مايزال تأثير الحضارة المصرية القديمة على العالم المعاصر في النواحي الهندسية والفنية فضلا عن مجال الموضة وارتداء المجوهرات المتنوعة، ففي عام 1924، طرحت شركة كارتييه للمجوهرات في باريس علبه مستحضرات تجميل مستوحاه من شكل باب مقبرة مصرية قديمة.

وفي السياق ذاته، صممت علبه أخرى مزينة بالعديد من الزخارف المتنوعة المطعمة باللؤلؤ والمرجان واللازورد، وهي مستوحاة أيضا من شكل مقبرة توت عنخ آمون، وكان أحد أهم الأسباب لإنتشار الثقافة المصرية القديمة هو رحلة المستشرقين الأجانب الناجحة لمصر لإكتشاف تاريخها وذلك أثناء فترات الإحتلال السابقة. 

فنجح هؤلاء المستشرقين الأجانب في اكتشاف العديد من التحف المصرية مثل رأس نفرتيتي، واكتشاف كارتر المثير للإهتمام عن مقبرة توت عنخ آمون، فأثرت هذه الإكتشافات على مجالات الثقافة الغربية، من الهندسة المعمارية إلى الفنون والموضة.
وعلى الجانب الآخر،  تحدث "الهوس المصري: هوس الموضة المتضارب" في متحف كليفلاند للفنون أن التأثير الكبير للمصريين القدماء كان في مجال الموضة، بحيث أصبحت الأنماط المستوحاة من مصر مرادفة "للرقي والأناقة"، كما يقول أمين المتحف دارنيل جمال ليزبي. 
وضم المعرض العديد من الأمثلة على التصميمات القديمة والإبداعات الحديثة التي ألهمتها، ومنها: الحقيبة التي ابتكرتها دار التصميم المصرية "صبري معروف" بلندن، والتي كانت مستوحاة من القناع الذهبي لتوت عنخ آمون، وأيضا هناك نقش جنائزي من القرن الثالث عشر قبل الميلاد، يعتقد أنه يصور زوجة أمنحتب، الطبيب الذي خدم في عهد رمسيس الثاني، وهي ترتدي الفستان الكتاني الطويل، وهو ما يعكسه ثوب من الجيرسيه الأبيض صممه كارل لاغرفيلد لدار شانيل في عام 2019.
وكانت الملابس التي كان يرتديها المصريون القدماء في الفترة ما بين القرن السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد كانت أكثر تنوعا وتعقيدا مقارنة بالفترات السابقة، فقد ظهرت أنواع جديدة من الملابس مثل العباءات المزينة بالخرز والملابس الشفافة، وذلك نقلا عن مجلة سميثسونيان.

أما عن الملابس المستوحاة من مصر القديمة في عصرنا الحالي، فهي متنوعة للغاية وتختلف من مصمم لآخر، فكل مصمم يفسر الحضارة المصرية بطريقته الخاصة، مما يؤدي إلى تصميمات مختلفة تمامًا، بعضها قريب من الواقع المصري القديم وبعضها الآخر بعيد تماما.