الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

الفلسطيني هارون هاشم رشيد.. «شاعر القرار 194»

  • 27-7-2024 | 17:35

هارون هاشم رشيد

طباعة
  • همت مصطفى

أحد أشهر شعراء الوطن العربي في الخمسينات بالقرن الماضي، وهو واحد ممن أطلق عليهم شعراء النكبة أو شعراء العودة، يمتاز شعره بروح التمرد والثورة ويعد من أكثر الشعراء الفلسطينيين استعمالاً لمفردات العودة حتى أطلق عليه لقب «شاعر القرار 194»  والذي يمثل قرار الأمم المتحدة حول حق العودة، إنه  الشاعر هارون هاشم رشيد والذي نشهد ذكرى رحيله  الرابعة حيث توفي في 27 يوليو 2020م.

 

 الميلاد وبداية الرحلة 

ولد هارون هاشم رشيد  في حارة الزيتون بمدينة غزة، عام 1927م،  درس في مدارس غزة فأنهى دراسته الثانوية في العام 1947م، وحصل على شهادة المعلمين العليا،  وعمل بعد حصوله على الدبلوم العالي لتدريب المعلّمين من كليّة غزة في سلك التعليم حتى عام 1954م.

 

انتقل هارون هاشم رشيد للعمل في المجال الإعلامي فتولّى رئاسة مكتب إذاعة «صوت العرب» المصرية في غزة عام 1954 لعدة سنوات، وعندما أُنشئت منظمة التحرير الفلسطينية كان مشرفا على إعلامها في قطاع غزة من عام 1965 إلى 1967م

 

 الرحيل إلى القاهرة

 

بعد سقوط غزة في أيدي الإسرائيليين عام 1967 ضايقته قوات الاحتلال وأجبرته في النهاية على الرحيل من قطاع غزة،  فانتقل إلى القاهرة وعُيّن رئيساً لمكتب منظمة التحرير فيها، ثم عمل لثلاثين عاماًمندوبا دائما لفلسطين في اللجنة الدائمة للإعلام العربي واللجنة الدائمة للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية. إضافة إلى ذلك واصل عمله الإبداعي في الكتابة والصحافة والتأليف والشعر.

 

شاعر معاناة الغربة

 

عاصر الشاعر هارون هاشم رشيد الاحتلال ومعاناة الغربة وشاهد بأم عينيه جنود الجيش البريطاني قبل الإسرائيلي يهدمون المنازل ويقتلون العُزّل والأطفال والنساء والشيوخ حتى أصبحت تلك المشاهد هي الصورة اليومية لحياة المواطن الفلسطيني، فأطلق هارون هاشم رشيد عهده في النضال بعمله ومؤلفاته  وأشعاره حتى آخر بيت شعر، وجاء ذلك من رحم هذه المحن وتلك العذابات فتغنى شاعرنا المقاوم  بالشهداء وافتخر بالمعتقلين الشرفاء، ووقف مع المقاتلين من أجل استرجاع الحقوق الفلسطينية من قبضة الاحتلال.

 

شاعر العودة والثورة 

 

يعبّر شعر هارون هاشم رشيد عن مأساة الفلسطينيين الذين اقتلعوا من أرضهم وبيوتهم زديارهم، ويصف عذابهم ومشاعر الفقدان والاغتراب العميقة التي عايشوها عبر السنين. أطلقت عليه ألقاب مختلفة مستوحاة من مراحل عذابات شعبه، فهو «شاعر النكبة»، و«شاعر العودة»،  و«شاعر الثورة» وهو لقبٌ أطلقه عليه الشهيد خليل الوزير عام 1967م  بعد قصيدته «الأرض والدم»، وأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب «شاعر القرار 194» قرار حق العودة.

 

وأصدر شاعر العودة نحو عشرين ديوانًا شعريّا منها «الغرباء» 1954، و«عودة الغرباء» 1956، «غزة في خط النار»، «حتى يعود شعبنا» 1965م، «سفينة الغضب» 1968م، «رحلة العاصفة» 1969م، «فدائيون» 1970م، «مفكرة عاشق» 1980م، «يوميات الصمود والحزن» 1983م، «ثورة الحجارة» 1991م، «طيور الجنة» 1998، وغيرها.

 

قصائد لأعلام الغناء العربي

 

قَدّمَ ما يقارب تسعين«90» من قصائده الشعرية أعلام في الغناء العربي، وفي مقدمة من شدوا بأشعاره فيروز، وفايدة كامل، ومحمد فوزي، وكارم محمود، ومحمد قنديل، ومحمد عبده، وطلال مداح، وآخرون.

وكتب هارون هاشم رشيد أيضا أربع مسرحياتٍ شعريةٍ، مُثِل منها علي المسرح في القاهرة مسرحية «السؤال» من بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي، وبعد حرب العبور 1973 كتب مسرحية «سقوط بارليف» وقٌدمت على المسرح القومي بالقاهرة عام 1974م، ومسرحية «عصافير الشوك»، إضافة إلى العديد من المسلسلات والسباعيات التي كتبها لإذاعة «صوت العرب» المصرية وعدد من الإذاعات العربية.

 

الدراسات والأبحاث

قدم هارون هاشم رشيد العديد من الدراسات منها: «الشعر المقاتل في الأرض المحتلة»  صدر عن المكتبة العصرية، صيدا، 1970م، «مدينة وشاعر: حيفا والبحيري»  صدر عن مطابع دار الحياة، دمشق، 1975م، و «الكلمة المقاتلة في فلسطين»  صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1973م.

 

قدم الكثير من المؤلفات الأخرى والدواين الشعرية ومنها: «مع الغرباء» الديوان الأول القاهرة، 1954م،  وقد اختار منها الأخوان رحباني عندما زارا القاهرة بدعوةٍ من إذاعة صوت العرب عام 1955م قصيدة «جميلة» هي  حوارية بين فتاة فلسطينية من اللاجئين اسمها ليلى وبين والدها بالإضافة لقصيدتي «سنرجع يوما، وجسر العودة» للتلحين وغنتهن فيروز وسجلن في القاهرة ضمن باقةٍ من ثمانيةٍ وأربعين عملا أنتجوا في تلك الرحلة.

 

وألف هارون هاشم رشيد أيضًا.. «عودة الغرباء» بيروت، 1956م، «غزة في خط النار»..بيروت، 1957م، «أرض الثورات -ملحمة شعرية» بيروت، 1958م، «حتى يعود شعبنا» (بيروت، 1965م)، «سفينة الغضب» الكويت، 1968م، «رسالتان» القاهرة، 1969م، «رحلة العاصفة» بالقاهرة، 1969م، «فدائيون» عمّان، 1970م، «مزامير الأرض والدم» بيروت، 1970م، «السؤال -مسرحية شعرية».. القاهرة 1971م، «الرجوع»(بيروت، 1977م، « مفكرة عاشق» تونس، 1980م، «المجموعة الشعرية الكاملة »  بيروت، 1981م.

 

«يوميات الصمود والحزن» تونس، 1983م، «النقش في الظلام»عمان، 1984م، «المزّة» غزة 1988م، «عصافير الشوك ..مسرحية شعرية» القاهرة، 1990م، «ثورة الحجارة» تونس، 1991م، « طيور الجنة» عمان، 1998م،  «وردة على جبين القدس» ..القاهرة، 1998م

وقدم هارون هاشم رشيد إلى عالم الأدب أيضا من فن الرواية وكتب «سنوات العذاب»  صدرت في القاهرة، 1970م،

 

شاعر متمرد

 

وكتب هارون هاشم رشيد الشعر الموزون المقفّى، وجُلُّ شعره على شاكلة البيت التقليدي ذي الشطرين، ويمتاز شعره بروح التمرد والثورة ويعد من أكثر الشعراء الفلسطينيين استعمالاً لمفردات العودة، وشعره عفوي، مباشر، ولغته سهلةٌ، قريبة المتناوَلِ، مفهومة، يسيرةٌ غير معقدة.

 

تكريم وجوائز  وأوسمة

 

نال هارون هاشم رشيد عدة جوائزَ تقديريةٍ منها: الجائزة الأولى للمسرح الشعري من الألكسو 1977م،  الجائزة الأولى للقصيدة العربية من إذاعة لندن 1988م،  وسام القدس عام 1990م.

 

واختير  «القرار194»  كشخصية العام الثقافية من قبل وزارة الثقافة الفلسطينية عام 2014 وحصل على وسام القدس للثقافة والفنون والآداب من الرئيس الفلسطيني عام 2016م .

 

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة