الخميس 25 يوليو 2024

دينا هويدي: نعمل معا لزيادة وعي وتثقيف المرأة.. وسيدات دمياط مبدعات| حوار

دينا هويدي

ثقافة25-7-2024 | 15:49

همت مصطفى

سيدة كرائدات الحركة الثقافية والفنية في مصر، يمتلئ وجهها بالابتسامة دومًا، يغمرها النشاط والطاقة في عملها، الذي تقود فيه فريقًا  يتماثل مع خلية النحل لا يكل من التفكير فالتخطيط والتجهيز، نهاية بالتنفيذ ليلقوا معا ثمار جهدهم، حيث نقل الخدمة الثقافية وتنمية الوعي، للمرأة المصرية لنحظى بقدرتها على مواجهة الصعاب وتمتلك القدرة على التخطي والتجاوز لكل محنة، وتتسلح بالمعرفة والقدرة على الخلق والإبداع لتشارك في مختلف المجالات بإياد ماهرة، لنعيش في وطن أفضل قوي دائمًا يمضي إلى الإمام، إنها دكتور دينا هويدي.

 

ترأس دكتور دينا هويدي الإدارة العامة لثقافة المرأة، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وتقود من بداية الأسبوع الجاري فعالية الأسبوع الثقافي الأول والذي يحمل عنوان «المرأة بين الثقافة والفنون» وأقيم في محافظة دمياط في الفترة من الأحد  الماضي 21 إلى  أمس الأربعاء 24 من يوليو 2024، في إطار مشاركة الإدارة في مبادرة وزارة الثقافة «ثقافتنا في إجازتنا» فالتقينا بها لنتعرف على برنامج وأنشطة الفعالية ومهام وأنشطة الإدارة العامة لثقافة المرأة، في مجال تنمية المرأة المصرية.

 

متى بدأت رحلة العمل في التنمية والعمل على الخدمة الثقافية للآخر؟

 أعمل في خدمة المجتمع منذ أن كنت عضوة  بهيئة التدريس في الجامعة، ومن خلال العمل استهدف تقديم وتنفيذ أنشطة تخدم  الطلاب والجامعة و المجتمع ثم قررت العودة  إلى العمل بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ثم تقدمت إلى منصب مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة واجتزت الاختبار و شغلت المنصب ومنذ ذاك الوقت وأنا أعمل في دأب مستمر على تجديد الرؤية ووضع خطط استراتيجية فاعلة تهدف إلى خدمة الفتاة والمرأة من سن 18 عامًا فما فوق بالإضافة إلى خدمة المجتمع وذلك من خلال تنظيم الفعاليات والأنشطة وبرامج التثقيف  وزيادة الوعي التي تصب في خدمة المجتمع.

 

هل يدرك المواطنين وعيا بهوية وأنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة وإدارتها المتعددة، كإدارة ثقافة المرأة وما تقوم به من دور في نشر الخدمة الثقافية؟

لا أملك إجابة مطلقة أو قاطعة لهذا السؤال، ولا نستطيع أن نحدد ذلك بوضوح، لأن ذلك يتوقف على نشاط قصور وبيوت الثقافة وكذا المواقع الثقافية وما تحدثه من حراك ثقافي وفني وإبداعي في مجتمعها من خلال ما تقوم به من أنشطة وفعاليات طوال العام ما يعزز قدرتها على جذب الرواد بهدف تنمية مواهبهم وإمكاناتهم وقدراتهم.

 

ما أهم ما يميز فعاليات وأنشطة الهيئة العامة قصور الثقافة عن غيرها من الهيئات؟

تحرص الهيئة العامة لقصور الثقافة على تحقيق العدالة الثقافية ونشرها من خلال العمل بجميع إدارتها على نشر الخدمة الثقافة وتوصيلها للفئات المستهدفة من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات في جميع القرى والمدن وأن تضمن وصولها إلى الجميع.

في الإدارة العامة لثقافة المرأة كنموذج ويتم تحقيقها من خلال منهجية واضحة نعمل فيها على تحقيق هذه العدالة الثقافية من خلال الأسابيع الثقافية والملتقيات والفعاليات المتعددة والمتنوعة التي تقدمها الإدارة طوال العام.

 

ماهي الفلسفة التي ترتكز عليها إدارة ثقافة المرأة بقيادتك في تنفيذ الأنشطة و الفعاليات؟

نستهدف في أنشطتنا فئتي الفتاة والمرأة من عمر الـ18 عامًا إلى ما فوق ذلك، ونحرص على تنفيذ مجموعة كبيرة من الرؤى نضعها نصب أعيننا وأقوم بدراستها جيدا قبل التنفيذ وتحديد المخرجات المطلوبة ليتم تصميم الأهداف بوضوح، مثالًا على ذلك ترتكز منهجية تخطيط وتنفيذ الأنشطة في الدارة على أربع أعمدة هامة وهي: أولا رؤية الدولة 2023، وثانيًا خطة التنمية المستدامة، وثالثًا ملف استراتيجية تمكين المرأة المصرية 2023 م، وذلك بما يتناسب مع إيديولوجية ورؤية وزارة الثقافة، وتلك الركائز والأعمدة الأربعة هي التي شكلت الاستراتيجية و فلسفة العمل في  الإدارة العامة لثقافة المرأة التي أنتهجها منذ توليت المنصب.

 

ما هي مهام الإدارة العامة لثقافة المرأة وأبرز أنشطتها في تنمية الحركة الثقافية والفنية المصرية؟

نحن نعمل بحرص كبير من خلال مهام الإدارة على تحقيق العدالة الثقافية، والحفاظ على التراث المصري، ووصول الخدمة إلى الفئات المستهدفة للفتاة والمرأة وفي جميع المحافظات وجميع المدن المراكز والقرى والنجوع، والكفور، وتتقسم فعاليات الإدارة في هذا إلى مسارين الأول وهو البحثي و يتمثل في تنظيم المؤتمرات العلمية السنوية التي تناقش أبرز قضايا المرأة، كما نقدم حلقات بحثية نناقش فيها ما يخص المرأة والمجتمع من أزمات وقضايا وكذلك نقدم حلقات نقاشية وورش تفاعلية، و ندوات ونعقد صالونات ثقافية ناقشنا في العديد منها مشكلات الطلاق وزواج القاصرات، ومشكلات الختان وقضايا متعددة كما نقدم دوائر الدعم  النفسي من خلال أساتذة في الطب النفسي في الفعاليات الكبرى وتلقى قبولًا متميزًا.

وعن المسار الثاني وهو الفني فهو يخص تنظيم الورش الفنية التي تهدف إلى تعليم الحرف للسيدات وتنقسم بدورها للحرف التراثية للحفاظ على صون التراث والهوية الثقافية لمصر كفنون كالخيامية والصدف وغيرها، إضافة إلى الحرف المعاصرة كالحلي والعطور والاكسسوارات وغيرها، ولتحقيق  دائرة الاستفادة نقدم بشكل مستمر دورات في التسويق الإلكتروني ودورات في ريادة الأعمال، وقمنا بتنظيم برنامجًا تدريبيًا خاصًا في احد الملتقيات يتناول ريادة الأعمال وحققت منه المشاركات استفادة بعدد كبير من الفتيات والسيدات.

 

كيف يتم اختيار المدربين القائمين على الورش الفنية؟

من خلال عملنا في الثقافة نجوب العديد من المعارض الفنية  ونقوم بزيارة المواقع التي يتمركز فيها «شيوخ الحرف» وننتقي منهم الأنسب  لينضموا إلى قائمة المدربين المعتمدين لدى الإدارة، كما نحظى في قطاعات وزارة الثقافة بالعديد من الزملاء والزميلان من الفنانين والفنانات والمبدعين والمبدعات، و كذا في مختلف قصور الثقافة حيث يتم الاستعانة بهؤلاء الفنانين لتقديم الورش الفنية الحرفية، وفي الوقت نفسه نسعى في كل مكان نذهب إليه لتنفيذ فعالية، نعلن على صفحاتنا الرسمية بتوجهنا إلى قصور الثقافة في مواقعنا المختلفة مما يجذب الفنانين والحرفيين للقدوم إلينا، كما نستعين أيضا بالفتيات والسيدات اللاتي تم تدريبهم في أنشطة وفعاليات سابقة للإدارة ولهم معايير لتقييم أعمالهم قبيل اعتمادهم.

و نحظى بقاعدة كبيرة من العلاقات بين الإدارة ومختلف قطاعات الدولة، ومع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني ونحظى بتعاون كبير معهم.

 

لماذا دمياط، ماهي أهم وأبرز أنشطة الأسبوع الثقافي الأول بها؟

 طوال العام ونحن نعمل على تنفيذ خطط و برامج  نستهدف بها الفتاة و المرأة في، من هذه البرامج الأسابيع الثقافية، ففي هذا العام  تم تصميم خطة الإدارة على أساس وجود خمسة أسابيع ثقافية، ثلاثة منهم  تستهدف المرأة في موقعها وأماكنها في إطار مبادرة وزارة الثقافة «ثقافتنا في أجازتنا» واخترنا دمياط لأنها من أهم المدن الصناعية في مصر حيث صناعة الأثاث، والجميع هنا يعمل فرأينا أن تنظيم الورش هو مكمل للصناعة الأساسية هنا، والمرأة الدمياطية نشيطة ومشاركة ومبدعة.

والأسبوع الثقافي الأول المرأة في محافظة دمياط للفئة العمرية من الفتيات والسيدات من عمر 18 عامًا وما فوقهن، يهدف إلى تدريبهن وتعليمهم بعض الحرف التراثية، حيث أقمنا الفعاليات في نادي المستقبل الرياضي في محافظة دمياط الجديدة ممثلًا للتعاون عن وزارة الشباب والرياضة.

  من أبرز الأنشطة تنفيذ ثلاث ورش فنية وهي «فنون المكرمية»، للمدربة سارة أبو صالحة، ورشة «السجاد اليدوي» للمدرب بيومي فوزي وورشة الخيامية التراثية للفنانة دكتور رانيا الكومي، وشهدت الفعاليات المعرض الفني الذي يشتمل على مجموعة كبيرة من المشغولات اليدوية نتاج الورش التابعة لثقافة المرأة بهيئة قصور الثقافة، وذلك لإثراء الجانب الفني والإبداعي للمتدربات.

وفي حفل الافتتاح أقيم عرض فني لفرقة الآلات الشعبية لقصر ثقافة كفر سعد، بقيادة عصام عمارة، وتضمن أغنيات من الفلكلور المميز لمحافظة دمياط منها، وشهدت الفعاليات في حفل الختام أمس عرضًا فنيًا لفرقة المنصورة للموسيقى العربية، بقيادة المايسترو محمد عبد العظيم، وقدمت الفرقة مجموعة من المقطوعات الموسيقية، وأغاني زمن الفن الجميل.

 

ما هي الورش الأكثر إقبالًا من السيدات في مختلف الفعاليات بإدارة ثقافة المرأة؟

لا يمكن الجزم بنوع واحد من الورش تنجذب إليه الفتيات و السيدات في الفعاليات فالرغبات متغيرة، علي سبيل المثال،  أنا مشرف تنفيذي على  ملتقى «أهل مصر» لفئة الفتاة  والمرأة من المناطق الحدودية، والذي يقام بإشراف رئاسة الجمهورية، ويستهدف الفتيات والسيدات من سن 18 إلى 35 عام، وتشترك فيه الفتيات والسيدات من ست محافظات حدودية مع محافظة غير حدودية وهي القاهرة،  وذلك بهدف الدمج بينهن  وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات في مدة 10 أيام من التوعية والتثقيف من خلال اللقاءات والندوات ومحاضرات ودوائر الدعم نفسي وغيرها، إضافة إلى تعليم الحرف اليدوية التراثية والبيئية والمعاصرة، ومع نهاية كل ملتقى كنت أقوم باستطلاع الآراء  والتساؤل عن أكثر الورش التي لاقت قبولا وإشادة من المتدربات، ويرغبن في العمل فيها مرة أخرى ففي أحد الملتقيات تصدرت «إعادة التدوير» القائمة، وفي دورة تالية كانت ورشة «المكرمية» متصدرة في الاختيار وفي دورة ثالثة كان اختيار «الخيامية» فبذلك حظينا بتنوع كبير في الاختيار، كما أقوم في ختام كل اللقاءات بالتساؤل عن ما يرغبن فيه من إضافة ورشة جديدة لنضعه في توصياتنا لتنفيذه بعد ذلك ونحرص على التنوع من خلال الجانبين التراثي والمعاصر.

 

ما هي أكبر المشكلات أو الصعوبات التي تواجه المرأة من خلال أنشطة وفعاليات إدارة ثقافة المرأة بالهيئة العامة لقصور الثقافة؟

نعمل في الإدارة العامة لثقافة المرأة على تصميم برنامجًا خاصا بدوائر الدعم النفسي للفتيات والسيدات، ومن خلال أساتذة وأكاديميين ومتخصصين في علم النفس والطب النفسي ولاقت إقبالًا كبيرًا من المشاركات، وكان في مقدمة المشاكل «العنف» كان جسديًا أو لفظيًا، ونحن ننظم بهذا الصدد ملتقى مهم وهو ملتقى «مناهضة العنف» وهو ما نؤكد أنه ليس ملتقى مناهضة العنف ضد المرأة فقط بينما مناهضة العنف في المجتمع وبوجه عام، وكذلك الحيوان.

وكذلك العديد من مشكلات وقضايا وأزمات المرأة التي تحتاج فيها إلى الكثير من الجهود لمواجهتها ومنها «ارتفاع معدلات الطلاق»، وفئة ذوي الإعاقة، ولا زال «زواج القاصرات» ويأتي «ختان الإناث» في مقدمة القضايا المهمة،  ويجب التصدي لها بقوة ومواجهة الأفكار البالية ومشكلات أخرى متنوعة نتصدى لكل منها بملف للدراسة والبحث لمواجهتها، دومًا  مثلما عملنا على «محو الأمية الرقمية» وغيرها من الملفات.