عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.
عشق الفن والأدب، فهو من أبرز الشعراء الألمان في القرن السابع عشر، وأحد المستشرقين الغربيين الذين اهتموا بحضارة العرب وأثرها في الحضارة الأوروبية، فأشتهر بكتاباته عنها، واهتمامه بالتأريخ للفنون والأدب الألماني، كما جمع مجموعة من اللوحات القيمة "تسمى بجاليري شاك"، ظل حبه للفنون والأدب يستمر حتى وفاته رُغم تقلده العديد من الوظائف، إنه المستشرق والشاعر الألماني أدولف فريدريش فون شاك، والتي تحل اليوم ذكرى ميلاده.
ولد أدولف فريدريش فون شاك في 2 أغسطس 1815، في بروزيفيتس قرب شفيرين، التحق بكلية الحقوق في بون وهايدلبرج وبرلين، بعد تخرجه شغل العديد من الوظائف، عين في الحكومة البروسية وعمل في المحكمة الملكية في برلين، ولكن لم يستمر بالعمل بها كثيرًا بسبب تعرضه للإرهاق، ثم قرر السفر إلى الخارج وزيارة العديد من البلدان كإيطاليا، ومصر وإسبانيا.
عاد شاك إلى ألمانيا بعد سفره، وذهب إلى أولدنبورج، وعمل بها في الحكومة وأرسل نائبا في عام 1849 إلى برلين، واستمر في هذا المنصب الدبلوماسي حتى عام 1852، ثم عاد بعدها إلى بلدته في ميكلنبورج، رُغم تدرجه وتقلده العديد من الوظائف إلا أن حبه للتأليف والكتابة والسفر لم يوقفه فارتحل إلى إسبانيا لدراسة تاريخ المسلمين في المغرب.
يعتبر سفره إلى إسبانيا هو نقطة التحول الكبير في حياته، فبعيون مستشرق تعرف على حياة المسلمين، وألف أشهر كتبه التي يتحدث بها عن كل فنون وآداب المسلمين في الأندلس، وصدر جزء كبير من أعماله في طبعة من ستة أجزاء في عام 1886، ونشر بعدها بعام سيرته الذاتية التي حملت اسم "نصف قرن.. ذكريات ومدونات".
وؤُغم حبه للتأليف والكتابة، كان يتمسك بلمسات فنية، فجمع مجموعة من اللوحات القيمة "تسمى بجاليري شاك"، وأوصى بها إلى القيصر فيلهلم الثاني وذلك بعد انتقاله عام 1855 إلى ميونيخ، حيث منح العضوية الفخرية في عام 1856 في أكاديمية العلوم، وظلت تلك المجموعة في ميونيخ، وفي عام 1881 منح لقب المواطن الفخري لمدينة ميونيخ.
يعتبر كتاب «الشعر والفن العربي في إسبانيا وصقلية» من أهم أعمال شاك في مجال تاريخ الفن، فيتناول بالكتاب المنجزات العربية في مجالات الشعر والأدب، والفنون المختلفة كالرسم في دولة الأندلس، وله رواية بعنوان "كان كان" ومجموعة قصائد نشرت عام 1867، رحل أدولف فريدريش فون شاك الشاعر والمؤرخ الأدبي والفني الألماني في 14 أبريل 1894 في روما.