الجمعة 2 اغسطس 2024

واشنطن بوست: الولايات المتحدة تبحث سبل إحياء محادثات وقف اطلاق النار في غزة

الولايات المتحدة

عرب وعالم1-8-2024 | 10:33

دار الهلال

 كشفت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة لإنقاذ مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد مقتل الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة بإيران، مما وجه ضربة قاتلة محتملة للمحادثات.

وأوضحت الصحيفة - في تقرير لها اليوم الخميس - أن إسرائيل أعلنت مسئوليتها عن غارة جوية في جنوب بيروت؛ أسفرت عن مقتل زعيم كبير في حزب الله اللبناني لكن بعد ساعات، قُتل إسماعيل هنية، أحد المفاوضين الرئيسيين في محادثات وقف إطلاق النار المتوقفة منذ فترة طويلة، في هجوم غامض في العاصمة الإيرانية لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنه لكن حماس وإيران ألقتا باللوم في الهجوم على إسرائيل، ما يوسع نطاق الصراع، مضيفة أنه على الرغم من قول مسؤولين أمريكيين إنهم توقعوا هجوم بيروت، فإن ضربة (طهران) فاجأت (واشنطن) وألقت بظلالها على الفور تقريبًا على احتمالات التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة بوساطة أمريكية، وهو ما كان بعيدًا بالفعل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للولايات المتحدة، هو أن عمليات القتل هددت بإطلاق العنان لانتقامات جديدة وأكثر شدة ضد إسرائيل وربما القوات الأمريكية في المنطقة من قبل إيران ووكلائها. وتابعت الصحيفة إن مسئولي الإدارة الأمريكية يعترفون بأن مقتل هنية يجعل تأمين وقف إطلاق النار أكثر صعوبة، لكنهم يصرون على أن المحادثات لم تنتهي.. فيما قال مسؤول أمريكي إنه في أعقاب الضربة في طهران يوم أمس، كان كبار المسؤولين في الإدارة منخرطين بالفعل في مفاوضات لمحاولة إنقاذ صفقة، لافتة إلى أن بايدن لم يقم شخصيًا بإجراء أي مكالمات مع نظرائه الإقليميين، كما فعل في أبريل الماضي بعد أن أطلقت إيران طائرات بدون طيار وصواريخ ضد إسرائيل، ردًا على غارة جوية في سوريا أسفرت عن مقتل جنرال إيراني، كما قال المسؤول الأمريكي، لكن الرئيس كان "منخرطًا جدا مع فريقه في هذا الأمر".

ونوهت بأنه في أعقاب هجوم طهران، طلب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من المسؤولين القطريين إرسال رسائل إلى إيران وحزب الله وآخرين في المنطقة لتهدئة التوترات، ووافق القطريون، وفقًا لمسؤول آخر مطلع على المناقشات.

ووفقا للصحيفة، لقد مرت سبعة أشهر منذ آخر وقفة رسمية في القتال في غزة، والتي قتلت أكثر من 39 ألف شخص في القطاع، حيث عمل الوسطاء الأمريكيون والعرب لأشهر للتفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يساعد في إنهاء الحرب، التي بدأت بعد الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر الماضي. ورأت الصحيفة أنه مع ذلك، قد تكون وفاة هنية الضربة الأكثر ضررًا حتى الآن لآمال الولايات المتحدة في وقف القتال وتخفيف التوترات التي تشعل المنطقة حيث تأتي بعد أيام من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، والذي تعهد بمواصلة الحرب وغادر البيت الأبيض دون الالتزام بوقف إطلاق النار.

وذكرت أنه قبل أشهر من الانتخابات الأمريكية، قد تؤدي الحرب الشاملة في المنطقة المضطربة إلى تعقيد جهود الديمقراطيين للاحتفاظ بالبيت الأبيض، حيث تحدثت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي أصبحت المرشحة المتوقعة للحزب الديمقراطي، بقوة لصالح وقف إطلاق النار.

وتابعت أن الولايات المتحدة واجهت نوبات متكررة من العنف هددت بتصعيد الأعمال العدائية منذ بداية حرب غزة، حيث هاجم مسلحون مدعومون من إيران القوات الأمريكية في العراق وسوريا، واستهدف مسلحون حوثيون الشحن الدولي.

ووفقا للصحيفة، لقد تراجعت إيران، التي تدعم حماس وحزب الله، مرارًا وتكرارًا عن المواجهة الشاملة مع إسرائيل والولايات المتحدة، ومن المحتمل أنه على الرغم من تعهدها بالرد على الضربات الأخيرة، فإنها ستبقي ردها محدودًا مرة أخرى.

ونقلت عن جوست هيلترمان من مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة غير ربحية مقرها بروكسل قوله إن الضربة في طهران محرجة للقيادة الإيرانية وتسلط الضوء على اختراق الاستخبارات الإسرائيلية للبلاد. ومع ذلك، فإن عمليات القتل في بيروت وطهران تدفع الصراع الأوسع في الشرق الأوسط إلى منطقة مجهولة حيث يشعر المسؤولون الأمريكيون بقلق خاص إزاء الهجمات انتقامية من إيران وحزب الله.

وأمس، تعهد المسؤولون الإيرانيون بالرد، حيث قال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إن طهران "ستسعى للانتقام" من الضربة في العاصمة.