الثلاثاء 6 اغسطس 2024

نساء من مصر| "كوكب حفني ناصف".. أول مصرية تتقلد منصب "حكيمباشي"

كوكب حفني ناصف

ثقافة2-8-2024 | 08:57

فاطمة الزهراء حمدي

لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبسوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.

لم يقتصر دور المرأة على ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الكاتبات والمؤلفات المشهورين.

في بيت يسودة العلم والثقافة والنضال، نشأت كوكب حفني ناصف شقيقة باحثة البادية ملك حفني ناصف التي كان لها دور كبير في دعم شقيقتها وتكون قدوة تحتذي بها، ففي وقت كان يسودة الظلم للمرأة جاء والدهم ليكون داعمهم فحرص على تلقيهن تعليمهن بالكامل، فظهرت الطبيبة كوكب، والتي تتلمذت على يد الدكتور نجيب محفوظ، كما تُعد أول مصرية تتقلد منصب "حكيمباشي" بعد أن كان قاصرًا على الإنجليزيات، ثم أول امرأة تنضم لعضوية نقابة الأطباء، أول طبيبة جراحة تجرى عمليات الولادة القيصرية في مصر وأسست أول مدرسة للتمريض في مصر.

ولدت "كوكب حفني ناصف" فى 20 إبريل عام 1905، بالقاهرة، بحي الجمالية، وهى أخت باحثة البادية ملك حفني ناصف، وابنه ناصف بك رجل القانون والشاعر، وأستاذ اللغة العربية وأحد مؤسسي الجامعة المصرية، فكان لذلك تأثير على حياة ملك وكوكب الثقافية والتعليمية، فكان من حسن حظهم أن ينشئوا في بيت مثقف به أب يدعم ابنائه ويحرص على تعليمهم.

التحقت "ناصف" بمدرسة السنية الثانوية، ضمن أول دفعة بالمدرسة، ولكنها فصلت منها عام 1919، بعد مشاركتها هي ومجموعة من زميلاتها في مظاهرات الثورة وقتها ضد الاحتلال الإنجليزي، وعلى الرغم من ذلك لم تستسلم وواصلت تعليمها في مدرسة الحلمية، حتى حصلت على منحة دراسية في لندن لدراسة الطب، فدرست أمراض النساء في مدينة دبلن بايرلندا لمدة عام، وكانت من بين 5 مصريات حازن على تلك الفرصة في عام 1922، ومن أبرزهم "الدكتورة هيلانة سيداروس"، لتصبح بذلك واحدة من أول فتيات مصريات درسن الطب.

تعلمت "ناصف" الجراحة على يد الدكتور نجيب محفوظ، ومنحها ثقته فكانت أهله لها، كما عملت في مستشفى كيتشنر الإنجليزية "شبرا العام حاليًا"، وكانت تمني نفسها بأن تتحول تلك المستشفى لتكون مصرية حتى تحقق حلمها بعدما رحل منه ابعضًا من العاملين والعاملات، وبالفعل تحولت فيما بعد إلى مستشفى جامعي مصرية.

أصبحت "كوكب حفني ناصف" أول مصرية تتقلد منصب "حكيمباشي" بعد أن كان قاصرًا على الإنجليزيات، ثم أول امرأة تنضم لعضوية نقابة الأطباء، أول طبيبة جراحة تجرى عمليات الولادة القيصرية في مصر وأسست أول مدرسة للتمريض في مصر، وذلك بعد جهد ومثابرة وتفاني واخلاص لعملها.

استمرت "ناصف" في ممارسة الطب لأكثر من 30 عامًا، كما حصلت جائزة الدولة التقديرية في العلوم والفنون، بعدما منحها لها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فلم تنسى مصر ابنائها وبناتها المبدعون والمميزون، فكرمتها لجهودها وانجازتها، رحلت "كوكب حفني ناصف" في عام 1999، بعدما ضربت مثالًا وقدوة لكل فتاة لتتمسك بطوحها وأحلامها مهما واجهت من الصعاب.