فى الوقت الذى يؤكد فيه البعض أن سبب ابتعاد ليلى مراد عن التمثيل بسبب ثورة 23 يوليو 1952م، اكتشفت بوابة دار الهلال مقال نادر لقيثارة الغناء الفنانة ليلى مراد، تحتفى وتحتفل فيه بذكرى الثورة و ترصد تفاصيل عاشتها وهى بالخارج وكيف استقبلت قيام الثورة.
نشر المقال في عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى الذكرى السادسة لقيام ثورة يوليو عام 1958م،تحت عنوان :" كنت فى باريس يوم 23 يوليو"، روت من خلاله عن شعورها حين سمعت بقيام ثورة يوليو1952، كما أبدت عن رأيها فى الملك فاروق وموقفها من الثورة.
حيث جاءت قيثارة ليلى مراد وبدأت تسرد حديثها داخل المقال قائلة:" كنت فى باريس يوم 23 يوليو عام 1952، وتحديداً فى غرفتى بالفندق حين دقت الساعة التاسعة والنصف بتوقيت باريس، أى الثامنة والنصف بتوقيت القاهرة وهو الموعد الذى تذاع فيه نشرة المساء فى القاهرة، وكنت أحرص على سماعها، ولم أكن عرفت بخبر قيام الثورة فى صباح هذا اليوم"
وأضافت قيثارة الغناء ليلى مراد :"لم أكد أستمع إلى خبر الثورة حتى قفزت فى دهشة وتعجب وفرح ، حيث سمعت بياناً يقول أن مصر استهدفت فى فترتها الأخيرة لموجة من الفتن والاضطراب وأن الرشوة والفساد قد عمت البلاد، لذا تولى الجيش مهمة تطهير البلاد مما هى فيه"
وأكدت الفنانة الكبيرة ليلى مراد فى مقالها أن الذين يسافرون خارج البلاد كانوا أدرى الناس بقيمة ثورة يوليو، مشيرة إلى أن الكثيرين كانوا يضطروا لإخفاء جنسيتهم المصرية لأن كل الصحف الجنبية كانت تتناول موضوعات عن فساد الملك وفضائحه، قائلة :" كان الأجانب يعيروننا بأننا نقبل بأن يحكمنا هذا الرجل، ويتهموننا بالجهل وأننا لازلنا نعيش فى زمن سلاطين ألف ليلة".
وتابعت : "عندما سمعت البيان الذى أعلن بقيام الجيش المصرى بثورته المباركة طرت فرحاً ولم أنم ليلتها وظللت أفكر فى مغزى البيان وما جاء فيه، وصرت صحف باريس فى اليوم التالى وهى تتناول أخبار حركة الجيش"
وأشارت قيثارة الغناء ليلى مراد إلى أنها لم تجد فى صحف باريس إجابة شافية عما إذا كان الملك فاروق سيبقى على عرشه أم سيتم تطهير البلاد من حكمه، ففى الساعة السابعة من مساء 26 يوليو نقلت محطة الإذاعة فى باريس نبأ تنازل فاروق عن العرش وطرده من الادراضى المصرية، ولأول مرة وأنا فى باريس أشعر بالفخر بمصريتى بعد أن تم طرد من كان سبباً فى تلويث سمعة مصر وأهلها"
وأختتمت الفنانة ليلى مراد حديثها قائلة" أنها نزلت من الفندق وأخذت تسير فى شوارع باريس وتجوب ملاهيها وتشعر بالفخر وهى تسمع كلمات الإطراء والإعجاب بما قام به أبناء الجيش المصرى الذين قاموا بهذا العمل الضخم والوطنى البطولى.