في حفل فريد من نوعه، حيث يقام لأول مرة خارج الملاعب، تفتتح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في العاصمة الفرنسية باريس، في تمام الساعة 8:30 بتوقيت القاهرة من مساء اليوم الجمعة، ليبدأ بذلك مهرجانًا رياضيًا ينتهي يوم الأحد 11 أغسطس.

وستعقد مراسم الافتتاح في نهر السين بباريس على ظهر المراكب لمسافة 6 كيلومترات، وبدلًا من المدرجات ستستطف الجماهير التي تقدر بـ300 ألف مشجع على جانبي النهر لمشاهدة حفل الافتتاح عن قرب.

وسيسير نحو 100 قارب محملًا بـ10 آلاف و500 رياضي يمثلون 206 لجان أولمبية أهلية حتى الوصول إلى مواجهة ساحة برج إيفل، ليتم هناك إيقاد الشعلة الأولمبية، والإعلان الرسمي عن افتتاح أولمبياد باريس، مما يعكس رغبة الدولة الفرنسية في إظهار معالم السياحية.

وتتصدر باريس تصنيف المدن السياحية على مستوى العالم، وفقًا لمؤشر "Euromonitor"، حيث تسجل الدول الفرنسية إيرادات قياسية في هذا الصدد، حيث أنفق الزوار الأجانب 63.5 مليار يورو، خلال عام 2023، بحسب معطيات بنك فرنسا، وهي بتنظيم الأولمبياد تطمع في جذب المزيد من الزوار إليها.

 المعالم الباريسية

ووضعت فرنسا مسار الحفل بالمرور من على المعالم الباريسية الأكثر شهرة، فطريق الحفل الذي على طول نهر السين بمثابة رحلة بصرية عبر التاريخ، تبدأ من جسر أوسترليتز الواقع بالقرب من حديقة النباتات، نقطة انطلاق أسطول القوارب التي تحمل الرياضيين من الفرق الوطنية المشاركة، ثم تبحر غربًا لمسافة 6 كيلومترات على طول نهر السين، مرورًا تحت الجسور التاريخية والمعالم الأثرية، مثل كاتدرائية نوتردام ومتحف اللوفر، وكذلك أمام بعض مواقع الألعاب، مثل ساحة الأنفاليد والقصر الكبير، وستسمح الكاميرات المثبتة على أسطح القوارب للمشاهدين برؤية الرياضيين عن قرب ومشاهدة مشاعرهم، وسيصلون أخيرًا أمام تروكاديرو الساحة أمام برج إيفل حيث سيضاء المرجل الأولمبي ويعلن افتتاح ألعاب باريس 2024 رسميًا.

ومن المقرر، أن يستمر العرض لمدة 3 ساعات و45 دقيقة، أمام نحو 300 ألف شخص مصطفين على منصات خاصة بضفاف نهر السين، فضلًا عن مئات الملايين عبر قنوات التلفزيون ومختلف الفضاءات على الإنترنت، وفق وسائل إعلام فرنسية.

وكالمعتاد، ستحل اليونان في مقدمة الوفود بصفتها مهدًا للألعاب الحديثة التي أحياها البارون الفرنسي بيار دو كوبيرتان في عام 1894خلال اجتماع بجامعة السوربون وتشرفت أثينا بضيافة نسختها الأولى في 1896، أما فرنسا، فتختتم حفل الافتتاح بصفتها الدولة المضيفة، تحت أنظار رئيسها إيمانويل ماكرون الذي سيعلن انطلاقها رسميًا في ساعات متأخرة من مساء اليوم، وفق المصدر ذاته.

أعمال تخريبية

ولكن لم تجري الرياح كما أرادت فرنسا، حيث تعرضت شركة السكك الحديدية بالبلاد لأعمال تخريبية، أدت إلى تعطيل حركة القطارات، وتأخير كبير في مواعيد القطارات فائقة السرعة.

وذكر بيان شركة السكك الحديدية أن "الهجمات استهدفت ثلاث مناطق خلال ليلة الجمعة، الأولى قرب مدينة أراس في الشمال، والثانية قرب باغني-سور-موزيل في الشرق، والثالثة بين باريس وتور في كورتالين، كما تم إحباط محاولة رابعة في الجنوب الشرقي".

من جهتها، أكدت وزارة النقل الفرنسية، أن تأثيرات هذه الهجمات التخريبية ستستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع، مشيرًا إلى أن التحقيقات أظهرت أن الحرائق في بعض المناطق كانت متعمدة وتمت بالتزامن، حيث تم العثور على شاحنات ومواد قابلة للاشتعال في مواقع الحرائق.