الخميس 25 يوليو 2024

«لو انتصروا فيها لجتاحوا أوروبا بالكامل ولقرء القرآن في أوكسفورد».. ماذا قال المؤرخون عن معركة بلاط الشهداء

معركة بلاط الشهداء

ثقافة24-7-2024 | 21:25

إسلام علي

الخلافة الإسلامية في الأندلس، أرادت أن تحكم كامل أوروبا ومن ثم تتحكم الدولة الإسلامية في الأمور السياسية والاقتصادية في العالم بأكمله، فكان لكل خليفة إسلامي بالأندلس إرادة للتوسع في فرنسا ومن ثم جنوب و شمال أوروبا، فشهد عام 730م تعيين عبد الرحمن الغافقي واليا للأندلس وقائدا عاما للجيش.

حكم عبد الرحمن بعد خليفته السمح بن مالك، والذي استشهد في إحدى المعارك مع الفرنجة والتي هزم بها جيش المسلمين في عام 721م وكان من أهم نتائج هذه الهزيمة، تراجع المسلمون إلى سبتمانيا وهي إحدى المدن الفرنسية.

وبعد تولي عبد الرحمن الغافقي لأمور البلاد، وطد النظام، وأعاد تنظيم صفوف الجيش، وتفرغ لقتال غالة وهي تشمل حاليا فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ وأجزاءً من ألمانيا وسويسرا وهولندا ، وأخذ يستولي على المقاطعات لإخضاعها.

قام الوالي عبد الرحمن الغافقي باجتياح مدينة آرال والتي امتنعت عن دفع الجزية وجرجت عن طاعته، وكانت هناك أسباب سياسية كثيرة أدت إلى وقوع معركة بلاط الشهداء، وليست أسباب دينية وطائفية، حيث كانت إرهاصات هذه المعركة بسبب خروج عثمان بن أبي نعسة وهو والي مسلم عن طاعة عبد الرحمن.

ووفقا لكتاب "معارك فاصلة في التاريخ الإسلامي"، تزوج أبي نعسة من لامبيكي وهي ابنة أحد الأمراء في الدولة المسيحية وقتها، ولكن استطاع عبد الرحمن الإنتصار عليه وأرسل زوجة أبي نعسة إلى دمشق ليتزوجها أحد أبناء الخليفة هشام بن عبد الملك، وثار بعدها حلفاء عثمان بن أبي نعسة، وأرادوا قتال المسلمين ثأرا لحليفهم.

انتصر عبد الرحمن الغافقي على حلفاء أبي نعسة وتقدم بجيوش المسلمين أكثر بداخل فرنسا، مما أدى إلى استنجاد الدوق "اودو" بشارل مارتل، وهو أحد ملوك الدولة الميروفنجية، أراد عبد الرحمن الغافقي الانتقام لهزيمة جيش المسلمين في معركة تولوز، وفي نفس الوقت أراد شارل إخضاع الجنوب الفرنسي والذي كان دائما ما يستعصي عليه.

بدأت المعركة ما بين تور وبواتيه في فرنسا، وبلغ تعداد المسلمين 75 ألف مقاتل، بينما على الجانب الآخر، كان تعداد الفرنجة 70 ألف، وفي بداية المعركة، تمكن المسلمون من إحراز العديد من الإنتصارات المتعاقبة حتى لاحت تلك المعركة بالإنتصار للمسلمين.

لاحظ شارل مارتل حرص المسلمين على الغنائم، فأوعز إلى فرقة من جيشه للانقضاض على المسلمين من خلفهم، فارتدت فرقة كبيرة لرد الهجوم المباغت وحماية الغنائم، وكان عبد الرحمن الغافقي قد تخوف من الانشغال بالغنائم التي تعيق حركة الجيش.

استشهد عبد الرحمن الغافقي بسهم طائش، وبعدها انتهز شارل الفرصة في الهجوم على جيش المسلمين، فهزمهم هزيمة ساحقة، واختلف قادة الجند، فاضطروا للانسحاب سرا في جنح الظلام، ولم يستطع أن يتعقبهم شارل وجنوده خوفا من أن تكون مكيدة للإيقاع بهم.

وتعد أحد أسباب هزيمة المسلمين في هذه المعركة، هي بعدهم عن خطوط الإمدادات العسكرية التي كانت تبتعد عنهم بحوالي 400 كم، فضلا عن أن المسلمين كانوا يحاربون بعيدا عن الأماكن التي استولوا عليها، على العكس، كان شارل يحارب وسط دياره.

بالغ العرب في الانتقام والسلب والنهب قبيل المعركة بأشهر، حتى أثاروا حفيظة السكان المحليين، بالإضافة إلى انهاك قوة المسليمن بسبب كثرة الحروب في الفترة التي كانت تسبق هذه المعركة، وتلك المعركة حدثت في صقيع لم يكن يتحمله المسلمون مما أضعف من معنوياتهم، فضلا عن أماكن الغابات التي كانت وسط المعركة والتي لم يكونوا معتادين عليها.

كتب المؤرخ "ادوارد جيسون" في كتابه "اضمحلال الإمبراطورية الرومانية"  أن المسلمين أحرزوا العديد من الانتصارات من جبل طارق حتى نهر اللوار، أو حصل وانتصر المسلمون في تلك المعركة لكنا اليوم سنرى الأساطيل الإسلامية تبحر في التايمز بدون معارك بحرية، ولكان القرآن اليوم في اوكسفورد، ولكان وعاظ الجامعة اليوم يشرحون للطلاب المختونين قداسة وصدق الوحي النازل على محمد".

وأضاف: "إن النصر العظيم الذي ناله شارل مارتل على العرب سنة 732 م؛ وضع حدا حاسما لفتوح العرب في غرب أوروبا، وأنقذ النصرانيّة من الإسلام".