الجمعة 26 يوليو 2024

الحزام المداري.. هيئة المناخ الدولية تكشف أسباب سقوط الأمطار في الصيف

تساقط الأمطار

تحقيقات26-7-2024 | 17:14

محمود غانم

على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة على جنوب البلاد، بشكل ملحوظ، حيث تصل إلى 44 درجة في بعض المناطق، إلا أنها قد تشهد تساقط أمطار خفيفة إلى متوسطة تكون رعدية أحيانًا، ومصحوبة بنشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة.

وتلك المناطق، هي: (أبوسمبل - أسوان - حلايب وشلاتين)، وفق الهيئة العامة للأرصاد الجوية.. لكن لماذا تتساقط الأمطار في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل غير مسبوق؟.. وكان الاثنين الماضي الأكثر دفئًا في التاريخ الحديث، حيث وصل متوسط ​​درجة الحرارة العالمية اليومية إلى مستوى قياسي هو 17.15 درجة مئوية، بحسب برنامج كوبرنيكوس التابع للاتحاد الأوروبي.

ويتجاوز هذا الرقم القياسي السابق البالغ 17.09 درجة مئوية الذي تم تسجيله قبلها بيوم واحد فقط، و17.08 درجة مئوية الذي سجل قبل عام في 6 يوليو 2023.

وأظهرت دراسة أجراها باحثون من معهد "بوتسدام" لأبحاث تأثير المناخ، أواخر العام الماضي، أن فرص هطول الأمطار الغزيرة تتزايد بشكل كبير مع كل زيادة في ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية.

 تساقط الأمطار مع ارتفاع درجات الحرارة

ويعتبر تساقط الأمطار في فصل الصيف أمر طبيعيًا، وفق إحدى التقارير الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية في هذا الشأن، الذي أضاف أنه ربما يحدث ذلك عامًا بعد عام، ويرجع ذلك إلى الحزام المداري، وهو خط وهمي يفصل بين الكتل الهوائية الشمالية الجافة والكتل الجنوبية الرطبة، وهو عند خط الاستواء ويتذبذب شمالًا وجنوبًا مع الحركة الظاهرية للشمس باختلاف الفصول.

وبحسب التقرير، يؤدي تلاقي هذه الكتل مع وجود منخفض جوي إلى تكاثر السحب الرعدية والتي تؤدي إلى سقوط الأمطار الغزيرة والسيول عند السودان وإثيوبيا (منابع النيل).

هل من تفسير آخر؟ 

بشكل أوضح.. مع احترار المناخ العالمي تتبخر كميات أكبر من المياه من المحيطات والبحار والبحيرات والتربة نفسها والنباتات، كما تزداد قدرة الهواء على الاحتفاظ بتلك المياه، إذ يمكن للهواء الاحتفاظ بنحو 7% رطوبة أكثر لكل درجة مئوية ترتفع بها الحرارة، مما يحول هواء الأرض إلى خزانة مياه هائلة جاهزة في أية لحظة لتُدلي بدلوها.

وفي الوقت نفسه، يزيد الاحترار فرصة حدوث السيول والفيضانات، وذلك لأن الاحترار العالمي يجفف التربة بدرجة أكبر من المعتاد، وهو ما يسهل جريان الماء عليها، مما يعظم من أثر السيول والفيضانات خاصة في حالة موجات المطر الاستثنائية.

وتشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرها الخاص عن الظواهر المتطرفة، إلى أنه بات من الواضح بشكل متزايد أن تغير المناخ أثر بشكل ملحوظ في العديد من المتغيرات المرتبطة بالمياه، مثل هطول الأمطار ونشاط الرياح الشديدة، وهي ظواهر ترفع من شدة وتردد الفيضانات.