الأربعاء 7 اغسطس 2024

أساطير عبر التاريخ| «ثيسيوس ومينوتور» حكاية الشجاعة والمتاهة

ثيسيوس ومينوتور

ثقافة7-8-2024 | 08:40

أبانوب أنور

تمثل الأساطير التاريخية جزءً هامًا من التراث الثقافي للشعوب، حيث تروي قصصًا غالبًا ما تكون مليئة بالعجائب والأحداث الخارقة التي تمزج بين الحقائق التاريخية والعناصر الخرافية والروحانية، وهذه الأساطير قد تكون مأخوذة من أحداث حقيقية قديمة، وقد تمتد لتشمل الشخصيات الأسطورية والأحداث الخيالية التي تتناول الأمور الإلهية، أو تصور الكون، وتشرح منهج حياة قديمة.

أسطورة ثيسيوس ومينوتور هي واحدة من أشهر الأساطير اليونانية القديمة، وتدور أحداثها في جزيرة كريت.  تجمع هذه الأسطورة بين عناصر البطولة والشجاعة والمواجهة مع الشر، وتعتبر رمزاً للانتصار على الخوف والمجهول.

كان المينوتور كائنًا أسطوريًا برأس ثور وجسد إنسان، وُلد نتيجة علاقة غير شرعية بين الملكة باسيفي وأثينا، وكان محبوسا في متاهة معقدة بناها المهندس الماهر ديدالوس بأمر من الملك مينوس ملك كريت، كان أهل أثينا يقدمون للمينوتور ضحايا بشرية كل تسع سنوات، يتم اختيارهم عن طريق القرعة.

كان ثيسيوس أميرًا أثينيًا شجاعًا، قرر التطوع ليذهب إلى كريت ويواجه المينوتور وينقذ شعبه من هذا العذاب، ساعدته أريادني، ابنة الملك مينوس، بحبها له، و أعطته كرة من الخيط لتتبع طريقه داخل المتاهة والعودة منها.

دخل ثيسيوس المتاهة متسلحًا بسيفه وخيط أريادني، وواجه المينوتور في معركة شرسة، وبفضل شجاعته وبمساعدة الخيط، تمكن ثيسيوس من قتل المينوتور والهروب من المتاهة.

عند عودته إلى أثينا، نسي ثيسيوس أن يغير الأشرعة البيضاء على سفينته إلى سوداء، كما وعد والده، كإشارة إلى فوزه، ظن الملك إيجه، والد ثيسيوس، أن ابنه قد مات، فقفز في البحر وحزنًا، وسمي البحر بأيجة نسبة إليه.

تجسد الأسطورة النضال الأبدي بين الخير والشر، والشجاعة اللازمة لمواجهة المخاوف، وترمز قصة ثيسيوس إلى الأمل في الخلاص من الظلم والاستبداد، وتجسد قصة حب ثيسيوس وأريادني أهمية الحب والوفاء في مواجهة التحديات.