يعد شارع الصليبة واحد من أقدم شوارع القاهرة الإسلامية الرئيسية في العصور الوسطى، ويمتد الشارع من ميدان القلعة (ميدان صلاح الدين، المعروف أيضًا باسم ميدان القلعة) وصولاً إلى ميدان السيدة زينب.
وأطلق على الشارع اسم «الصليبة» منذ حوالي 700 عام، بسبب تقاطعه مع العديد من الشوارع الأخرى. من القرن الرابع عشر إلى منتصف القرن السادس عشر الميلادي كان شارع الصليبة مشغول بمؤسسات الدولة ومساكن أهم الأمراء في مصر.
شهد هذا الشارع التاريخي على العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية والتاريخية، من مرور مواكب المحمل السلطاني، إلى احتفالات الدولة، وحتى المؤامرات التي حاكها حكام المماليك ضد بعضهم البعض. العديد من الأمراء على مر العصور في الصليبة وبنوا منشآت عسكرية، بما في ذلك مدرسة عسكرية وورش لصناعة الأسلحة والبنادق.
يضم شارع الصليبة على مجموعة واسعة من المباني الإسلامية التي تعرض مجموعة متنوعة من الطرز المعمارية الغنية والمتنوعة من فترات مختلفة، يمكن العثور على المساجد والمدارس والكتاب (مدارس تعليم القرآن)، والأسبلة (صنابير المياه العامة) والخانقاوات (مواقع تجمع الصوفية) والحمامات القديمة والقصور. الشارع عبارة عن متحف في الهواء الطلق يعرض العصر الإسلامي بكل بهائه،
ومن أهم الآثار الموجودة بالشارع جامع أحمد بن طولون، وهو واحدًا من أقدم المساجد الإسلامية في مصر وفي العالم أيضًا.
كما يضم شارع الصليبة بيت الكريتلية أو بيت الكريدلية أو الجريدلية أو سبيل ومنزل محمد بن الحاج سالم الجزار أو حالياً متحف جاير أندرسون. ويتكون المتحف من بيتين هما بيت محمد بن الحاج سالم وبيت السيدة آمنة بنت سالم وتم الربط بينهما بممر ويعد هذان البيتان من الآثار الإسلامية النادرة والثمينة وتنتمي إلى العصر المملوكي والعثماني.
كما يضم الشارع سبيل وكُتّاب أم عباس، ينتمي هذا السبيل إلى نمط الأسبلة الوافدة ذات التأثير التركي - الطراز العثماني للأسبلة- والتي شاعت في عصر أسرة محمد علي، حيث اشتمل على واجهة مقوسة يشغلها خمسة شبابيك تسبيل، وجاء هذا السبيل فريدًا في تصميمه حيث يتكون من: وحدة السبيل الرئيسي على ناصيتى شارعي الصليبة والسيوفية، ووحدة سبيل فرعي أصغر حجمًا يطل على شارع السيوفية، وحجرة مماثلة للسبيل الفرعي وتطل على شارع الصليبة وتشتمل على عدة الساعة التي تعلو واجهتها، وقد ألحق بهذا السبيل كُتاب ذو حجرات متعددة. ويعتبر السبيل تحفة فنية رائعة بتخطيطه المثمن، وجدران السبيل مكسوة من الخارج بالرخام الملون الذي حفر به زخارف نباتية متأثرة بأسلوب الباروك والركوكو الأوربيين، ويتميز السبيل من ناحية أخرى باستخدام اللغة التركية في نصوصه التأسيسية المحفورة في الرخام.