ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الجمعة، أن كمالا هاريس المرشحة الديمقراطية المحتملة على منصب رئيس أمريكا في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل تسارع الخطى من أجل العثور على شريك ديمقراطي على منصب نائب الرئيس.
وقالت الصحيفة إن المرشحة تقارن من بين حوالي اثني عشر مرشحا محتملا لمنصب نائب الرئيس وتعتزم اتخاذ قرار بحلول 7 أغسطس المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن هاريس النائبة الحالية للرئيس الأمريكي تخوض سباقا سريعا لمدة أسبوعين لتحديد شريك منصب نائب الرئيس بعد قرار الرئيس بايدن المذهل بإنهاء حملته لإعادة انتخابه، وهو البحث الذي يرفع فجأة الأصول السياسية المحتملة - والنقاط الضعيفة - في مائدة الحزب الديمقراطي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحلفاء يقولون إن ثلاثة قد وصلوا إلى القمة وهم حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو (ديمقراطي)، والسيناتور مارك كيلي (ديمقراطي من أريزونا) وحاكم ولاية كارولينا الشمالية روي كوبر (ديمقراطي). حذر الحلفاء، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة عملية سرية، من أن العملية في مراحلها المبكرة وأن مساعدي هاريس ما زالوا يفكرون في مجموعة موسعة من المتنافسين.
وقال حاكم ولاية كارولينا الشمالية روي كوبر للصحيفة أمس الخميس، رافضا التعليق على اهتمامه الشخصي: "لديها الكثير من الأشخاص الرائعين للاختيار من بينهم. يجب أن تفوز. أريدها أن تفوز. أريدها أن تختار الشخص الذي يمكنه مساعدتها على الفوز. أنا أحترم عمليتها، ولا أريد التعليق على هذه العملية".
ولفتت إلى أنه خلال المؤتمرات الصحفية المحلية والظهور في الأخبار التلفزيونية، أمضى المرشحون المحتملون لمنصب نائب الرئيس الأيام الأخيرة في التظاهر بالخجل بشأن نواياهم بينما يختبرون أيضا خطوط الهجوم ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب وشريكه في الترشح، السناتور جيه دي فانس (جمهوري من أوهايو). وسيحصل البعض على فرصة للاختبار في مسار الحملة في الأيام المقبلة - بما في ذلك شابيرو، الذي من المقرر أن يشارك في رئاسة حدث حملة هاريس يوم الاثنين المقبل في بنسلفانيا.
وأشارت إلى أنه من بين أولئك الذين يتنقلون بين التكهنات الجديدة والمكثفة حاكم كنتاكي آندي بشير (ديمقراطي). وخلال مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس في ولايته، بدأ بشير في تلقي أسئلة الصحفيين بشأن هذا الأمر.
ونقلت (واشنطن بوست) عن حاكم كنتاكي آندي بشير قوله "يشرفني أن يتم النظر في ترشيحي، وبغض النظر عما سيحدث بعد ذلك، سأفعل كل ما بوسعي بين الآن ويوم الانتخابات لانتخاب كامالا هاريس كرئيسة للولايات المتحدة الأمريكية".
وأكدت أن القرار يعد اختبارا مبكرا وكبيرا لحملة هاريس الرئاسية التي بدأت منذ أيام. واختارها بايدن كرفيقة له في الترشح في عام 2020 لأنه أراد شخصا يشاركه قيمه ويمكن أن يكون فعالا على الفور في العمل - ويقال إن هاريس تقترب من البحث بنفس الطريقة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم حملة هاريس كيفن مونوز قوله -في بيان- "وجهت نائبة الرئيس هاريس فريقها لبدء عملية فحص المرشحين المحتملين،وبدأت هذه العملية بجدية ولا نتوقع تقديم معلومات إضافية حتى تعلن نائبة الرئيس من سيشغل منصب نائبها ونائب الرئيس القادم للولايات المتحدة".
وأكدت أن العديد من قادة الحزب الديمقراطي يمنحون هاريس مساحة لاتخاذ قرارها ويرفضون تقديم تفضيلاتهم علنا. لكن بعض الحزبيين والأفراد المحليين والولائيين دعموا رسميا المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس القادمين من منطقتهم، بما في ذلك في أريزونا وبنسلفانيا وكارولينا الشمالية. وفي الوقت نفسه، يرى المرشحون المحتملون لمنصب نائب الرئيس فجأة سجلاتهم تحت التدقيق من قبل زملائهم الديمقراطيين.
ولفتت إلى أن السيناتور مارك كيلي سعى يوم /الأربعاء/ إلى تحييد إحدى نقاط ضعفه السياسية، موضحا أنه يدعم قانون برو، الذي من شأنه أن يسهل الطريق نحو تشكيل النقابات والفوز بعقود العمل. وقد تعرض كيلي للتدقيق من قبل جماعات العمل لأنه أحد أعضاء مجلس الشيوخ القلائل الذين ينضمون إلى الديمقراطيين والذين لم يوقعوا على هذا التشريع على مر السنين.
وأكدت أنه في ولاية بنسلفانيا، سعى شابيرو إلى إنشاء ملف أيديولوجي مميز يتضمن بعض المواقف التي تتعارض مع حزبه، بما في ذلك دعم قسائم المدارس، والتي تستغل أموال الضرائب لإرسال الطلاب إلى المدارس الخاصة. وأرسل تحالف من الجماعات المؤيدة للتعليم العام رسالة إلى هاريس يوم الأربعاء يطلب منها عدم اختيار شابيرو.
كما كان شابيرو مؤيدا صريحا لإسرائيل بعد هجوم حماس العام الماضي، مما جعله على خلاف مع بعض الديمقراطيين الذين يريدون من الولايات المتحدة أن تضغط بقوة ضد جهود الحرب الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، انضم شابيرو، وهو يهودي، إلى زملائه الديمقراطيين في انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا في يناير الماضي إنه يقود إسرائيل في "الاتجاه الخاطئ".
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الاعتبارات المتعلقة بكوبر هو أنه بموجب دستور ولاية كارولينا الشمالية، يصبح نائب الحاكم حاكما بالنيابة عندما يغادر الحاكم الولاية. وهذا يعني أنه إذا كان كوبر سيخرج للحملة لصالح هاريس، فسيكون الحاكم بالنيابة هو نائب الحاكم مارك روبنسون، وهو من الحزب الجمهوري المتعصبين الذين يترشحون لمنصب الحاكم.
وفي العام الماضي، بينما كان كوبر في رحلة في اليابان، استخدم روبنسون سلطاته المؤقتة لإعلان أسبوع تضامن مع إسرائيل بعد هجمات حماس. ورد كوبر بانتقاده، واصفا ذلك بأنه حيلة سياسية بالنظر إلى تاريخ روبنسون من التعليقات المعادية للسامية.
ويوم الخميس، زعم مكتب كوبر أن تحليله القانوني يظهر أن سلطات الحاكم "لا تنتقل إلى نائب الحاكم طالما كان الحاكم قادرا على البقاء على اتصال وتوجيه عمل حكومة الولاية عند السفر".
وقال كوبر في مقابلة مع واشنطن بوست إنه كان قادرا على إدارة الولاية "بشكل جيد جدا" كحاكم أثناء سفره.
توقع كريس كوبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويسترن كارولينا، أن روبنسون لن يكون له هذا القدر من التأثير كحاكم بالإنابة.
يشار إلى أن عملية اختيار شريكها على منصب نائب الرئيس بدأت رسميا يوم الثلاثاء، وتخطط هاريس لاتخاذ قرار بحلول 7 أغسطس، بما يتماشى مع خطة الحزب الوطني الإعلان عن حصولها على تذكر الترشح بحلول ذلك الوقت.