في اجتماع استغرق نحو ساعة نصف، في العاصمة واشنطن حظي بمتابعة جماهرية، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة التوصل لاتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ نحو عشرة أشهر، وسط أنباء تشير إلى أن إسرائيل ستقدم لحركة حماس مقترحًا محدثًا لوقف إطلاق النار خلال يومين.
التوصل إلى وقف إطلاق النار
قال البيت الأبيض، إن بايدن دعا نتنياهو خلال لقائهما في واشنطن إلى التوصل في أسرع وقت ممكن لاتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، هذا بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة إزالة العقبات أمام تدفق المساعدات، وحماية أرواح المدنيين خلال العمليات العسكرية.
فيما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية قوله، إن إطار صفقة لوقف إطلاق النار قد اتفق عليه إلى حد كبير، موضحًا أن بايدن ونتنياهو يركزان الآن على مرحلة التنفيذ، ومتفائلان بأن الصفقة لا تزال في متناول اليد.
وأوضحت "واشنطن بوست"، إن نظرة واشنطن إلى أن حركة حماس تتحمل اللوم عن عدم التوصل إلى اتفاق تغيرت في وقت سابق من هذا الشهر، عندما وجه نتنياهو رئيس الموساد بوضع مطالب جديدة.
في غضون ذلك، ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر، أن نتنياهو أبلغ عائلات أسرى أن إسرائيل ستقدم لحركة حماس مقترحًا محدثًا لوقف إطلاق النار خلال يومين.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت أن من المتوقع أن يؤدي لقاء بايدن ونتنياهو إلى تطور في محادثات صفقة تبادل الأسرى المتعثرة بين إسرائيل وحركة حماس.
وأشارت إلى أن نتنياهو يريد أخذ التزام من بايدن بشأن مواصلة القتال في غزة وتزويد إسرائيل بأسلحة خاصة لمنع احتمال حل حكومته، بانسحاب وزيري الأمن القومي إيتمار بن جفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش.
من جانبها، أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، أن البيت الأبيض يمارس ضغوطًا كبيرة على نتنياهو، خلال زيارته الحالية، للموافقة على شروط وقف إطلاق النار في غزة.
والأربعاء، قال مسؤول أميركي كبير، إن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في مراحلها الختامية على ما يبدو، موضحًا أن العقبات المتبقية قابلة للتذليل، وسيكون هناك المزيد من الاجتماعات التي تهدف للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس خلال الأسبوع المقبل.
وأشار إلى أن "نشاطًا كبيرًا" سنشهده الأسبوع المقبل نحو التوصل إلى اتفاق طال انتظاره، مضيفًا أن الاتفاق ليس ممكنا فحسب، بل هو أساسي وضروري.
حان الوقت لإنهاء الحرب
وعقب لقاء جمعها بـ نتنياهو، قالت نائبة الرئيس الأمريكي، كاملا هاريس، إن هناك اتجاهًا متفائلًا بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن محادثتها مع نتنياهو كانت صريحة.
وأكدت هاريس أن الوقت حان لإنهاء الحرب على غزة، مشيرة إلى أنها عبرت لنتنياهو عن قلقها الشديد من مقتل عدد كبير جدًا من المدنيين الأبرياء والوضع الإنساني المزري في غزة، قبل أن تؤكد على التزامها الراسخ بدعم إسرائيل وأمنها وحقها في الدفاع عن نفسها.
ورأت أن ما حدث في غزة على مدى الأشهر التسعة الماضية كان مدمرًا، لافتة إلى أن نصف مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
واكتسب لقاء هاريس - نتنياهو متابعة وثيقة، كون الأولى المرشح المحتمل للحزب الديمقراطي، إثر انسحاب بايدن عن سباق الإنتخابات المقرر لها في نوفمبر المقبل، مما يثير التساؤلات عما إذا كانت هاريس ستتبنى تغييرًا في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل إذا أصبحت رئيسة للبلاد.
كذب متواصل
والاثنين الماضي، وصل نتنياهو الولايات المتحدة الأمريكية، وألقى خطاب أمام الكونجرس الأمريكي الأربعاء، ذكر فيه أن حكومته منخرطة بشكل نشط في مساعي الإفراج عن المحتجزين المتبقين في القطاع.
وردًا على ذلك، قالت حركة حماس، إن تصريحات نتنياهو بشأن جهود مكثفة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة محض كذب وتضليل للرأي العام الإسرائيلي والأميركي والعالمي، متهمة إياه بإفشال كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل.
وأكدت حماس، أن نتنياهو من أفشل كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، رغم جهود الوسطاء المتواصلة من الأشقاء في مصر وقطر، ورغم المرونة والإيجابية التي أبدتها الحركة.
وحملت نتنياهو المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الموقف، وعن مصير الأسرى في قطاع غزة.