السبت 3 اغسطس 2024

ما هي أوجه التشابهات والاختلافات بين ترامب ويوليوس قيصر

يوليوس قيصر ودونالد ترامب

ثقافة2-8-2024 | 22:17

إسلام علي

يتشابه يوليوس قيصر الحاكم الروماني الذي ذاع صيته كثير مع دونالد ترامب في الكثير من الأمور التي دفعت بهم إلى الساحة السياسية بل وتثبت أقدامهما عليها وذلك عن طريق دعم المهمشين والطبقات الفقيرة لكي يصلوا إلى أسدة الحكم، فبالرغم من الإختلاف في الحقبية الزمنية والأنماط السياسية المتبعة في الدولة الرومانية والعصر الحديث، إلا أن هناك تشابه يجمع بين الشخصيتين. 


قام قيصر في أثناء فترة حكمه بإعادة توزيع الأراضي، وإلغاء الديون بالإضافة إلى منح المواطنين إيجارا للأراضي بشكل مجاني لمدة عام واحد، وكانت الفجوة بين الأغنياء والفقراء هائلة في روما في عهده، مما جعل الأغلبية الساحقة من السكان تعاني من الفقر.


يعد كل من يوليوس قيصر وترامب مستغلان للازمات الاقتصادية والاجتماعية لتوسيع نفوذهما، فضلا عن أن كلاهما يعدان بمساعدة الفئات المنسية أو الكادحة.


فالبنسبة إلى يوليوس قيصر، فكانت روما تعاني من تفاوت كبير في الثروة بين الأرستقراطيين الأثرياء وبقية السكان المهمشين وهم: الجنود، العمال، والعبيد، وذلك خلق حالة من الاستياء الشديد في الدولة. 
فقام قيصر بتوزيع الأراضي الزراعية على قدامى المحاربين والفقراء، هذا لم يكن فقط لتحسين حياتهم، بل لكسب دعمهم وتأييدهم، وألغى قيصر جزءا كبيرا من الديون التي كانت تثقل كاهل الفقراء، مما جعله بطلا شعبيا في نظر الكثيرين، منح قيصر إيجارا مجانيا لمدة عام لكل مواطن روماني ذو دخل منخفض، وذلك كما سبق في الفقرة العلوية من قبل.

 
ومن نتائج هذه السياسات التي اتبعها قيصر أنه أصبح محبوبا لدى الطبقات المتوسطة والفقيرة والجنود، مما عزز نفوذه وقوته السياسية، وعلى الجانب الأخر، أثارت هذه الإصلاحات غضب الأرستقراطيين ومجلس الشيوخ، الذين رأوا في قيصر تهديدا لسلطتهم ومصالحهم.


وعلى الجانب الآخر، في فترة حكم ترامب السابقة، كانت الولايات المتحدة تعاني من عدم مساواة اقتصادية متزايدة، الكثير من الطبقة العاملة شعروا بأنهم مهملون من قبل النخبة السياسية والاقتصادية، فاستغل ترامب الأزمة الطاحنة التي تمر بها الولايات المتحدة عن طريق استخدم خطابا شعبويا يعد بمساعدة "الأشخاص المنسيين" أو "المتخلفين عن الركب". 


وتحدث ترامب بشكل متكرر عن دعم المحاربين القدامى وتحسين حياة الفئات الأقل حظا، وفي الوقت ذاته، انتقد المؤسسات السياسية والتي وصفها بأنها فاسدة وغير فعالة على الإطلاق، مما زاد من استقطاب الناخبين وجذب العديد من الذين فقدوا الثقة في النظام القائم.
ساعدت خطابات ترامب في زيادة شعبيته الجارفة في الولايات المتحدة، مما ساعده في كسب دعم واسع النطاق، خاصة بين الفئات التي شعرت بأنها مهملة، ومثلما حدث مع يوليوس قيصر، شعرت المؤسسات الحكومية والعسكرية بخطوة دونالد ترامب على السلطة والذين رأوا في سياساته تهديدًا للاستقرار السياسي والنظام الديمقراطي.


ولكن بالرغم من التشابهات الكبيرة بين ترامب وقيصر، إلا أن هناك بعض الفروقات بينهما والتي من أهمها: أن القيصر يتمتع بخبرة سياسية وعسكرية كبيرة، ولكن ترامب لا يمتلك تلك المهارات، فيوليوس قيصر تدرج في الوظائف السياسية وحشد العديد من الأتباع بها، وعلى جانب آخر، لم يكن ترامب سوى رجل أعمال مالكا لعدد من الشركات، ونجما في برامج تلفزيون الواقع، لكنه لم يتول أي منصب سياسي أو حكومي قبل رئاسته. 
نجح قيصر في تقديم إصلاحات حقيقة على أرض الواقع وألغى بعض الديون، بينما كانت سياسات ترامب أقل فعالية في تحقيق وعوده، فضلا عن قيصر كان لديه دعم كبير من جنوده، بينما لم يكن لدى ترامب نفس المستوى من الدعم من المؤسسة العسكرية.