البحرية، ويُعرف هذا الحدث كأول انقراض جماعي في تاريخ الأرض.


الانقراض هو جزء لا يتجزأ من الحياة، فمعظم الأنواع التي تطورت على كوكبنا لم تعد موجودة، وعودنا المناخ على التغير الدائم، وبالرغم من استمرار الحياة في التطور والتكيف مع الظروف المتغيرة، فإن جميع الأنواع الحالية ستنقرض في النهاية، وبالرغم من انها سوف تترك سلالات خلفها، لكن جميعها ستنتهي في نهاية المطاف، وذلك بسبب تغير المناخ المفاجيء. 


تقول سيلينا كول، عالمة الحفريات بجامعة أوكلاهوما: "أنه لفهم تاريخ الحياة، نحتاج إلى فهم معنى كلمة الانقراض، فيمكن لانقراض الأنواع السريع أن يعيد تشكيل النظم البيئية بالكامل، بعض الانقراضات، مثل التي حدثت قبل 252 مليون سنة، سمحت للزواحف بالازدهار بعد انقراض أقارب الثدييات الأولية، بينما انقراضات أخرى، مثل تلك التي أزالت الشعاب المرجانية في أواخر العصر الديفوني، غيرت دوران المياه وأدت إلى "عصر زنابق البحر".

بحلول أواخر القرن العشرين، تمكن العلماء عبر قواعد بيانات الحفريات والأجهزة الحديثة بتحديد الأوقات التي حدث فيها انقراضات جماعية، فعلى سبيل المثال، في عام 1982، حدد علماء الحفريات جاك سيبكوسكي وديفيد راوب خمسة أحداث انقراض جماعية على مدى 550 مليون سنة الماضية، ويشك العلماء الآن في وجود المزيد من هذه الانقراضات، وقعت أولى الانقراضات الجماعية الكبرى قبل حوالي 445 مليون سنة، وتميزت بنهاية العصر الأوردوفيشي وبداية العصر السيلوري، يعتقد أن الانفجارات البركانية تسببت في تغيير المناخ ومستويات الأكسجين. 

وقع الانقراض الثاني بين 359 و372 مليون سنة في العصر الديفوني، وأثر بشكل كبير على الشعاب المرجانية وثلاثيات الفصوص، أما انقراض العصر البرمي الثالث، الذي حدث منذ حوالي 252 مليون سنة، فيعتبر الأسوأ على الإطلاق، حيث تسببت التدفقات البركانية في ارتفاع درجات الحرارة وتحمض المحيطات وانهيار الأكسجين، مما أدى إلى انقراض أكثر من 80% من الأنواع البحرية و70% من الفقاريات الأرضية.

وضرب الانقراض الجماعي الخامس والذي وقع قبل 66 مليون سنة، عندما ضرب كويكب الأرض، مما أدى إلى انقراض الديناصورات والزواحف الطائرة والعديد من الأنواع الأخرى، وتستمر النقاشات حول ما إذا كنا نعيش الآن في انقراض جماعي سادس، إذ تُظهر الأبحاث أن البشر يساهمون بشكل كبير في تدمير النظم البيئية، تشير الدراسات الحديثة إلى أن اللافقاريات والنباتات تواجه ضغوط انقراض كبيرة، مما يعزز من فرضية الانقراض الجماعي الحالي.