من أهم الملفات والموضوعات العاجلة التى يجب أن تحظى باهتمام وأهمية فى الجمهورية الجديدة هو ملف تجديد الخطاب الثقافى والديني لأن الأمور منذ نهاية السبعينيات تتفاقم فى المجتمع.
وانتهت الأمور إلى أحداث ٢٥ يناير واختطافها الإخوان، ذلك الفصيل الذى يتوق للحكم منذ ٩٠عاما وسيطرت مصطلحاتهم علي المجتمع. مثل الأخونة، التمكين وحالة من البلبلة الثقافية والدينية سادت مصر مع انتشار كافه أنواع العنف إلى أن انتبه الشعب المصرى وكانت ثوره ٣٠يونيه حيث تحول المشهد الثقافى والخطاب الدينى والإعلامي تماما لصالح المجتمع والوطن والدولة، ولكن ظلت الترسبات، وظلت بعض السلبيات فى الاتجاهات والسلوك.
مما أثر علي المجتمع سلبا، وكانت بعض النخبة للأسف فريسة لكل ماحدث، فتلون البعض وغير خطابه ليلحق بالقطار.
علي الجانب الآخر لدينا عدة ثقافات فرعية أخرى تنخر فى عظام المجتمع منها علي سبيل المثال لا الحصر ثقافة أهل الساحل الشرير والساحل الطيب.
ثقافة أهل الكمباوندات
مقارنة بغيرهم ثقافة نشطاء السوشيال ميديا والبلوجر والرياضيين وبعض الفنانين وسلوكياتهمً السلبية التى توثر على الشباب.
ومن ثم فإن الأمر يستلزم أن يوضع فى الاعتبار ضروره تغيير هذه الثقافة مع العلم أن الحضارة تسبق الثقافة فى التغيير فالثقافة تتغير ببطء وهى ذلك الكل المركب من اللغة والعادات والتقاليد والفن والعرف والفلكلور وكل شيء طبقا لمارجريت تايلور ومن ثم فالتغيير يستلزم جهدا كبيرا، ولكن بالإرادة يمكن أن نحقق التغيير كما فعلها جمال عبد الناصر من قبل.
وعلينا من خلال استراتيجية مدروسة بعناية وضع آليات لتنفيذ تغيير وتجديد الخطاب الثقافى، ولتكن أهم ملامح الاستراتيجية الالتزام بتصحيح المفاهيم المغلوطة السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية وضبط المصطلحات وتعزيز الوسطية الدينية احترام ثقافة العمل الانتماء والولاء التفكير الناقد والبحث عن المعلومات الموثقة وعدم تصديق الشائعات، واحترام مؤسسات الدولة، والتكيف مع أزمة المناخ وتقدير جهود الدولة. وترشيد الاستهلاك، والمسؤولية المجتمعية لكل مواطن على أن يتم تنفيذ الاستراتيجية من خلال كل مؤسسات الدولة ومنها:
- التعليم وتعزيز لقيم المجتمع المصرى الأصيل وهذا يستلزم تعديل المناهج وإثراءها بموضوعات ومواقف وإعطاء المعلم القيمة والهيبة وممارسة أنشطة صفية ولا صفية.
- العودة للنشاط المدرسي داخل أو خارج الصف وكذلك فى الجامعات -إسناد دور غير تقليدى لوزارة الشباب وتنقيتها من الكوادر غير المؤهلة ومنظمات المجتمع المدنى.
- إعطاء مساحات عمل للأحزاب علي الأرض للتثقيف والتدريب.
- الإعلام وضبط المصطلحات واختيار الخبراء بدقة وموضوعية. فليس كل متحدث خبيرا أو مؤهلا، فالتخصص مهم مع عدم التعارض مع القنوات الحكومية والخاصة.
- عدم اصطياد الأخبار من خلال السوشيال ميديا بل من مصادر موثوقة ومتخصصة.
- القدوة والتعلم بالنمذجة وهذا لا يتأتى باستضافة بلوجر أو متابعة مشاكل فنان أو فنانة.
بل بالتركيز علي المضمون المفيد للناس وحياتهم وبناء الدوله الجديدة.
- الاهتمام بمشكلات الناس وهمومهم سيساعد علي استيعاب. كل طاقات الغضب أو الخوف أو القلق. واستخدام المصطلحات المنضبطة. دون تهويل ولا تهوين.
- المصارحة وعدم الاستعلاء علي الناس وتوضيح الأمور بموضوعية والشعب المصرى يحب وطنه وهو شعب صبور ويطمح فى الحياة التى تليق به هو وريث حضارة عظيمة.
أما بالنسبة لتجديد الخطاب الديني فإن الأمر بدأ فعلا بتكليف الدكتور أسامة الأزهرى بمنصب وزير الأوقاف. ونتعشم خيرا في ذلك.
ولكن الأمر يتطلب تنقية التراث الديني من كل الشوائب التى تسببت فى تعزيز اتجاهات التطرف والعنف والتعصب حتى ضد المرأة والأقباط والدولة وأن الدين لا يجب الانتماء للوطن بل علي العكس فالنبي محمد كان محبا لوطنه مكة ولقد كان يدعو اللهم حبب المدينة إلى قلوبنا كما نحب مكة، وعندما غادر للمد ينة كان حزنه عظيما لذلك أنزل الله تعالى الآية الكريمة إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى ميعاد هكذا يمكن مخاطبة الناس وتعريفهم بقيمة الوطن فى المدارس والجامعات وفى وسائل الإعلام
وفى المسيحية من تعاليمً المسيح اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله
فقط نريد من يستطيع توصيل الرسائل بطريقه صحيحة فالتواصل الفعال يتطلب أن تصل الرسالة كما أريد للمستقبل باستخدام وسائط متعددة وأساليب حديثة طبقا لنمط المستقبل أو المتعلم.
ومن ثم الاهتمام بتدريس التربية الدينية فى ضوء الدين الوسطى والاهتمام بالفتوى وما أدراك ما الفتوى فهذا الأمر يتطلب شيوخا ثقات فى العلم.
وعلي وزارة الثقافة المصرية اتخاذ نهج جديد فى مخاطبة البسطاء والقيامً بأنشطة ثقافية فى الصعيد وريف مصر فى كافه الأنشطة الثقافية والفنية وعمل مسابقات واكتشاف المواهب، وإعادة الاهتمام بالطبقة الوسطى وإعطائها حقها فى العيش الكريم فقد تم تجريف ونخر لهذه الطبقة وهى علميا كما يوضح معظم علماء الاجتماع هى الطبقه التى تحمى المجتمع وتسانده، ومن ثم علينا تنفيذ الاستراتيجية والآليات سريعا لنتمكن من إعادة هويتنا المصرية وتعود مصر الحلوة الطيبة الوسطية ذات القوى الناعمة من جديد.