السبت 10 اغسطس 2024

مع حفظ الوصية الأخيرة.. جثمان هنية يوارى الثرى بـ "لوسيل"

أداء صلاة الجنازة على هنية

تحقيقات2-8-2024 | 15:23

محمود غانم

بعد 62 عامًا قضاها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.. يوارى الثرى جثمان الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في مقبرة الإمام المؤسس بـ "لوسيل" شمالي العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعد إقامة صلاة الجنازة عليه.

واستشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الأربعاء الماضي، إثر غارة إسرائيلية على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان في زيارة للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وأقيمت صلاة الجنازة على جثمان هنية في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب بالعاصمة القطرية الدوحة، بحضور عشرات الآلاف من المصلين، وعدد من القيادات والرموز الفلسطينية والعربية والإسلامية، وفق وسائل إعلام قطرية.

وبحسب المصدر ذاته، شارك في أداء صلاة الجنازة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية ووفود رسمية وقيادات الفصائل الفلسطينية.

وقد أمّ خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة، آلاف المصلين في صلاة الجنازة على هنية، الذي يعد أيقونة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

يرحل هنية.. وتبقى كلماته الأخيرة:"الحضارات الزائفة التي قامت على احتلال أراضي الغير ستنتهي لا محالة، أما الحضارات الحقيقية التي تستند إلى القيم الإنسانية والشريعة السماوية تضمن استمرارها وبقاءه"، خالدة في أذهان أبناء الشعب الفلسطيني.

بدوره، نعى خالد مشعل، رئيس حماس بالخارج، الفقيد بالقول:" إنه عاش وسط شعبه في مخيم الشاطئ بمدينة غزة يتلمس آلام شعبه ويشاركه أفراحه".

وأضاف مشعل -طبقًا لما ذكرته وكالات الأنباء- "إن هنية خدم قضيته وشعبه والقدس، خدمها مجاهدًا وداعية حافظاً للقرآن الكريم وخدم القضية رئيسًا للوزراء، وكان وسط شعبه لا يتخلف عنهم"، مشيرًا إلى أنه لم يخرج من غزة إلا ليناضل من أجل قضيته على مدى العالم.

من جهتها، دعت حركة حماس، إلى "يوم غضب" شعبي عقب صلاة الجمعة، تزامنًا مع تشييع جثمان هنية،"وفاء له ولرسالته ولدماء الشهداء، وإدانة لتواصل حرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة، ودفاعًا عن أرضنا وقدسنا والمسجد الأقصى المبارك".

وبالتوازي، أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين، صلاة الغائب على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالمسجد الأقصى، رغم القيود الإسرائيلية، وبالمثل، أدى مئات آلاف المصلين في مدن قطاع غزة صلاة الغائب على هنية.

  يرحل هنية.. وتبقى الوصية

والأحد الماضي، دعا هنية، إلى مظاهرات ومسيرات في الدول العربية والإسلامية والعالم، في يوم السبت الموافق 3 من أغسطس، حيث أعلن ذلك التاريخ "يومًا وطنيًا وعالميًا" لنصرة غزة والأسرى في سجون إسرائيل.

وشدد هنية -الذي استشهد الأربعاء الماضي- على ضرورة المشاركة الشعبية الوطنية والعربية والإسلامية والعالمية الفاعلة فيه، وعلى ديمومة كل أشكال التظاهر والمسيرات واستمرارها بعد الـ3 من أغسطس، حتى إجبار الاحتلال الصهيوني على وقف عدوانه وجرائمه، ضد شعبنا وضد أسرانا في سجون الاعتقال النازية، على حد وصفه.

وتأتي عملية الاغتيال كجزء من السياسة التي تتبعها دولة الاحتلال ضد المقاومين من أبناء الشعب الفلسطيني، ويذكر أن قبل هنية، اغتالت في عام 2004 مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وعقب ذلك بأسابيع معدودة اغتالت خلفه عبدالعزيز الرنتيسي، ليخلفه هنية حينئذ في قيادة الحركة بغزة، وبعد 20 عامًا يلحق بهم إلى عالم الآخرة.

وفي غضون الحرب الإسرائيلية المتواصلة حاليًا على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، قتلت حفيدة هنية في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزة، فضلًا عن اغتيال الاحتلال 3 من أبناء إسماعيل هنية و3 من أحفاده كانوا على متن سيارة لأداء صلة الرحم وتهنئة السكان بمناسبة عيد الفطر.

وبالرغم من النفي الإسرائيلي المتكرر لأي مسؤولية تتعلق باغتيال هنية، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أشار لمسؤوليته عن ذلك، يوم الحادثة، قائلًا:"في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم".

وتسعى دولة الاحتلال من خلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج إلى تقديم نصرًا زائفًا إلى شعبها، في ظل فشلها على حسم معركتها في قطاع غزة، المتواصلة منذ نحو 10 أشهر.