تشتهر مصر بآثارها العريقة منذ آلاف السنين، فمنها القطع الأثرية ذات التراث الفريد، فهذه القطع من الممكن أن تكون خنجرًا أو تمثالًا أو عمودًا، وتتم دائمًا عملية البحث والتنقيب عن هذه القطع المهمة.
عُرف المصريون القدماء، بإبداعهم وبراعتهم، في صناعة التماثيل، ونحتها، ودقتهم في إبراز المغزي من صناعة تلك التحف الفنية ذات اللمسات الإبداعية، ولكن ظهرت دقتهم أيضًا في صناعة الحلى والاكسسوارات.
عُثر على تمثال حتب المصنوع من الحجر الجيري بواسطة سي فيرث لصالح هيئة الآثار المصرية عام 1921، بسقارة، فهو يعود إلى المملكة الوسطى، للأسرة الثانية عشرة حوالي 1985، 1773 قبل الميلاد، ويبلغ الارتفاع 110 سم، والعرض 63 سم، والعمق 96 سم.
انتشر خلال المملكة الوسطى، صناعة نوع معروف من التماثيل تعرف بالكتلية وازداد شعبية في الفترات اللاحقة، ويُعد هذا المثال هو واحد من اثنين تم تكليفهما من قبل حتب، كل منهما متطابق تقريبًا ولكن تم نحت أحدهما من الحجر الجيري والآخر من الجرانيت، لم يعرف سبب استخدام هذا الأسلوب ولكن يرجح سبب صناعته يرجع إلى بساطة طريقة لإنتاج صورة مطلوبة بأقل وقت وتكلفة.
جاء شكل حتب وهو جالسًا على كرسي سيدان، ويعد من النوع الذي تم حمله بواسطة أعمدة متصلة لعدة رجال لرفعها وحملها، كان الركاب يجلسون على وسادة ويثنون الأرجل، ولم تظهر الأعمدة فتمت ازالتها، ولكن صُور الظهر المنحني، كما نقش على ذراعي حتب نقش بارز، متقاطعين في الجزء العلوي من الكتلة، تظهر ساقيه، أيضًا بنقش بارز، من الكتلة في المقدمة وتستقر قدماه على أسفل الكرسي.
يرتدي حتب شعرًا مستعارًا يظهر أذنيه ولحية مستعارة كنوع من الرسمية، فله أذنان كبيرتان وعينان مفتوحتان على اتساعهما ومتباعدتان، بما يتماشى مع أسلوب ذلك العصر، أما أنفه وفمه متضرران، وجاءت النقوش المنحوتة عموديًا على الجوانب الأمامية للكرسي والمستمرة عند القاعدة تعطي اسمه وألقابه وصلاة القربان.