أعترف أنني مازلت أتلقي رسالة " الحق يا أبو محمد لاقينا تمثال دهب" بل وترسل إلى بشكل منتظم لم تنقطع طوال العشرون عاماً الماضية، ومازالت أضحك فلم يسعي هؤلاء النصابين السُذج لتطوير المحتوي.
رسالة من الزمن الجميل بدأت من الألفينات ومازالوا يحافظون عليها كما ورثوها من الأجداد، ربما تختلف طريقة التنفيذ أو شبكة الجوال التي ترسل منها، ولكن الرسالة لم تتغير قط "، والمُضحك في الأمر أن مازال هناك ضحايا لتلك الرسالة النصية ربما نوعان يقعان ضحية هذة الجملة، الأول الساذج عديم التجارب في الحياة بعدما ابتسمت له الدنيا مؤخرا " بعدة تليفون أندرويد" أما الآخر هو الطماع الذي يأمل التجربة تحت شعار "مش هنخسر حاجة" ، ولكن بمجرد تتبع صاحب الرسالة والتواصل معه السفر إليه، وبمجرد الوصول للمكان المتفق عليه يتفاجيء بعصابة كبيرة تحاوطه من كل إتجاه، ويطلبون منه التوقيع علي شيكات على بياض، ويأخذون كل ما لديه من مقتنيات حتى هاتفه بتلك الرسالة المضحكة.
ومن هاكر الآثار لهاكر المحفظة الإلكترونية وأيضا تحتوي رسالته علي جملة ثابته يأخذها النصاب من رسالة قديمة مرسلة إليه من الشركة الأساسية والتي تخبرك بأنه تم تحويل مبلغ ما علي محفظتك الإلكترونية، وبالطبع لم يقع ضحايا لتلك الرسالة إلا الطيبون معدومي الخبرة التكنولوجية، فبعد الإرسال على الفور تجد صاحب الرسالة يتصل بك ليخبرك بأنه تم تحويل أموال بالخطأ على هاتفك ويطالبك بإرسالها مرة أخري، ولاستكمال حبكة النصب يحاول وأن يجعلك ترسلها له لحظيا وأنت معه علي الهاتف ليعرقل تفكيرك وتندفع بردها، ولكن قد تنكشف الخدعة سريعا وتكون أكثر حظاً عندما تحاول إرسال النقود وتتفاجيء بعجز الرصيد، وبالبحث تكتشف أنه لم يرسل لك من البداية أموال وأنها مجرد خدعة ومحاولة للنصب.
هؤلاء النصابين متواجدون حوالك يتربصون للبسطاء الغلابة معدومي الخبرة لذلك فأنا اعتبرهم هاكر "تحت التمرين" أو "الهاكر الشعبي"، الذي لم يتمتع بأي درجات للذكاء فتحتوي رسائلهم على كلمات ومحاولات ساذجة.
وها نحن قاربنا على عام ٢٠٢٥ ومازلنا نستقبل رسائل جديدة للكروت الالكترونية تخبرك بأن بطاقتك الإلكترونية تحتاج لتحديث بيانات وبرجاء الإتصال بالبنك، وبالطبع أي شخص تكنولوجي مثقف يعلم أن تلك الرسالة من رقم هاتف تقليدي فهو محاتل ويسجله على التروكولر بالمحتال.
ويقوم بحظر الإتصال والرسائل معه، ولكن عديم الخبرة يغفل أن البنك عندما يرسل أي رسالة تحذيرية يرسلها باسم البنك نفسه دون ظهور أي أرقام هاتفية، كما وأن البنك لا يحصل أو يطلب أى بيانات عبر الهاتف نهائياً، وللأسف عندما تقع فريسة للنصب وبعد دقائق قليلة يتصل بك شخص بلهجة غريبة يخبرك بأنه موظف بالبنك وسوف يساعدك لتحديث بياناتك، و يطلب منك رقم البطاقة والأرقام السرية التي تقع خلف الكارت، وبمجرد حصوله عليهم يطلب منك إرسال الكود الذي يرسل إليك عبر الهاتف، وبمجرد إرسال هذا الكود يتم سحب كل رصيدك.
والأغرب أن النصب حاليا لم يكن هدفه المال فقط مثلما كان يفعل الهاكر " أبو دقة قديمة صاحب رسالة التمثال" فهؤلاء نصابون علي الله حكايتهم وأطلق عليهم دروايش التكنولوجيا، ولكن هناك هاكر أو نصاب الحسابات الإلكترونية "الفيس بوك، الانستا،و التيك توك" والذي تبدأ بتلقي رسالة من حساب سابق تم سرقته ولأنك أحد الأصدقاء علي الحساب يخبرك بأن صديقك يريد انضمامك لجروب "واتس اب" للتواصل ويطلب منك رقم الهاتف وإرسال كود التفعيل الذي يأتي إليك عبر هاتفك، هذا الفخ، الذي لو أخذ صاحبه ثواني للقراءة لعلم أنها رسالة موافقة علي تغير بيانات صفحته، ولكن للأسف يرسل إليه الكود، وهنا يقوم النصاب بتغير كل بياناتك وإرسال رسالة لكل الأصدقاء لديك بأنك تحتاج لنقود لأي ظروف يختلقها ويعطي لهم رقم تليفون للتحويل.
وحقا أحمد الله إننا ليس من بيننا حتى الآن الهاكر الأخطر، المتعلم المثقف بكل سبل التكنولوجيا الدارس لكل كبيرة وصغيرة، فنحن مازلنا نتعرض لمن يتبعون حيل النصب علي الغلابة فقط، " ويا رب نتعلم لأن طول ما الطماع موجود النصاب بيتنفس."!