السبت 3 اغسطس 2024

في مواجهة الضربة المرتقبة.. الولايات المتحدة تحرك سفنها الحربية للدفاع عن إسرائيل

اغتيال هنية

تحقيقات3-8-2024 | 14:06

محمود غانم

تتصاعد التوترات الإقليمية الناتجة عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بالعاصمة الإيرانية طهران، حيث دخلت "تل أبيب" في حالة من التأهب تحسبًا لضربة محتملة من جبهات عدة، تزامنًا مع تدابيرات إضافية اتخذتها واشنطن في الشرق الأوسط لدعم الدفاع عن إسرائيل.

تدعيمات أمريكية

أبلغ وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، بمجموعة من التدابيرات الإضافية التي اتخذتها واشنطن لدعم الدفاع عن إسرائيل.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن جالانت قوله لـ"أوستن"، إن تل أبيب في منعطف حرج في قدرتها على وضع خطة لاستعادة المحتجزين.

وأمرت وزارة الدفاع الأمريكية بإرسال سفن تابعة للبحرية ومدمرات إلى منطقة الشرق الأوسط، سعيًا لاحتفاظ الولايات المتحدة بالقدرة على الانتشار في غضون مهلة قصيرة لمواجهة أي تهديدات لأمنها القومي، وفي الوقت ذاته، أشارت إلى أن المزيد من التصعيد ليس أمرًا حتميًا، وأن جميع الدول في المنطقة ستستفيد من خفض التوترات.

وأوضحت الدفاع الأمريكية، أنها تعمل على رفع درجة الاستعداد لنشر المزيد من الدفاعات الصاروخية الأرضية، مشيرة إلى أنه سيتم إرسال أسراب مقاتلات إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط.

وكشفت أن الوزير لويد أوستن أمر بإرسال سفن تابعة للبحرية ومدمرات إلى منطقة الشرق الأوسط.

في غضون ذلك، قال متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن وزارة الدفاع تستعد لإرسال دعم عسكري إضافي إلى إسرائيل لصد أي هجوم إيراني محتمل.

وأوضح كيربي، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بحث في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، ملف إرسال جنود إضافيين إلى إسرائيل لمواجهة التهديدات الإيرانية.

من ناحية أخرى، قال جالانت لنظيره البريطاني إنه من المهم تشكيل حلف للدفاع عن إسرائيل في وجه إيران وحلفائها.

بموازة ذلك، نقلت القناة 12 الإسرائيلية، أن دولًا أوروبية مثل اليونان وفرنسا في حالة تأهب قصوى خشية هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية.

 ما خلف الكواليس

وطالب الرئيس الأمريكي، نتنياهو، بالتوقف عن تصعيد التوترات في المنطقة، وذلك عقب اغتيال هنية، بحسب ما نقله موقع "أكسيوس" الأمريكي، الذي أضاف أن الأول حذر الأخير من أنه إذا أقدم على التصعيد مجددًا، فينبغي له عدم الاعتماد على الولايات المتحدة لإنقاذه.

وقال مسؤولون أمريكيون لـ"أكسيوس"، إنهم يعتقدون أن نتنياهو أخفى عن بايدن خططه لتنفيذ الاغتيالات الأخيرة، وذلك بعد أن ترك انطباعًا الأسبوع السابق بأنه يستجيب لطلب الرئيس الأميركي بالتركيز على إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وكشفوا أن بايدن اتصل بنتنياهو لمناقشة الاستعدادات العسكرية المشتركة لمواجهة الرد المتوقع من إيران وحزب الله، وفي الوقت نفسه للإعراب عن عدم رضاه عن المنحى الذي اتخذه نتنياهو.

وأبلغ بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل على إحباط أي هجوم إيراني، لكنه يتوقع بعد ذلك عدم حدوث مزيد من التصعيد من الجانب الإسرائيلي والتحرك فورًا نحو صفقة الرهائن، وفقًا للمصادر نفسها.

وتقتنع إدارة الرئيس الأمريكي أن إيران ستهاجم إسرائيل خلال أيام، ردًا على اغتيال هنية على أرضها، بحسب ما نقله "أكسيوس" مسؤولين أميركيين، الذي أشار إلى أن الاستخبارات الأميركية تلقت الأربعاء مؤشرات واضحة على نية إيران الرد على اغتيال هنية، وأن واشنطن ترى أن الأمر قد يتطلب من الإيرانيين ومن وصفتهم بوكلاء طهران أيامًا للتحضير لهجوم على إسرائيل.

 الرد الإيراني

وتتعايش "تل أبيب" في حالة من التأهب لضربات عسكرية محتملة من إيران وحزب الله ردًا على اغتيالها هنية والقائد العسكري بحزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، تضمن ذلك وقف الإجازات في كل الوحدات المقاتلة وتشكيلات التدريب بالجيش.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن منظومة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لاعتراض أي تهديد قادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب، موضحة أن التقديرات تشير إلى أن إيران قد ترغب بإطلاق صواريخ من أراضيها نحو إسرائيل.

في خضم ذلك، أفادت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن إيران ستطلق صواريخ ضخمة في ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس.

وسيكون الرد الإيراني "قويًا ومفاجئًا"، بحسب ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن دبلوماسي إيراني، الذي قال إن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء.

الصحيفة ذاتها أشارت إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تتبنى نهجًا حذرًا في الوقت الحالي مع عدم وجود ما يشير إلى أن إيران اتخذت قرارًا بشأن الرد، مرجحة أن يكون الرد في غضون بضعة أيام إلى أسبوع.

والأربعاء الماضي، استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إثر غارة إسرائيلية على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان في زيارة للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وبالرغم من النفي الإسرائيلي المتكرر لأي مسؤولية تتعلق باغتيال هنية، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أشار لمسؤوليته عن ذلك، يوم الحادثة، قائلًا:"في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم".

وتسعى دولة الاحتلال من خلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج إلى تقديم نصرًا زائفًا إلى شعبها، في ظل فشلها على حسم معركتها في قطاع غزة، المتواصلة منذ نحو 10 أشهر، وفرض نظريتها للردع رغم الدعم العسكري والاستخباري والسياسي والمالي الأميركي الواسع.