أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الأحد، الانسحاب من سباق الرئاسة وإنهاء حملته الانتخابية، في قرار بالغ الأهمية يغير ملامح الانتخابات الأمريكية المرتقبة في نوفمبر المقبل، ليضع الحزب الديمقراطي في منطقة مجهولة قبل أقل من شهر من موعد إعلان المرشح النهائي للحزب.
وقال بايدن في بيان عبر حسابه الرسمي على موقع "إكس" -بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية- "أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أتنحى وأركز فقط على أداء واجباتي كرئيس خلال الفترة المتبقية من ولايتي".
وأضاف بايدن: "لقد كان شرفًا لي خدمتكم (الشعب الأمريكي) كرئيس، ومعًا تمكنا من تجاوز جائحة تأتي مرة كل قرن، وتخطي أسوأ كارثة اقتصادية منذ الكساد العظيم، كما قمنا بحماية الديمقراطية وعززنا حلفائنا حول العالم".
وأشار بايدن إلى أنه سيوجه خطابا للشعب الأمريكي في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، ليوضح المزيد من التفاصيل حول قراره بالانسحاب من السباق الانتخابي، معربا عن شكره لجميع من دعموا حملته الانتخابية، موجها شكر خاص لنائبته كامالا هاريس.
ويأتي قرار بايدن التاريخي بالانسحاب من السباق بعد حملة ضغط استمرت أسابيع من أبرز قادة الحزب الديمقراطي وكبار داعمي الحزب، بالإضافة إلى انخفاض مؤشراته في العديد من استطلاعات الرأي التي أظهرت عدم رغبة العديد من الناخبين الديمقراطيين في ترشح بايدن.
واشتعلت المطالبات لبايدن بالانسحاب من السباق الانتخابي بعد مناظرته التلفزيونية الأخيرة ضد الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب الشهر الماضي، والتي ظهر فيها بايدن بأداء مثير للجدل، أدى إلى موجة من الانتقادات ضد بايدن بأن صحته لم تعد ملائمة لتولي المهام الرئاسية بعد الآن.
ولم يذكر بايدن في بيانه أي توصية لمرشح آخر من الحزب الديمقراطي ليحل محله، خاصة في ظل الجدل داخل أروقة الحزب الديمقراطي بأن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس يجب أن تحصل على بطاقة الترشح للرئاسة، فيما اقترح آخرون إجراء مسابقة مفتوحة إما قبل أو أثناء المؤتمر الوطني الديمقراطي، الذي يبدأ في 19 أغسطس المقبل، لتحديد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية.
وبحسب "واشنطن بوست"، فإنه إذا لم يتم تحديد مرشح ديمقراطي يوافق عليه الأغلبية ليحل محله بايدن قبل انطلاق المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في 19 أغسطس في شيكاغو، فسيكون أول مؤتمر ديمقراطي مفتوح يشهد تنازعا على بطاقة الترشح للرئاسة منذ عام 1968.
يذكر أن بايدن لم يظهر علنا منذ 4 أيام نظرا لمعاناته من أعراض فيروس (كوفيد-19)، لكن بحسب بيان البيت الأبيض عن طبيب الرئيس كيفن أوكونور، فإن بايدن يؤدي أيضًا جميع واجباته الرئاسية.
يأتي انسحاب بايدن بعد نحو أسبوع إعلان الحزب الجمهوري أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو المرشح الجمهوري الرسمي في سباق الرئاسة 2024، والذي كان متوقعا أن تجري فيه جولة الإعادة بين ترامب وبايدن، وهي منافسة لم تعد متاحة على الطاولة بعد انسحاب بايدن.