الخميس 1 اغسطس 2024

رجال من ذهب| يوسف إدريس.. من طبيب إلى مناضل ثم رائد القصة القصيرة

يوسف إدريس

ثقافة1-8-2024 | 11:16

فاطمة الزهراء حمدي

لؤلؤة إبداعية تولدت في عالم الأدب والثقافة، فمن طالب مغرمًا بالكيمياء، يسبح بأحلامه ليكون طبيب، ويسعى ليحقق ذلك بالفعل، حتى يصبح طبيبًا، ورُغم دراسته إلا إنه لم يتخلى عن نضاله ضد الاحتلال البريطاني، فعشق الكفاح، لتبدأ موهبته الإبداعية في الكتابة تظهر رويدًا للنور، وذلك عندما أصدار المجلات الطلابية الثورية وحاول كتابة قصته القصيرة الأولى، ونالت على إعجاب زملائه بها، ليترك الطب ويتجه لعالم الأدب والكتابة، ليصدر العديد من المؤلفات ويثري المكتبة العربية بإبداعاته الأدبية في الروايات والمسرحيات والمقالات والقصص فترجمت مؤلفاته إلى 24 لغة عالمية، منها 65 قصة إلى اللغة الروسية، فهو يُعد رائد القصة القصيرة، إنه "تشيخوف العرب يوسف إدريس"، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته، وقد سطر اسمه بين الأوساط الأدبية ليظل اسمه محفورًا في أذهاننا، وخالدًا في  تاريخ الأدب العربي الحديث.

وُلد يوسف إدريس، في 19 مايو 1927 بالبيروم، الشرقية، عاش مع جدته بالقرية، وابتعد عن المدينة، بعدما أرسله والده للعيش معها فكان يعمل في استصلاح الأراضي، وكثير التنقل، ورُغم ذلك كان متفوقًا، ومولعًا بحبه بعلوم الكيمياء، فكان يأمل أن يصبح طبيبًا، وحقق حلمه والتحق بكلية الطب، وأثناء دراسته بالجامعة ناضل ضد الاحتلال البريطاني، ورُغم كفاحه ضد الاستعمار، حصل على البكالوريوس من جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة"، عام 1947، وتخصص  في الطب النفسي.

وأثناء كفاحه ضد الاحتلال وهو مازال طالبًا، اختير إدريس ليكون سكرتيرًا تنفيذيًا للجنة الدفاع عن الطلبة، ثم سكرتيرًا للجنة الطلبة، حتى عُين كطبيب بالقصر العيني، ثم استقال واتجه للكتابة، لم يتوقف نضاله إلى ذلك الحد فانضم إلى الثوار بالجزائر، وحارب معهم من أجل الاستقلال وأصيب في أثناء المعارك بالجبل، فله تاريخ حافل مع المعارك الثورية ضد الاحتلال، فعُرف بكفاحه ونضاله بجانب شهرته ككاتب قصة قصيرة، كما سافر إلى معظم العالم العربي.

كانت بدايات إدريس مع الكتابة عندما كان طالبًا بكلية الطب، قام بإصدار المجلات الطلابية الثورية، حاول كتابة قصته القصيرة الأولى، ولاقت إعجاب زملائه بها واشتهر بها بينهم، فالتحق للعمل بجريدة الجمهورية، ثم الأهرام.

سافر إدريس عدة مرات إلى معظم العالم العربي وزار كلاً من: فرنسا، إنجلترا، أمريكا واليابان وتايلاند وسنغافورة وبلاد جنوب شرق آسيا، وهو عضوٌ كل من نادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ونادي القلم الدولي، وترجمت مؤلفاته إلى 24 لغة عالمية، منها 65 قصة إلى اللغة الروسية.

رُغم عمل إدريس بالبداية كطبيب وحبه للكيمياء إلا أنه اتجه للكتابة فله العديد من المؤلفات الأدبية كالقصص والروايات والأعمال المسرحية، والمقالات، فمن مؤلفاته القصصية والروائية: النداهة، بيت من لحم، البطل، واقتلها، آخر الدنيا، قاع المدينة، العسكري الأسود، البيضاء، أنا سلطان قانون الوجود، أليس كذلك، ليلة صيف، وغيرهم.

كتب إدريس العديد من المسرحيات التي حصلت على جوائز عديدة، ومنها: الفرافير، المهزلة الأرضية، ملك القطن، الجنس الثالث، المخططين، اللحظة الحرجة، البهلوان، جمهورية فرحات، وله كتاب "نحو مسرح عربي" يضم النصوص الكاملة لمسرحياته.

أصدر إدريس العديد من الكتب التي تضم المقالات الأدبية والسياسية والفكرية، منها: كتاب فقر الفكر وفكر الفقر، وأهمية أن نتثقف يا ناس، وانطباعات مستفزة، وفي كتابه "جبرتي الستينات"، وثق ما مر عليه من تحولات سياسية وفكرية خلال فترة الستينات من القرن الماضي.

وتقديرًا لإسهاماته، حصل يوسف إدريس على كل من: وسام الجزائر، ووسام الجمهورية، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ، كما اعتُرف به ككاتب من أهم كتّاب عصره.