الثلاثاء 6 اغسطس 2024

الأولى على الثانوية العامة 2024 للمكفوفين: ربنا عوض تعبي طول السنة.. وسألتحق بكلية الألسن

الأولى في الثانوية العامة 2024 للمكفوفين

تحقيقات6-8-2024 | 01:19

أماني محمد

بفرحة عارمة استقبلت الطالبة سماء سمير أحمد، الأولى في الثانوية العامة 2024 للمكفوفين، نبأ كونها من أوائل الثانوية العامة، فتقول: "سعيدة للغاية بالخبر، حيث تلقيت مكالمة من مكتب وزير التربية والتعليم، تبلغني بحصولي على المركز الأول في الثانوية العامة للمكفوفين".

وأوضحت في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن أسرتها كانت تأمل في أن تنال هذا النجاح وتكون من أوائل الثانوية العامة، وكانوا يتوقعون ذلك، وكذلك أساتذتها، مضيفة: "فور أن تلقيت الخبر وشعرت بفرحة شديدة للغاية، وكأن الله عوضني عن كل تعب ومجهود وإرهاق العام كله، لأنني بذلت فيه مجهودا كبيرا، سواء في أيام الدراسة العادية أو في فترة الامتحانات وما قبلها، فلم أكن أنام تقريبا إلا ساعات قليلة".

وأضافت أنها كانت تحضر دروسها بشكل عادي مع الطلاب المبصرين وتستمع إلى الشرح، لكنها كانت تطبع الكتب بطريقة برايل لتتمكن من مذاكرتها، فكانت تطبع الكتب في جمعيات للمكفوفين في القاهرة وفي المنصورة، وتلقت تعاونا من تلك الجمعيات، موضحة أنها كانت تتلقى الدروس وتذاكر بشكل طبيعي وتخصص أوقاتا للترفيه وفواصل وفترات راحة أثناء المذاكرة.

وأكدت أن يومها كان موزعا بين المذاكرة، وقضاء بعض الوقت في تصفح الهاتف ومنصات التواصل الاجتماعي، ولم تكن تحددا وقتا محددا للمذاكرة بل تخصص أجزاء من المنهج طوال اليوم وتذاكرها حسب ما تستطيع، مضيفة أنها واجهت بعض الصعوبات وخاصة في بداية العام الدراسي من أبرزها الخوف وعدم وجود كتب للمذاكرة، فكان الشهر الأول من العام الدراسي تقضيه بين حضور الدروس وتستمع إلى الدروس من خلال تطبيقات تحول الكتب إلى نصوص مسموعة حتى الانتهاء من طباعة الكتب.

تعيش سماء في محافظة الدقهلية، إلا أنها كانت تلتحق بمدرسة في الشرقية، وهو ما كان يمثل مشقة أخرى لها، حيث الانتقال يوميا من وإلى المدرسة وكانت ترافقها في ذلك والدتها، التي كانت تذهب معها يوميا للمدرسة وتنتظرها حتى انتهاء يومها الدراسي، فكانت الأم هي من ترعى شئون الابنة التي فقدت والدها وهي في سن صغيرة لم تتجاوز 5 سنوات من عمرها.

ولم يعيقها فقدانها لبصرها منذ ولادتها عن مسيرتها التعليمية فكانت طوال الوقت تجتهد لتتفوق وتنجح في مسيرتها التعليمية، وعن حلمها الآن بعد تفوقها في الثانوية العامة تقول إنها تأمل بالالتحاق بكلية الألسن لأنها تحب اللغات وترغب في دراستها بشكل أعمق، ومنها اللغة الإنجليزية واللغة الإسبانية.