الجمعة 26 يوليو 2024

حكايات قطع آثرية من متاحفنا | تعرف على مائدة القرابين الخاصة بالملك تحتمس الثالث

مائدة قرابين

ثقافة26-7-2024 | 14:29

فاطمة الزهراء حمدي

تشتهر مصر بآثارها العريقة منذ آلاف السنين، فمنها القطع الأثرية ذات التراث الفريد، فهذه القطع من الممكن أن تكون خنجرًا أو تمثالًا أو عمودًا، وتتم دائمًا عملية البحث والتنقيب عن هذه القطع المهمة.

عُرف المصريون القدماء، بإبداعهم وبراعتهم، في صناعة التماثيل، ونحتها، ودقتهم في إبراز المغزي من صناعة تلك التحف الفنية ذات اللمسات الإبداعية، ولكن ظهرت دقتهم أيضًا في صناعة الحلى والاكسسوارات.

 تُعد مائدة قرابين، من الأشياء الهامة للمصريين القدماء، فالنسبة لهم احتياجات الموتي تعادل نفس الأهمية للأحياء، فكانوا يؤمنون وقتها بالبعث والخلود، لذلك كان يتم تزوديهم دائمًا بالطعام والشراب، ويضعوها على مائدة القرابين، فهي عبارة عن لوح من الحجر، يُضع عليه مختلف المأكولات والمشروبات، ليحصل علىه المعبود أو المتوفي.

تعود مائدة القرابين للملك تحتمس الثالث، فهي تنتمي إلى الدولة الحديثة، الأسرة 18، حوالي 1497،1425 ق.م، عُثر علي المائدة بالأقصر، في معبد الكرنك، بمقصورة آمون، وهي مصنوعة من الجرانيت.

تشكل موائد القرابين غالبًا علامة حتب الهيروغليفية، تتضمن المائدة، لوح مستطيل على شكل حصيرة مع جزء يمثل أرغفة الخبز بارزة من منتصف أحد الجوانب، وتعد من إحدى الطرق المتعارف عليها لضمان تقديم القرابين بشكل مستمر وهي نحت تمثيلات للطعام والشراب وصيغ القرابين على المائدة نفسها، مما يجعل المائدة ممتلئة إلى الأبد.

يوجد على الجوانب الأمامية للمائدة، صور للملك راكعًا وهو يقدم أوعية مليئة بأحد السوائل، بينما على السطح العلوي، يوجد أربعون ثقبًا للقرابين بدلاً من العناصر المنحوتة من الطعام والشراب، كما نُقشت ألقاب الملك على الجزء البارز من المائدة، وزُيّنت الجوانب بعقد إيزيس وأعمدة الجد والتي تمثل الحماية والاستقرار.