تعود أصول الألعاب الأولمبية إلى العصور القديمة قبل الميلاد، مما يشير إلى أنها ليست ظاهرة رياضية حديثة، في الماضي، كان يعتقد أن الألعاب الأولمبية قد اختفت في العصور الوسطى، لكن تبين فيما بعد أنها كانت موجودة وكانت أكثر تعقيدا بكثير.
يعود تاريخ الألعاب الأولمبية إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وبلغت ذروتها من الشهرة في القرن السابع قبل الميلاد، وكانت هذه الألعاب تجذب العديد من المشاركين من جميع أنحاء العالم الهيليني تكريما للإله زيوس.
غزا الرومان شبه جزيرة بيلوبونيز والتي تقع في جنوب اليونان، وأصبحوا الرعاة الجدد للألعاب الأولمبية، فكانوا متحمسين لها ومشاركين فيها، وعرفوا أهميتها للإله زيوس عند الرومان، لذلك زادوا في أهميتها بتحديث البنية التحتية للمنشآت الرياضية والمجتمع المحيط، وزادوا من عدد الأحداث والمشاركين، وفتحوا الباب لغير اليونانيين، وزادوا مدة الألعاب بيوم آخر.
واعتقد المؤرخون في الماضي أن صعود الديانة المسيحية على الساحة العالمية والإعتراف بها كان من أهم الأسباب وراء توقف هذه الألعاب الأولمبية لما رأوه من توقف للأنشطة الرياضية بعد توطين المسيحية في الإمبراطورية الرومانية، وذلك بسبب اعتبار الأباطرة الرومان أن الرياضات التي تمارس في هذه الأولمبياد كانت طقوس دينية للألهة المتعددة التي تتعارض مع المسيحية.
اكتشف بعد ذلك أن هناك العديد من الأسباب الأخرى والتي كانت السبب الحقيقي في ضعف التمويلات للألعاب الأولمبية، وهي أن الدعم المالي بدأ في الأنخفاض، بالإضافة إلى أنه بدأ الإعتماد بشكل أكبر على المانحين الخاصين بدلا من الدولة في رعاية الرياضات الأولمبية.
وأظهرت الأبحاث الجديدة أن الألعاب الإقليمية استمرت لفترة أطول مما كان يعتقد، حتى بعد القرن الخامس الميلادي بقليل، مما يهدم الادعاء بأن المسحية هي من تسببت في اندثارها.
وعلى الجانب الآخر، في الحقبة البيزنطية، استمرت الأحداث الرياضية مثل سباقات العربات حتى القرن الحادي عشر، فكانت هذه الرياضة شائعة للغاية، وكانت الفصائل تتنافس بانتظام في ميادين السباق، وجدير بالملاحظة تاريخيا، أن الرياضة والأولمبياد كانت متشابكة مع السياسة، حيث لعبت دورا حاسمًا في أحداث مثل أعمال الشغب في القسطنطينية عام 532 م.
في القرن السادس عشر الميلادي، استمرت بطولات الفرسان وكانت من أهم الرياضات في أوروبا في العصور الوسطى قاطبة، حيث يسافر المشاركون من مكان إلى آخر للتنافس، كانت البطولات غالبا مصحوبة بمراسم افتتاح واختتام مسرحية، وكانت تحظى بشعبية كبيرة بين الجماهير.
عادت الألعاب الأولمبية في نهاية القرن التاسع عشر بفضل القومية الصاعدة وإعادة تعريف الذكورة السليمة، أقيمت الألعاب الأولمبية الحديثة لأول مرة في أثينا عام 1896، ومن ثم في باريس وسانت لويس، والآن في باريس مرة أخرى.