الجمعة 26 يوليو 2024

4 أماكن تاريخية.. ما هي المواقع الفلسطينية المسجلة على قائمة التراث العالمي بعد قرار اليونسكو؟

البلدة القديمة للقدس وأسوارها

تحقيقات24-7-2024 | 13:47

أماني محمد

قرارات جديدة اعتمدتها لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بشأن المواقع الفلسطينية المسجلة على قائمة التراث العالمي والحفاظ عليها وحمايتها بالإجماع، فهناك نحو 4 أماكن تاريخية فلسطينية مسجلة على القائمة بالفعل، إلا أن القرار الصادر من اليونسكو أمس يخص 3 منها تحت الخطر بسبب الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التي تهدد هذه المواقع.

وتشمل المواقع الثلاثة التي تناولها قرار اليونسكو البلدة القديمة للقدس وأسوارها، والبلدة القديمة في مدينة الخليل، وموقع فلسطين أرض الزيتون والعنب- المشهد الثقافي للمدرجات الزراعية جنوب القدس- بتير.

المواقع الفلسطينية بقائمة التراث العالمي

بدأ مفهوم "التراث العالمي ذي القيمة العالمية الاستثنائية"، في التبلور مع حلول عام 1972، إذ تبنّت منظمة اليونسكو اتفاقية التراث العالمي، والتي تعتبر من أهم الاتفاقيات الدولية، حيث صادقت عليها أكثر من 190 دولة، وتم تبنّي  مبادئها ومعاييرها في التشريعات الدولية  والوطنية في مختلف أنحاء العالم، وذلك لأهمية والقيمة العالمية الاستثنائية للمواقع المسجلة والتي تتجاوز أهميتها الحدود الوطنية وتصبح ذات أهمية مشتركة للأجيال الحاضرة والقادمة للبشرية جمعاء، وأهمية حمايتها من الأخطار التي تهدد بقائها وتعرضها لخطر الاندثار.

وكان أول مكان يسجل على قائمة التراث العالمي، البلدة العتيقة وأسوارها في القدس، وكان ذلك عام 1981م، بجهود من المملكة الأردنية الهاشمية، وبعدما انضمت فلسطين إلى اليونسكو، وحصولها على عضوية كاملة في 31 أكتوبر عام 2011م، نجحت في تسجيل ثلاثة مواقع على قائمة التراث العالمي، أولها تسجيل كنيسة المهد ومسار الحجاج /بيت لحم في عام 2012.

وفي عام 2014، تم تسجيل مكان ولادة السيد المسيح  وفلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس/بتير ، على قائمة التراث العالمي، ثم في عام 2017، تم تسجيل المواقع الفلسطيني الرابع، وذلك بتسجيل البلدة القديمة والحرم الابراهيمي في الخليل كتراث ثقافي فلسطيني معرض للخطر بسبب سياسات الاحتلال التهويدية  التي تتعرض لها البلدة القديمة في الخليل.

فيما تعمل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية على تحضير ملف يشمل عددا من المواقع الأخرى، من بينها أريحا القديمة/ تل السلطان ليتم تسجيله على قائمة التراث العالمي، حيث تتضمن القائمة التمهيدية المؤقتة لفلسطين 14 موقعا ثقافيا وطبيعيا، تعمل على تسجيلها خلال السنوات القادمة. 

تشمل القائمة المؤقتة جبل جزريم والسامريون، في نابلس، وقمران: كهوف ومخطوطات دير البحر الميت في محافظة أريحا، وكذلك البرية والأديرة الصحراوية في محافظتي القدس وبيت لحم، وبلدة نابلس القديمة، وتل أم عامر في محافظة دير البلح، وسبسطية في نابلس.

هذا بخلاف موقع الأنثيدون في ميناء غزة القديم بمحافظة غزة، وغابة أم الريحان في محافظة جنين، والأراضي الرطبة الساحلية في وادي غزى، ووادي الناطوف ومغارة شقبا في محافظة رام الله والبيرة،  وقرى الكراسي والتي كانت تضم 24 قريبة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وكذلك موقع المعمودية (الشرائع - المغطس) في محافظة أريحا.

قرارات اليونسكو

وفي قراراتها، أكدت اليونسكو إبقاء هذه المواقع على قائمة التراث العالمي تحت الخطر بسبب ممارسات وانتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة لاتفاقية التراث العالمي والاتفاقيات الأخرى ذات العلاقة وما تشكله هذه الاعتداءات من أثر على القيم العالمية الاستثنائية لهذه المواقع.

وفيما يخص مدينة القدس ، أكد القرار الوضعية القانونية للقدس الشرقية كمدينة محتلة وعلى مفهوم الوضع التاريخي القائم وضرورة الحفاظ عليه، كما سرد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وحذر من أثرها على الموقع، خاصة الاعتداءات المستمرة على الحرم القدسي الشريف والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية الأخرى.

وتتضمن هذه الاعتداءات، انتهاكات الاحتلال في حي المغاربة، وعرقلة أعمال الترميم والصيانة، ومصادرة الأراضي، ومشاريع البناء، والحفريات الأثرية غير الشرعية حول وتحت الحرم الشريف، ومشروع تطوير ساحة البراق/ الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف ومشروع القطار الهوائي "التلفريك"، والاستيلاء على الممتلكات الكنسية وغيرها.

أما في مدينة الخليل، فقد أدان القرار ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة وغير المشروعة في البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف، وأعمال الحفر والأشغال وعمليات شق الطرق الخاصة بالمستوطنين وما ينجم عن تلك الممارسات من أشكال الحرمان من حرية التنقل وحرية الوصول إلى أماكن العبادة والتي ترمي إلى فرض واقع جديدة وتغيير الطابع الاجتماعي والثقافي والسياسي في الحرم الإبراهيمي الشريف، والبلدة القديمة، وندد بمشروع بناء المصعد الكهربائي في الحرم الإبراهيمي الشريف لما له من أثر يمس  بقيم الموقع وسلامته وأصالته، ويطلب من إسرائيل، القوة المحتلة، إنهاء هذه الانتهاكات امتثالاً لأحكام اتفاقيات اليونسكو وقراراتها المتعلقة بهذا الموضوع.

أما القرار الخاص بموقع فلسطين أرض الزيتون والعنب- المشهد الثقافي لمدرجات جنوب القدس- بتير، فقد أدان الممارسات غير الشرعية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بناء نفق وطريق التفافي وتجريف أراضي وتثبيت بؤر استيطانية إسرائيلية وتوسيعها داخل التراث العالمي، وكافة الانتهاكات والممارسات التي يقوم بها المستوطنون من إزالة أشجار الزيتون ومنع استصلاحها ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.

ترحيب مصري بالقرارات

ورحبت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم، بقرارات لجنة التراث العالمي التابعة لـ"اليونسكو" الصادرة بالإجماع خلال دورتها 46 المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي، والخاصة بالحفاظ على المواقع الفلسطينية المسجلة على قائمة التراث العالمي تحت الخطر وحمايتها، والتي تشمل البلدة القديمة للقدس وأسوارها، والبلدة القديمة في مدينة الخليل، وموقع فلسطين أرض الزيتون والعنب- المشهد الثقافي للمدرجات الزراعية جنوب القدس- بتير.

وأكدت مصر رفض الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وبصفة خاصة في البلدة القديمة للقدس، والتي تستهدف تغيير الوضع القائم فيها، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بوقف كافة الإجراءات غير القانونية الهادفة لتغيير طابع القدس الشرقية، واحترام الوضع القائم بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، والامتثال للقرارات الدولية ذات الصلة.